اجتماع هام عقد بين وزير البيئة وكافة المسئولين عن المحميات في مصر، بعدما أثرنا قضية محاولات المستثمر السعودى «حسن الشربتلى» الحصول على «2 كيلومتر مربع» من شاطئ محمية نبق بجنوب سيناء.. وعلمنا أن وزير البيئة إنما أراد الوقوف على الحقيقة كاملة، وكان من المفترض حضورنا هذا اللقاء لمناقشة الأمر والتعرف على كافة الحقائق، غير أننا ولظروف حضورنا مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، فقد حال الأمر دون ذلك. انتظرت رد الوزير على مقالنا تحت عنوان: "وزير من بنها"، إلا أن الأيام مرت والاجتماع عقد ولم يرسل الوزير رده حتى كتابة هذه السطور، ليؤكد الوزير أننا «نؤذن في مصر وليس في مالطا»، وليؤكد لنا أنه ليس وزيرا من بنها فقط، بل قد يكون هو بنها نفسها.. لم يأتنا رد ولا جواب ولا فاكس، ولا بريد إلكترونى.. وانقطعت أخبار الوزير ووزارته كما هي عادة وزارة البيئة منذ وصل الدكتور خالد فهمى. ورغم أن الوزير - وزير البيئة - له قيمة علمية منذ أن انتقل من العمل كضابط شرطة، إلى آفاق أوسع، إلا أن التجربة أثبتت أنه أضعف وزير تولى وزارة الدولة لشئون البيئة.. لم يحرك ساكنا ولا متحركا منذ أن جاء.. يعيش بمنطق الموظف الكبير.. لا تكاد تراه رغم زخم الملف الذي يشرف عليه.. وزير صامت.. ساكن.. لا يعرف شيئا عن الديناميكية.. يميل أكثر إلى أن يكون استاتيكيا بلا انفعال أو تفاعل.. أقرب ما يكون إلى مواصفات الغازات الخاملة. ما علينا.. الاجتماع عقد وعلمنا أن رجاله في المحميات لم ينفوا طلب المستثمر السعودى، وفى ذات الوقت قال بعضهم إن وزارة البيئة هي التي تحول دون استيلاء المستثمر أو وصوله إلى شاطئ المحمية الأكثر أهمية في مصر.. قد لا يعرف الوزير أن آخرين في غير وزارته، يحركون الأمور إلى الأمام ويقتربون أكثر فأكثر للوصول إلى المحمية، والحصول على «2 كيلو متر» من شاطئها ليصبح جملة ما تحصل عليه المستثمر السعودى في مشروعه الوهمى بشرم الشيخ، سبعة ملايين ونصف المليون متر مربع، إضافة إلى مساحة الشاطئ التي يخطط للوصول إليها. وقد لا يدرك الوزير أو يدرك، ويتجاهل الأمر، أن من يحركون الأمر أقوى منه بمراحل، وأن هذا التحرك دفع شرفاء في هذا الوطن للضغط في مناطق أخرى للحيلولة دون وصول الشربتلى إلى شاطئ المحمية، التي تزخر بكنوز نباتية وحيوانية لا مثيل لها في العالم كله.. من بين من يتحركون موظفون بالمحمية ذاتها.. وبدو من سيناء، وأخيرا محامون ومثقفون ورجال فكر أعلنوا التصدى لطريقة «فضة المعداوى» في مسلسل الراية البيضاء، لكاتبه الراحل العظيم أسامة أنور عكاشة. ومواجهة نموذج «فضة المعداوى» السعودى، تفرض على الجميع أن ينتبه قبل أن يتوحش النموذج ويستعصى على المواجهة.. والوقوف ضد الفساد أول جبهات المعركة، والإيمان بالنفس الطويل ثانى الجبهات، والتفريق بين الاستثمار والاستحمار هو ثالث الجبهات، أما الرابعة فهى الإيمان بأن محميات مصر ليست ملكا خاصا لمصر، وإنما ملكية إنسانية تحمى النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، وآخر جبهات الحرب عدم الاستناد إلى «حيطة مايلة» ممثلة في الجهات الحكومية خاصة وزارة البيئة!!