تحتفل محافظة بورسعيد خلال هذه الأيام بالذكرى ال60 لعيدها القومي، وهو ذكرى جلاء العدوان الثلاثي عن محافظة بورسعيد. أبطال المقاومة وارتبطت تلك الذكرى في عقول البورسعيدية بقصص أبطال المقاومة الشعبية الذين ضحوا ودفعوا من عمرهم ثمن كرامة الوطن مثل محمد مهران، زينب الكفراوي، السيد عسران. التقت عدسة "فيتو" بالمؤرخ البورسعيدي "محمد بيوض" أحد أشهر مؤرخي المحافظة، ومؤلف كتاب "صفحات من تاريخ بورسعيد"، وتم رصد معرض الصور النادرة الخاصة به والتي تعود في الفترة بين عامي 1956 و1958، حيث يضم المعرض 60 صورة. كرامة وطن قال المؤرخ محمد بيوض ل"فيتو": إن أرواح شهداء بورسعيد ومقاومتهم كانت سببا في كرامة وطن بكامله، وعن صورة أطفال مرضى في مستشفى بورسعيد العام، ووجود ممرضة معهم، أشار البيوضي أن الصورة توضح بسالة أطفال بورسعيد، وأن الممرضة أجنبية وتدعى "ماريا". وأضحت الصورة الثانية وجود طفلين شهداء على السرير والدماء تلطخ ملابسهما، وقال عنها بيوض إنهما شقيقان واسشتهدا فوق سريرهما إثر تعرض منزلهما لقذيفة. معركة الغذاء وأشار المؤرخ محمد بيوض للصورة الثالثة التي أظهرت سيارة غذاء كبيرة يتزاحم عليها المواطنون، موضحا أن ذلك كان يسمى معركة الغذاء، فقد تم منع الطعام والمياه للوصول لبورسعيد لفترات طويلة، وكان المواطنون يموتون جوعا، وعندما وصلت السيارات المحملة بالدقيق توافدوا عليها. حرق المنازل وتظهر إحدى الصور منازل مهدمة تماما، ومتحولة لرماد، وقال عنها بيوض إن الصورة تشير لحي المناخ بمحيط "محمصة أميرة" حيث ألقت طائرات العدوان "بودرة حارقة" أحرقت كل المنازل الخشبية في حي المناخ ودمرت الحي بالكامل. حي الأجانب وأكد المؤرخ البورسعيدي أن بورسعيد كان بها 4 أحياء خلال عام 56 وهم "المناخ، وبورفؤاد، والعرب، والافرنج الشرق حاليا"، وتم تدمير حي المناخ، وتدمير المنطقة المحيطة بشارع عبادي بحي العرب وهدم المنازل ببورفؤد، ولم يتم تدمير حي "الافرنج" لأنه كان حي الأجانب المستعمرين. عربة كارو وعن صورة عربة كارو تحمل جثة مواطن، أوضح بيوض أنه من كثرة الجثث في بورسعيد في تلك الفترة كان الأهالي ينقلون الجثث فوق "العربات الكارو" لدفنها. وعن صورة توضح أجانب راحلون عن بورسعيد، قال إنهم الجالية " المالطية" ببورسعيد التي كانت تعمل ك"طابور خامس"، وتقوم بالإبلاغ عن أماكن الفدائيين، والصورة التي بجوارها توضح مظاهرات فرحة شعب بورسعيد بمحطة السكة الحديد، لحظة استقبال قوات الأممالمتحدة للفصل بين قوات الاستعمار وأهالي بورسعيد. جمال عبدالناصر وتوضح إحدى الصور الراحل جمال عبد الناصر خلال احتفالات محافظة بورسعيد بعيدها القومي، حيث كانت الصورة عام 1958م، وكانت أول زيارة للرئيس الراحل في احتفالات بورسعيد، وتم التقاطها في شارع "محمد على"، حيث تم افتتاح المسلة وخرج كل أهالي بورسعيد لاستقبال الرئيس وتحيته. قصص الفدائيين وأكد المؤرخ البورسعيدي أن هناك مجموعة من الصور تشير إلى قصص بطولات الفدائيين ببورسعيد في اختطاف الضابط "مورهاوس" ابن عمة ملكة بريطانيا، والذي كان يطارد طفل ليقتله، ولكن فدائيو بورسعيد ألقوا القبض عليه. وأوضحت الصور قصة اختطاف مورهاوس وانتشار الدوريات الإنجليزية ببورسعيد، ومساعدة الضباط المصريين للفدائيين في إخفاء مكان اختطاف "مورهاوس"، ومكان دفن جثته، وإخراج رفاته بعد ذلك لإرسالها لموطنه بعد انتهاء العدوان.
