نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية جاءت مخيبة لآمال الثوار والقوى الثورية التى ضحى من أجلها شبان فى عمر الزهور بدمائهم , فحلموا بالخلاص من مبارك ليقعوا الآن بين سندان شفيق المحسوب على النظام السابق ومرسى ممثل جماعة الإخوان.. خبراء علم النفس يكشفون ل(فيتو) عن أسرار وصول المرشحين لجولة الإعادة بتحليل نفسية الناخب. الدكتورة هبة العيسوى أستاذ علم النفس بكلية الطب جامعة القاهرة قالت إن الشعب لم يختر مرسى ولم يختر شفيق لشخصهما وإنما لوجود مؤسسات داعمة لهما وهما الحزب الوطنى المنحل الداعم لشفيق, وجماعة الإخوان المسلمين التى يمثلها مرسى, مشيرة إلى أن كتلة الثورة لم تنظم نفسها وأصابها الإحباط من تجاهلها وعدم التنسيق معها فى مرحلة ما بعد تنحى مبارك. تفضيل المصريين لرغيف الخبز وللفشل فى ظل الاستقرار عن النجاح فى جو مضطرب ولخبرات المرشح السابقة وللأمن على ما عداه من مطالب أخرى كلها أمور حسمت اختيار الشعب فى الجولة الأولى بعد أن فقد الثقة فى كل ما هو جديد بفعل نظام مبارك البائد, هكذا قالت الدكتورة هبة مؤكدة أن ثقة الشعب تزعزعت فى الثورة بعد تصدير الأزمات له على مدار عام ونصف العام وعاد لمنطقه القديم وهو « اللى اعرفه أحسن من اللى معرفوش «. الثورة موجودة ومستمرة وقائمة سواء فاز شفيق أو مرسى هذا ما شددت عليه الدكتورة هبة مشيرة إلى أن الثورة فتحت العيون على عدم قبول الخطأ مؤكدة أن الأحزاب الليبرالية ستخرج ولن تقبل الخطأ واصفة الموقف القادم بأنه أصعب وبداية جديدة للتغيير. دكتورة هناء أبو شهبة عميد كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر سابقا وأستاذ علم النفس الاكلينكى بالكلية أشادت بنزاهة الجولة الأولى وبحالة الحرية داخل الأسرة الواحدة فى اختيار المرشحين مرجعة الانقسام على المرشحين داخل الأسر المصرية فى الجولة الأولى إلى تفاعل الناس مع الفيس بوك كوسيط يركز فيه شخص على توجهه السياسى وتشكيل اتجاهات الأشخاص من خلال التفعيل السلبى عن طريق الإعلام الفضائي الذى ساهم فى تشكيل كل هذه الاتجاهات. . الدكتورة هبة أوضحت أن الليبراليين والاشتراكيين خدعوا فى الإخوان بعد استحواذهم على البرلمان وسعيهم للحصول على كرسي الرئاسة وخدعوا فى أبو الفتوح بسبب تلونه فى فترة ما قبل التصويت مشيرة إلى أن الشعب فضل الاستقرار على التخويف والتهديد وتهميش دور المرأة بفعل التيار الاسلامى مستدلة على ذلك بان النساء صوتوا للفريق احمد شفيق بعد أن شاهدوا السيدات العاملات فى مصر للطيران يصوتن له . الدكتور احمد العقباوى أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أوضح أن جولة الإعادة غير مضمونة لأحد لأنه سيحكمها شخصية ناخب إما أن يختار الضرب بقايا النظام البائد وان يختار (فلول) دعما لليبرالية الدولة وأكد أن من اختاروا موسى وشفيق اختاروهما بناء على المشاعر وليس التفكير موضحا أن ناخبى مرسى اختاروه كأب فى يده السلطة الدينية وناخبى شفيق اختاروه كأب فى يده السلطة التنفيذية وبعد أن قال لهم إنه سيعيد الأمن فى خلال 24 ساعة بجانب الخوف من الإسلاميين مشيرا إلى أن شفيق هو المرشح الوحيد الذى تعامل مع الإخوان بمنطق الضبط والربط وهددهم فى حملته الانتخابية بإيقافهم عند حدهم فى حين جاملهم كل المرشحين الآخرين وهو ما يفسر الأصوات الكثيرة فى محافظات الصعيد التى يفضل أهلها الشخصية الحازمة .. الدكتور احمد خضر أستاذ علم الاجتماع بآداب حلوان قال إن نسبة الحضور ال50% مرضية لكونها أول انتخابات رئاسية حرة بعد الثورة وهى نفس نسبة أول انتخابات جرت في الولاياتالمتحدة مؤكدا أن الإعلام اضر ببعض المرشحين وعزز فرص بعضهم وأضاع فرص الآخرين.