موجة حارة تتجاوز 50 درجة تضرب السعودية والكويت والعراق    ظلام دامس.. توقف البحث عن جثمان شقيق العريس ضحية حادث سقوط سيارة زفة في النيل (تفاصيل)    أفلام ل «كريم وحلمي وعمرو دياب ونانسي عجرم».. هل سنشاهد أحلام العصر في السينما المصرية؟ (تقرير)    الانتخابات الفرنسية.. رئيس الوزراء يتقدم باستقالته للرئيس ايمانويل ماكرون    تفاصيل العثور على جثة مسن متحللة داخل مسكنه بالمنيا    الاحتلال يقتحم المنطقة الشرقية من مدينة نابلس (فيديو)    خبير تحكيمي يوضح مدى صحة ركلتي جزاء الزمالك أمام الإسماعيلي في الدوري    "لم يكن هناك شيئا ومازحته قبل المباراة".. العشري يكشف لحظات رفعت الأخيرة قبل الأزمة القلبية    إزالة 231 مخالفة إشغال طريق في كفر الدوار بالبحيرة    جامعة بني سويف تحقق المركز10 محليا و1109 عالميا بالتصنيف الهولندي ليدن    تراجع سعر الفراخ البلدى واستقرار البيض بالأسواق اليوم الإثنين 8 يوليو 2024    خطوات استعلام نتيجة البكالوريا 2024.. بهذه الطريقة عبر موقع وزارة التربية السورية    مدرسة فولكس فاجن الثانوية للتكنولوجيا التطبيقية.. ما الشروط المطلوبة؟    حزب الله: شن 9 هجمات على مواقع عسكرية تابعة ل جيش الاحتلال الإسرائيلي    سياسي فرنسي يحذر من عواقب موقف ماكرون المؤيد للحرب في أوكرانيا    قائمة الاهلي لمواجهة طلائع الجيش.. غياب الشناوي للراحة وكهربا لأسباب فنية    نادر عباسي وكارمن ولؤى الضيوف.. تفاصيل حلقة صاحبة السعادة بمهرجان العلمين    تقارير: قائد إسبانيا على رادار ميلان    بالأسماء.. إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص بالدقهلية    مصرع شاب وإصابة 4 آخرين في مشاجرة بمدينة أجا بالدقهلية    "وعد من النني وزيزو".. تفاصيل زيارة أشرف صبحي معسكر منتخب مصر الأولمبي (صور)    بعد الإعلان رسميا.. طريقة التقديم للوظائف الشاغرة في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة 2024    حماقي يكشف عن ألبومه الجديد «هو الأساس»    دعاء في جوف الليل: اللهم يا صاحب كل غريب اجعل لنا من أمورنا فرجًا ومخرجًا    استشاري غذائي: استخدام الأكل في الترغيب و الترهيب لدى الأطفال من أخطر أسباب السمنة    صفارات الإنذار تدوى في غلاف غزة    استشهاد 10 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى لمنزل فى جباليا بغزة    بالفيديو.. وزير الأوقاف ومحافظ القاهرة يشهدان احتفالية الطرق الصوفية بمناسبة العام الهجري الجديد    "التنظيم والإدارة" يحدد موعد المقابلات في مسابقة شغل وظائف بوزارة الري    لمناقشة الخطط المستقبلية.. محافظ المنيا يعقد أولى اجتماعاته مع القيادات التنفيذية    وزير الطيران المدني يتفقد مبنى الخدمات الجوية    إصابة زوج كامالا هاريس بكوفيد 19 بعد لقائه الرئيس بايدن    وزير الرياضة يكشف مستجدات التحقيق في قضية رفعت    الزمالك: حصلنا على الرخصة الأفريقية.. وكان هناك تعاون كبير من المغربى خالد بوطيب    عبدالرحيم كمال يعلن توقفه عن متابعة الكرة في مصر    حلو الكلام.. يا نهري الحزين كالمطر    إسلام الكتاتني ل"الشاهد": الإخوان يرسمون صورة ملائكية عن قيادات الجماعة    ماجد منير ل قصواء: مصر نجحت فى جمع القوى السودانية لأول مرة فى مكان واحد    خالد الغندور: يجب شكر رئيس بيراميدز «الإماراتي» لهذا السبب    هل ينفع أعمل عمرة وأهديها لسيدنا النبي؟.. تعرف على أمين الفتوى    هل العمل في شركات السجائر حرام؟ مبروك عطية يجيب (فيديو)    الرئيس الأمريكي يهنئ المسلمين بالعام الهجري الجديد    بايدن: لم أكن بمثل هذا التفاؤل بشأن مستقبل أمريكا    الشعبة: إنفراجة قريبة في أزمة نقص الأدوية.. ونُطالب بتدخل وزير الصحة    شعبة الأدوية: رصدنا 1000 نوع دواء ناقص بالصيدليات    وكيل لجنة الخطة والموازنة: حضور الحكومة بالكامل أمام مجلس النواب.. اليوم    يوسف الحسيني للحكومة قبل مثولها أمام البرلمان: "بلاش قطع للكهرباء"    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: «بداية شهر أبيب أبو اللهاليب»    علاء السقطي: على الدولة إلزام المستثمر بزيادة نسبة المكون المحلي 10%    مركز المناخ: مخاطر ارتفاع موجات الحرارة تؤثر على المحاصيل الزراعية    محافظ الفيوم: نجدد العهد أمام الجميع وسنبذل قصارى جهدنا    هل يجوز صيام يوم عاشوراء فقط؟.. «الإفتاء» تجيب (فيديو)    الخطوط الجوية العراقية تستئنف رحلاتها بين بغداد وموسكو 16 يوليو    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر: وضع خطة للنهوض بالمدينة وتحقيق التنمية    محافظ المنيا يقود حملة مفاجئة لإزالة الإشغالات والتأكد من الالتزام بمواعيد غلق المحال    «يحتوي على مركب نادر».. مفاجأة عن علاقة الباذنجان بالجنان (فيديو)    حسام موافي يحذر من الجلوس لفترة طويلة: «موضوع قاتل» (فيديو)    تعرف على موعد أول إجازة رسمية بعد رأس السنة الهجرية 1446.. و الإجازات المتبقية في 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشربتلي يعزف منفردا
نشر في فيتو يوم 27 - 09 - 2016

لا تزال دفاتر حكايات المستثمر السعودى الشربتلي تبوح ببعض أسرارها في مصر، ومن مشروع العشرة ملايين متر مربع بالبحر الأحمر، إلى السبعة ملايين ونصف المليون في نبق بشرم الشيخ، لا يزال الحديث موصولا بما يمكن أن ننتزعه من معلومات مبعثرة بين البسطاء الذين يقاومون تطاول رأس المال على أكل عيشهم من بدو سيناء، وبعض العاملين بمحمية نبق الطبيعية، والتي من المفترض أنها محمية بحكم القانون.
في الأسبوع الماضى كتبت عن وسائل الشربتلى لتسقيع أرض نبق، والسنوات التي قضاها لا يفعل شيئا سوى المضى قدما في طريق التسقيع، إما بمكاتبات يعلم هو جيدا كيف يعيق الرد عليها، وبالتالى يظل قابعا على أرض مصر دون استثمار حقيقى بغرض الاتجار، وهو الأمر الذي يرفضه القانون.
كما تناولت واقعة انزعاج مسئول مصرى كبير، لأننى طالبت بالقبض على من يرفض التعامل بالجنيه المصرى، ويفرض الدولار عملة لدفع القيمة الإيجارية ل 550 محلا تجاريا بسيتى ستار مدينة نصر، المملوك للشربتلى.
قلنا في العدد الماضى إن الشربتلى تجرأ وطلب جزءا من شاطئ محمية نبق الطبيعية، ليكون منفذا لمشروعه الوهمى، وقلنا إن مسئولين كبارا تورطوا في الموافقة على ذلك، في بادرة لا توحى إلا بقدرة الشربتلى على إدارة أموره هنا في مصر.. وزارة البيئة لديها جهاز إعلامي قوى، أو كان لديها جهاز إعلامي ذو قدرة على الصد والرد، والتعاطى مع ما يطرحه الإعلام المصرى من قضايا.
الجهاز الإعلامي لوزارة البيئة لم يصد ولم يرد، رغم أنه يقرأ جيدا كل شاردة وواردة عن وزارته.. لم يستطع ربما أن يكون منطقيا في رده على ما ورد في مقالنا، وكيف استباحت وزارة البيئة أرض محمية طبيعية لتوافق على امتداد مشروعه والحصول على كيلو مترين من شواطئها.. حدود معلوماتى أن وزارة البيئة تخوض حربا لا هوادة فيها ضد البدو الذين أقاموا "كامبات" على شاطئ محمية نبق بدعوى الاعتداء على محمية طبيعية.
ذات المحمية تتعرض للبيع والشراء، ولمستثمر سعودى فما الفرق بين بدو سيناء وبين المستثمر العربى.. إن كان البدو يستثمرون وفق إمكاناتهم جزءا من المحمية بإنشاء «كامبات» بدائية عليها يستقدمون السياح لقضاء لياليهم على شواطئها، فكيف إذن نطردهم ليحل محلهم مستثمر آخر.. الإجابة: إنه الشربتلى ولا أحد يفعلها كما الشربتلى.
وإن كان الواقع قد فرض على وزارة البيئة أن تمارس الصمت سبيلا في مواجهة ماطرحناه، فإن عددا من العاملين بالمحمية قد تواصلنا معهم.. قال أحدهم إن الاقتراب من المحمية سيكون على جثثنا، فلن نفرط ولن نسمح بالاعتداء عليها.. آخرون من البدو واضعى اليد على مساحات فيها تفاهم معهم المستثمر السعودى وفق طريقته في التعامل مع مثل هذه الأمور.. آخرون من البدو أيضا رفضوا التعاطى مع أي مستثمر سيأتى لقطع أرزاقهم على حد تعبير أحدهم.
الأرض التي تتسع مساحتها لملايين الأمتار لا تزال عقيمة إلا من بحيرة دخل بها الشربتلى موسوعة جينيس، وكفاه، فقد كان ينقصه أن يكون جزءا من الموسوعة العالمية وفقط.. لم يفعل شيئا آخر، وللحقيقة فإنه وضع لافتة من الحديد أكلها الصدأ تشير إلى مشروع وهمى ينتظر الفرج من وزارة البيئة؛ ليضيف إلى ممتلكاته مساحة من شاطئ محمية نبق الطبيعية، وكأنه لم يكن يعرف أنه تقدم للحصول على هذه الأرض دون أن يذكر حاجة مشروعه إلى شاطئ، أو يحدث نفسه أنه من الممكن أن يحصل على جزء من محمية طبيعية !!
في غياب الشفافية تتنامى الشائعات، وفى غياب المعلومات الدقيقة يختلق الناس وقائع هي عبارة عن مزيج من الغث والسمين، دون الوصول إلى حقيقة القضية، وماطرحناه هو الحقيقة التي حصلنا على معلوماتها وفق ماهو متاح، ولايزال السر بمكتب وزير البيئة الذي لم يفصح عنه حتى الآن، ليس خوفا ولا طمعا، وإنما سنفترض حسن النوايا، ونعتبر صمت سيادته «بين بين»، فلا هو من الخوف كله ولا فيه من الطمع شيء.
وما بين معركة العاملين بالمحمية والرافضين من البدو لاستيلاء الشربتلى على محمية لها قيمتها الطبيعية، وبين الموافقين أو المتوافقين مع المستثمر، يظل الشربتلى هو الفائز الوحيد سواء من الاستيلاء على المحمية قطعة قطعة، أو تسويف الجهاز الحكومى لتنفيذ طلبه، فالمراد هو أن تبقى الأرض تحت سيطرته إلى أن يحين الحين، ويصبح المتر فيها بآلاف الدولارات، وساعتها يكون لكل حادث حديث.
حالة الصمت التي شرحنا أسبابها من قبل المهندس إبراهيم محلب المسئول الأول عن استرداد الأرض المنهوبة، ومن قبلها حالة الصمت التي انتابت وأصابت وزير السياحة، وكافة إداراتها، ومن بعدهما حالة التوجس التي تدفع بوزارة البيئة إلى الصمت المطبق، وانفراد الشربتلى بالعزف منفردا، كل ذلك يدفعنا إلى أن يظل الملف مفتوحا إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.