تحتفل مدينة بورسعيد غدا بذكرى عيدها القومي الموافق 23 ديسمبر ويحمل رقم 59 هذا العام، لتستعيد ذاكرتنا ملحمة البسالة والصمود أمام العدوان الثلاثى والتي سطرها أبطال فدائيون بأحرف من نور بأرض المدينة الباسلة. ومن ضمن الأبطال الذين شاركوا في ملحمة صد العدوان الثلاثى على بورسعيد البطل "محمد مهران" والذي اقتلعت القوات الإنجليزية عينه بعد أن رفض الإفصاح بأى معلومات تخص الجيش المصري، حيث تم نقله إلى قبرص لإجراء عملية نزع عينيه وبدأوا يساومونه إما أن يتحدث بمعلومات عن الجيش المصري أو يقتلعوا عينيه وإعطائها للضابط الإنجليزي الذي قام بإصابته ببندقيته، وقال لهم وقتها: "اقتلعوا عينى لن أتحدث". كما تحتفل المدينة الباسلة بالطفل الصغير محمد شردى والذي كان يخبئ الكاميرا الفوتوغرافية وسط ملابسه ويتنكر أحيانا كي يلتقط صورا للعدو داخل معسكره بأرض الجولف الكائنة بشارع محمد على ببورسعيد أو مناطق تمركز أمنية أخرى بحى الإفرنجي، وظل شردى منذ طفولته وحتى أن أصبح صحفيا مشهورا ظل يحمل على عاتقه الدفاع عن مدينته بورسعيد حوالى 40 عاما من خلال صفحات جريدة الوفد. ويعتبر الحاج "محمد فوزى أبو الطاهر" أحد الفدائيين الأبطال الذين خاضوا معركة 1956 والبطل "عبد المنعم الشاعر" والذي شارك بالمقاومة الشعبية، وهو في سن 17 عاما والكثير، من الأبطال الذين لا ولن ينساهم التاريخ. كما يحتفي الأهالي بالواقعة الشهيرة، حيث اختطف مجموعة من الفدائيين الضابط الإنجليزي "انتونى مورهاوس" ابن عمة ملكة بريطانيا وقتها، والتي قام بها الأبطال: "محمد حمد الله – وأحمد هلال - على حسن زنجير - حسين عثمان – طاهر مسعد – محمد على سليمان". وعندما علمت قوات الاحتلال بواقعة خطف الضابط الإنجليزي فرضوا طوقا أمنيا بشوارع بورسعيد وفتشوا المنازل منزلا منزلا خاصة في المنطقة التي وجدوا بها السيارة التي كان يستقلها الضابط الإنجليزي، واستمر التضييق الأمنى من قبل القوات الإنجليزية ثلاثة أيام، وخلال تلك الفترة مات الضابط الإنجليزي "مورس هاوس" داخل صندوق خبؤوه داخله. والغريب أن المنزل الذي كان به جثة الضابط الإنجليزي كان بالمنطقة التي تشهد حصارا شديدا من قبل القوات الإنجليزية، وبعد أيام من البحث قامت القوات الإنجليزية بالانسحاب من حي المناخ والعرب ذهابا إلى الحي الإفرنجي، وكان انسحابهم وقتها تحت ضغط العمليات الفدائية، فبعد خطف مورهاوس قام الفدائي سيد عسران بقتل "وليامز" ضابط المخابرات يوم 14 ديسمبر، وكان هذا الضابط هو الذي كان يقود عمليات البحث عن الضابط المخطوف. كما توالت العمليات الفدائية على أرض بورسعيد، ومنها ضرب الدبابات الإنجليزية يوم 15 ديسمبر يوم الهجوم العام في بورسعيد الموافق 16 ديسمبر عام 56 وفي تلك الأيام كان كل من يحمل سلاحا نساء ورجالا ويروا جنديا أو ضابطا إنجليزيا يضربونه فلم تستطع القوات الإنجليزية مواجهة حرب الشوارع والكمائن التي ينصبها لهم الفدائيون على أرض بورسعيد. وقد اضطرت قوات الاحتلال إلى الانسحاب وقبل مغادرتهم المدينة سلموا الأسرى المصريين حتى الأسرى اللذين أرسلوا إلى قبرص تم عودتهم إلى مصر. وأخطر الفدائيون الخدمات الطبية بمكان جثة الضابط الإنجليزي وأخرجوه من الحفرة التي صنعها الفدائيون أسفل العقار الذي خبؤوا جثته به ولم تستطع القوات الإنجليزية الوصول إليها وسلموه إلى مستشفى الأميرى ودفن بمقابر الكومنولث وتوصلت المفاوضات وقتها بين الرئيس جمال عبد الناصر والجانب الإنجليزي، وطلب عبد الناصر تسليم الجثة إلى البوليس الدولى، وذهبوا بها إلى مطار أبو صير وجاء طبيب أسنان إنجليزي كان يعالج مورهاوس، حيث كان الفك العلوي له بارزا وعن طريق هذا الفك تعرف عليه الطبيب، ثم حملوا الجثة إلى قاعدة نابولي بإيطاليا. شاهد الصور ..