عقد الأزهر الشريف بقاعة مؤتمراته، أول أمس الإثنين، فعاليات الحفل الختامي لمشروع تحدي القراءة العربي، "الموسم الثاني"؛ والذي يشارك فيه طلاب المعاهد الأزهرية المصريون والوافدون وعدد من طلاب العالم العربى وذلك لتكريم الفائزين بالمراكز الأولى، وإعلان أسماء الطلاب الذين سيمثلون الأزهر في التصفيات النهائية بدبي أكتوبر المقبل، وكانت التصفيات النهائية للمسابقة في الأزهر، أجريت أبريل الماضي، بقاعة مؤتمرات الأزهر. وشملت المسابقة مراحل التصفيات التمهيدية، حتى وصلت لمراحلها المتقدمة، بإعلان العشرة الأوائل على مستوى الأزهر الشريف، والذين ينطلقون إلى دولة الإمارات العربية في وقت لاحق للمشاركة في التصفيات النهائية على مستوى الوطن العربي. وحضر فعاليات الحفل الختامى لمشروع تحدى القراءة العربى كل من الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف والدكتور أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية ونجلاء الشمسي، الأمين العام لمشروع تحدي القراءة العربي والأستاذ محمد نبهان، المشرف على المشروع، ولفيف من روءساء قطاع المعاهد الأزهرية وعلماء الأزهر الشريف.. التحدى ال 10 نظم الأزهر الشريف هذا المشروع بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة بمبادرة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، العام الماضي، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر وشارك فيه هذا العام نحو أكثرمن 10 مليون مشترك على مستوى العالم العربى. من جانبه، قالت نجلاء الشمسي، الأمين العام لمشروع تحدي القراءة العربي: إن مناقشة أهداف المشروع مع قيادات الأزهر الشريف، طوّرت كثيرًا من أهدافه، وقد حقّق المشروع أهدافه، بمشاركة 10 مليون طالب وطالبة. المعاهد الأزهرية حظى قطاع المعاهد الأزهرية بالنصيب الأوفر في عدد المتسابقين المشتركين في الموسم الثانى من مشروع تحدى القراءات العربى حيث بلغ عدد طلاب المعاهد الأزهرية أكثر من ثلاث مائة ألف طالبٍ وطالبة وهو أكثر من الأعداد التي تقدم بها جميع المؤسسات الأخرى. ومن جانبه، أكّد الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية؛ أن القطاع قام بتشكيل لجنةٍ تنفيذية من قيادات القطاع لمتابعة العمل في المشروع، وقد تمّ تسجيل المشاركين بزيادة 123 ألف طالب وطالبة عن العام الأول للمشروع حيث بلغَ عدد المشاركين أكثر من ثلاث مائة ألف طالبٍ وطالبة. وقد تمّ تنفيذ الضوابط والأُسُس من خلال اختيار أفضل العناصر، كما تمّ تنفيذ تدريبات للمُحَكِّمين بمعرفة مُدَرِّبين من دولة الإمارات، وتمّ اختيار 162 مُحَكِّمًا من المناطق الأزهرية المختلفة. وأضاف: تمّ عقْد التصفيات بدءًا من 25 مارس، بالإدارات المختلفة، وتمّ تصفيتهم إلى عشرة طلاب؛ لحضور التصفيات النهائية في القاهرة، في 4 أبريل الماضي، قبلَ اختيار 10 منهم؛ لتمثيل الأزهر في التصفيات النهائية بدولة الإمارات العربية، في أكتوبر المقبل. المشتركون الأزهريون أكد الدكتور "الأمير" رئيس قطاع المعاهد الأزهرية " أن بلوغ عدد المشاركين إلى أكثر من ثلاث مائة ألف طالبٍ وطالبة من المعاهد الأزهرية، وهي أعلى من العام الماضي، كما أنها الأعلى بين مختلِف المؤسسات التي تقدّمت هذا العامَ، يُبرهِن على أن الأزهر الشريف بما له مِن عراقةٍ في هذه المسابقة وغيرها هو الرائد الثقافي في مصرَ والدول العربية. تهنئة خاصة وهنَّأ الأستاذ محمد نبهان، المشرف على مشروع "تحدي القراءة العربي" بجمهورية مصر العربية، طلاب الأزهر الشريف الحاصلين على المراكز العشرة الأولى بهذا المشروع الضخم، كما تقدم بالشكر إلى الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على هذا المستوى الرائع لطلاب الأزهر. وأضاف "نبهان": ولا عجب من ذلك فالأزهر منارة العلم الوسطي وهو أكبر الهيئات العلمية الإسلامية الكبرى في العالم التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته ونشره، وحمل أمانة تلك الرسالة إلى كل شعوب العالم، وإظهار حقيقة الإسلام ودوره البنَّاء في حفظ وتقدم البشرية ورقي الحضارة وهولاء الطلاب هم أدواته المستقبلية في نقل هذا التراث إلى الدنيا كلها". هدف المشروع التأكيد على عمق علاقات مصر والإمارات، خصوصًا العلاقات الثقافية بين مصر الأزهر، بتاريخه الضارب في جذور الوسطية والاعتدال، وبين دولة الإمارات العربية، حاضنة الثقافات، بمواقفها الداعمة للثقافة. وأشارت نجلاء الشمسى الأمين العام لمشروع تحدى القراءة العربى "إلى أن استئناف الحضارة من خلال مشروع "اقرأ" مشروعٌ عربي أزهري إسلامي؛ لذا فإنّ جعْل القراءة عادةً يومية هدفٌ أساسيٌّ، وعليه سيكون المشهد الفكري والثقافي أكثرَ وضوحًا حين ينهض هذا الجيلُ ويحصل على فرصته، بما يناسبه من موروثٍ حضاري، هو الأكبر بين الحضارات، ويراعي حاضرًا أكثرَ تعقيدًا، ومستقبلًا يجعل أجيالنا متماسكةً مندمجةً متراصّةً، مدركةً عبارةَ "المصير الواحد"، وتحقيقُ ذلك منوط بالأزهر الشريف؛ لأنه حافظٌ لدين الأُمّة وحضارتها ولغتها". صناعة أمل وكان محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي قال: "إن مشروع تحدي القراءة العربي صناعةُ أملٍ، واستئنافُ حضارةٍ؛ فالقراءة تجاوزت حدود التثقيف وتغذية العقول، لتصل إلى صناعة الأمل، كما أن المشروع يمسّ قوام الأمّة، باستهدافه النشء وطلبة المدارس والمعاهد، من مختلف المراحل الدراسية، كونها الشريحة الأكثر قابلية للتشكيل والتوجيه." نجاحات المشروع أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر" أن المشروع يسير بخطواتٍ واسعة نحو النجاح، خاصّةً أنّ الكل بات يعرفه، وتردّد اسم المشروع، وتعلّق الطلاب والطالبات بهذا المشروع، والقراءةِ بشكلٍ عامٍّ، وهو نجاحٌ في حد ذاته. وأضاف "نبهان" المشرف على المشروع للعالم الثاني على التوالي يحقق المشروع نجاحًا باهرًا بفضل الجهود المخلصة لكل القائمين عليه من البلدين، وبالرعاية الكريمة التي يوليوا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لهذا المشروع الضخم". عودة القراءة إلى رونقها وأضاف وكيل الأزهر "أن أهمية مشروع تحدي القراءة العربي ترجع إلى إعادة اكتشاف أهمية الاطّلاع، والعلم، بعد أن تمّ إهمالهما على مدار عقودٍ عديدة". أوائل "تحدى القراءة العربى" قال نبهان المشرف على المشروع "ما أجمل أن يرى الطلبة والطالبات ثمرة عملهم تحصد أمام أعينهم في حفل كريم يحضره قادة وقيادات من البلدين الشقيقين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية".. وفى خلال الحفل أعلن الأستاذ الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أسماء الطلاب الأوائل على مستوى الأزهر الشريف في مسابقة تحدي القراءة العربي، بحضور عددٍ كبيرٍ من قيادات الأزهر، على رأسهم الأستاذ الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية. وجاء في المركز الأول الطالب شريف سيد مصطفى، منطقة القاهرة الأزهرية (الصف الثاني عشر)، وفي المركز الثاني الطالب باهر محمد أبو عجيلة، منطقة الشرقية الأزهرية (الصف العاشر)، وفي المركز الثالث الطالبة آية عبد الحميد عبد الفتاح، منطقة الغربية الأزهرية (الصف الحادي عشر). وفي المركز الرابع الطالبة ضحى طارق شوقي، منطقة الجيزة الأزهرية (الصف الثاني عشر)، وجاء في المركز الخامس الطالب عمر محمود أحمد سالم (الصف السادس)، وفي المركز السادس الطالبة خديجة أسامة محمد سيد، منطقة بني سويف الأزهرية (الصف الحادي عشر). وفي المركز السابع الطالبة مروة عيد منطقة بني سويف الأزهرية (الصف الثاني عشر)، وفي المركز الثامن الطالب عمار ياسر محمد منطقة الإسكندرية الأزهرية (الصف الثاني عشر)، وفي المركز التاسع الطالب عثمان عبدالله عثمان منطقة أسيوط الأزهرية (الصف الثاني عشر)، وفي المركز العاشر الطالبة سهيلة رمضان عبدالرحيم، منطقة أسيوط الأزهرية (الصف العاشر). فيما نال مشرف منطقة بني سويف الأزهرية جائزة أفضل مشرف على مستوى الأزهر الشريف وتسلمها رئيس المنطقة الأزهرية".. الأول على المشروع حصل الطالب شريف سيد مصطفى، الطالب بالصف الثاني الثانوي بمعهد د. طلعت بمنطقة القاهرة الأزهرية، على المركز الأول في مشروع "تحدي القراءة العربي" والذي اختتم فعالياته مساء الإثنين. وأكد الفائز بالمركز الأول أن القراءة من أكثر الأنشطة التي تحفّز العقل للقيام بمهامه وتُطّور القدرات الدماغية، وهي موهبة منحها الله جميع الناس بدون استثناء، لكن لا يدرك أدواتها إلا القليل جدًا من الطلاب، ومن فوائد القراءة والمطالعة أيضا زيادة الحصيلة اللغوية لدى القارئ، وهو الأمر الذي يكسبه رصيدًا من المفردات والتراكيب التي تعينه في التعبير عن نفسه بمفردات فقدها كثير من الطلاب". رسالة شكر للطيب وأعرب الطالب عن سعادته الغامرة بهذا التكريم، قائلا أن لهذا التكريم جنودًا كثيرين وقفوا خلفه وعلى رأسهم والداه ومعلموه، ومشرفو القرءاة بالمنطقة وزملاؤه المخلصون، كما عبر عن جزيل شكره لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على تبنيه لهذا المشروع الضخم بالتعاون مع دولة الإمارات، والذي أفرز قراء صغارًا في السن كبارًا في العقول أرتقت عقولهم بفضل ما قرأوه، كما شكر فضيلته على حث الشباب على القراءة التي كانت أول نداء من الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم". معاهد الأزهر مناجم للخير في سياق متصل، هنأ الشيخ سيد عبد اللطيف، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القاهرة الأزهرية، الطالب الحاصل على المركز الأول مضيفًا "المعاهد الأزهرية مناجم الخير التي لو بحثنا فيها لوجدنا طلابًا مثل الذهب لهم بريقه، ومعدنهم معدن الماس، تربوا على خير الخصال، يحصلون أفضل العلوم، حفاظا للقرآن حماة للتراث الإسلامي. ودعا الشيخ سيد عبد اللطيف كل الطلاب إلى أن يسيروا على درب المتفوقين وأن يسايروهم، فعن المرء لا تسلْ وسلْ عن قرينه فكل قرينٍ بالمقارِن يقتدي، وهم أمل الأمة وسر نهضتها وسواعدها التي ستبني مستقبلا زاهرًا. توصيات المشروع طالب وكيل الأزهر في كلمته، التي ألقاها بالحفل الختامي لمشروع تحدي القراءة العربي، على مستوى الأزهر الشريف، الطلابَ، بالاستعداد لتطوير التعليم الأزهري، بشكلٍ نوعيٍّ وكمّيٍّ خلال السنوات القليلة المقبلة. وقال وكيل الأزهر: "إنه رغم العدد الكبير الذي شارك هذا العام في المشروع، ووصل إلى نحو 300 ألف، إلّا أنه يطالب قطاع المعاهد الأزهرية، بمشاركة مليون طالب وطالبة، العامَ المقبل، في هذا المشروع، وطالب أيضا بنقْل المشروع إلى الجامعات العربية، وستكون جامعة الأزهر هي أول من يشارك بالمشروع. وأضافت نجلاء الشمسى الأمين العام لمشروع تحدى القراءة العربى "اليوم نحن أحوج ما نكون لاستعادة إرثنا؛ حتى تظل الصدارة لهذا المكان العزيز على قلوب أبناء الأُمّة العربية والإسلامية، لذا فإن الرصيد العلمي والمعرفي لا تعادله أي ثروة، وأنا هنا لأوصي أبنائي وبناتي؛ أن يحققوا مشهدًا ثقافيًّا يجمع بين ثقافة التخصص وثقافة المُتعة". واختتم "نبهان" المشرف على مشروع "تحدي القراءة العربي" بالقاهرة حديثه قائلًا: أدعو كل الطلاب والطالبات إلى الجد والاجتهاد والقراءة والصبر حتى يتحقق للإنسان ما يريده.فما من نجاح إلا ويحتاج إلى صبر والصبر مثل اسمه مر مذاقته، لكن عواقبه أحلى من العسل".