على عكس أغلب الأسر المصرية التي تبدأ بالإعداد للاحتفال بعيد الأم في شهر مارس من كل عام في جو يسيطر عليه البهجة والفرحة التي تملأ جنبات المنزل، تجد نساءً يتشحن بالملابس السوداء، لا تفارق الدموع عيونهن، حيث يقضين هذا العيد دون أبنائهن الشهداء، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن. وحرصت « فيتو » على زيارة والدة الشهيد طيار أحمد أبو العطا ذى ال26 عاما ابن محافظة بورسعيد الذي استشهد يوم 25 يناير 2014، في حادث استهداف الطائرة التي كان يقودها بصاروخ موجه بسيناء، وعاشت والدته وأفراد عائلته بالكامل لحظات عيد الأم دون نجلهم الأكبر فيما قالت والدة الشهيد «حسبي الله ونعم الوكيل فيمن قتل ابني، وأنا أتمنى أن يواصل عبده شقيقه الأصغر ويستشهد أنا مش هبخل به عن مصر». وتابعت والدة الشهيد: "أحمد كان نور ماشي على الأرض، كان متعود كل عيد أم بيتصل بيا بالتليفون وأحيانا بيخرجني أنا والده ويجبلي هدايا مفيش حد عوضني عن أحمد، الحمدلله أنا مبخلتش به على مصر هو شهيد، هو اتمناها قال هو في حد يطول يموت شهيد وربنا استجاب، أنا فخوره بيه، هو فخري وإن شاء الله ربنا يجمعنا بيه ف الجنة إن شاء الله». وأضافت والدة الشهيد: «أنا عمر حرقة قلبي ما هتبرد إلا بالموت، إحنا عايشين بدعوات الناس الطيبيبن، والده كان لا يعترف بعيد الأم، لكن أحمد بحنيته أجبره إنه يعترف بيه وكان دايمًا بيقولي ده ملاك ماشي على الأرض.. كان بارًا بنا ومصليًا». ووجهت والدة "أبو العطا" رسالة إلى أهالي الشهداء: "ربنا يصبركم ويصبرنا على فراقهم كل قلوبنا موجوعة، حسبي الله ونعم الوكيل في كل واحد حرق قلب عيالنا، وإن شاء الله ربنا يجمعنا في الجنة والقصاص هييجي يوم العرض الأكبر ممن قتل ابني".
