سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاصيل مؤتمر وزراء دفاع الساحل والصحراء بشرم الشيخ.. 27 دولة عربية وأفريقية تحدد استراتيجيات المنطقة.. التجمع تأسس في 1998 بمقترح «القذافى».. القادة يناقشون تعزيز التعاون الاقتصادى والسياسي
تجرى بمدينة شرم الشيخ، الاستعدادات النهائية لعقد الاجتماع الخامس لوزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء، الذي تستضيفه مصر خلال الفترة من 22 إلى 25 مارس الجاري بمشاركة أكثر من 27 دولة عربية وأفريقية، ووفود لعدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية. واتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة كافة الترتيبات والإجراءات التنظيمية المرتبطة باستضافة فعاليات المؤتمر وتأمين تدفق واستقبال الوفود والشخصيات المشاركة بالتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية، ومراجعة كافة التدابير والإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين محيط مدينة شرم الشيخ. تأمين الاجتماع وتحركت عناصر الدعم المشاركة في أعمال التأمين من الجيش الثالث الميداني والقوات الخاصة والوصول إلى مناطق الانتشار المخططة للمعاونة في أحكام السيطرة الأمنية الكاملة على الطرق والمحاور الرئيسية المؤدية للمدينة. وتأتي أهمية الاجتماع الذي يعقد في لحظة فارقة من تاريخ تجمع الساحل والصحراء يعاد خلالها إعادة بلورة وصياغة هياكله وآلياته لتعزيز القدرات الاقتصادية والعسكرية والأمنية للدول الأعضاء، والتعاون المشترك فيما بينها لمواجهة التحديات والمخاطر التي تطرحها المتغيرات بالمنطقة وفى مقدمتها التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وتداعياتها على الأمن والاستقرار والتنمية بتلك الدول، والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة المصرية لتحقيق المصالح الإستراتيجية المشتركة مع كافة شعوب القارة الأفريقية. الدول المشاركة ويعتبر تجمع الساحل والصحراء (س. ص) هو المؤتمر الأول منذ عام 2010 بعد توقيع المعاهدة للتجمع في القمة الاستثنائية، التي عقدت في العاصمة التشادية إنجامينا خلال فبراير عام 2013، ويعد من أكبر التجمعات شبه الإقليمية في قارة أفريقيا بعد الاتحاد الإفريقى، ويضم في عضويته 27 دولة تشمل، دول شمال أفريقيا عدا الجزائر، وتشمل مصر وليبيا والسودان تونس المغرب موريتانيا، وبعض دول شرق أفريقيا جيبوتى والصومال وجزر القمر وإرتريا، ودول الصحراء الأفريقية تشاد – بوركينا فاسو – أفريقيا الوسطى – مالى – النيجر، ودول غرب أفريقيا: السنغال - جامبيا - نيجيريا – توجو- بنين- ليبريا- كوت ديفوار- غينيا بيساو- غانا- سيراليون- غينيا كوناكرى- ساوتومى وبرنسيب، حيث يمتد فضاء الساحل والصحراء من البحر الأحمر شرقا إلى المحيط الأطلنطى غربا. معمر القذافى تأسس تجمع دول الساحل والصحراء في 4 فبراير عام 1998 بناء على مبادرة طرحها الرئيس الراحل معمر القذافى في نهاية عام 1997 لبناء آلية للتعاون الإقليمى بين دول شمال أفريقيا والدول الأفريقية جنوب الصحراء، والإعلان الرسمى عنه في قمة شارك بها (6 رؤساء دول) (ليبيا – تشاد – النيجر – مالى – السودان – بوركينا فاسو)، وشاركت فيها مصر بصفة مراقب، وتوجد مقر الأمانة العامة للتجمع في العاصمة الليبية طرابلس، انضمت العديد من الدول إلى التجمع لاحقًا خلال مؤتمرات القمة المتعاقبة حتى عام 2010. رئاسة التجمع وأصبح التجمع مكونا من 27 عضوا، وتتولى دولة تشاد رئاسة التجمع، وقد تم الاعتراف بتجمع دول الساحل والصحراء (س.ص) كتجمع اقتصادى إقليمى خلال الدورة العادية ال36 لمؤتمر قادة ورؤساء وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية في حينه – الاتحاد الأفريقى حاليا خلال الفترة من 4 إلى 12 يوليو 2000 في مدينة لومى بتوجو. وتم منح التجمع صفة مراقب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ويرتبط باتفاقيات شراكة مع العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وتأثرت فعاليات التجمع دول الساحل والصحراء بالأحداث التي شهدتها دول شمال أفريقيا (ثورات الربيع العربى) عام 2011 وتداعيات الأوضاع في شمال مالى والتجمعات الإرهابية لجماعة بوكو حرام، وتم عقد في العاصمة التشادية إنجامينا خلال فبراير 2013 قمة استثنائية للتجمع لإعادة صياغة أطر وهياكل التجمع بما يتوافق والمتغيرات والتحديات التي تتعرض لها دول الساحل والصحراء حيث تم توقيع المعاهدة المنقحة للتجمع. وعقد أول اجتماع وزارى للتجمع بعد التوقيع على المعاهدة المنقحة في مارس بالخرطوم عام 2014 وجرى بحث سبل تفعيل آلياته على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا في بداية عام 2016. أهداف التجمع يهدف تجمع دول الساحل والصحراء إلى تعزيز التعاون الاقتصادى والثقافى والسياسي والاجتماعى إلا أن المتغيرات التي تشهدها دول التجمع بما تطرحه من تحديات وتهديدات تؤثر على أمن واستقرار دول التجمع من ناحية والمنطقة بصفة عامة من ناحية أخرى فرضت ضرورة التعاون والتنسيق بين دول التجمع في مجالى الأمن والدفاع، وذلك من خلال استراتيجية شاملة، تستند على إقامة اتحاد اقتصادى شامل ضمن مخطط تنموى متكامل مع مخططات التنمية الوطنية بكل دولة من الدول الأعضاء في مجالات «الزراعة – الصناعة – الطاقة – الثقافة – التنمية الاجتماعية». كما يهدف إلى تسهيل حركة الأشخاص ورءوس الأموال وحرية تنقل البضائع والسلع ذات المنشأ الوطنى مع تشجيع التجارة بين الدول الأعضاء، وتنسيق نظم التعليم والتنمية بين الدول الأعضاء مع تطوير وسائل النقل والمواصلات، وتبنى استراتيجة للتنمية والأمن القومى في فضاء (س.ص) تستهدف في جوهرها تعزيز الأمن الجماعى ومعالجة النزاعات وتعزيز ثقافة السلم ومكافحة التهديدات التي تشهدها المنطقة وتتكامل مع استراتيجيات الاتحاد الإفريقى والإيكواس وحوض بحيرة تشاد والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. الهيكل التنظيمى ويشمل الهيكل التنظيمى لتجمع دول الساحل والصحراء، مجلس الرئاسة، وهو أقوى سلطة للتجمع الذي يضم هيكله التظيمى المجلس التنفيذى – الأمانة العامة – المجلس الاقتصادى والاجتماعى – المصرف الإفريقى للتنمية والتجارة – إضافة إلى العمل على إنشاء مجلس السلم والأمن وآلية لفض المنازعات. ويضم التجمع في مجلس الرئاسة قادة ورؤساء الدول الأعضاء وينعقد مرة في العام وبالتناوب بعواصم الدول الأعضاء، ويتخذ القرارات واللوائح الخاصة بتحقيق أهداف التجمع (يرأس المجلس في الوقت الحالى رئيس دولة تشاد وينتظر انتقال الرئاسة إلى المغرب الفترة القادمة). كما يضم التجمع، المجلس التنفيذى ويتكون من الأعضاء والوزراء المكلفين بقطاعات العلاقات الخارجية والاقتصاد والمالية والتخطيط والداخلية والأمن العام بدول التجمع، ويعقد كل 6 شهور ويكون مسئولا عن عقد برامج وخطط الاندماج وعرضها على قادة ورءوس الدول، وكذلك تنفيذ قرارات قادة ورؤساء الدول ودراسة مقترحات ونتائج لجان الأعمال الوزارية القطاعية (عقد آخر اجتماع بالخرطوم في 12 مارس 2014). ويضم التجمع الأمانة العامة ومقرها العاصمة الليبية طرابلس – ومديرها أمين عام التجمع، ويعاونه أمين عام مساعد للتجمع مكلف بمتابعة وتنفيذ أهداف المعاهدة التأسيسية وقرارات سلطات التجمع، بالإضافة إلى مصرف (س. ص) للتنمية والتجارة يهدف للقيام بالأعمال التنموية داخل دول التجمع وممارسة أي نشاط مصرفى مالى وتجارى وإعطاء الأولوية في ذلك للدول الأعضاء مقره الحالى (طرابلس)، ثم المجلس الاقتصادى والاجتماعى والثقافى ذو مهمة استشارية لمساعدة أجهزة التجمع وإعداد سياسات وخطط وبرامج التنمية الاقتصادية والثقافية ويضم 5 أعضاء مختارين من كل دولة عضو وله 4 لجان (التخطيط والاقتصاد والمالية – التربية والثقافة والعلوم والإعلام والتنمية الريفية – الشئون الاجتماعية والصحة والبيئة – النقل والاتصالات والطاقة)، ويتواجد مقر المجلس في عاصمة مالى "باماكو" إلى جانب مجلس الأمن والسلم (جار اعتماده) ويتكون من وزراء الدفاع والخارجية للدول الأعضاء ويتولى وضع إستراتيجية أمنية للتجمع والإشراف على تنفيذ ما في نطاقه. ويشارك في التجمع أكثر من نصف دول القارة الأفريقية 27 دولة، ويمتد الفضاء الجغرافى الخاص به من شرق القارة (البحر الأحمر) إلى غرب القارة (المحيط الأطلنطى) ومن شمال أفريقيا إلى أفريقيا الوسطى جنوبا. ويهدف التجمع إلى الامتداد والتواصل الجغرافى بين الدول المشاركة، والتنوع في طبيعة الأرض والمناخ وتعدد المواد الطبيعية، والعضوية في التجمعات الاقتصادية الرئيسية والفرعية للقارة الأفريقية، وامتلاك العديد من الدول المواد الاستراتيجية والموانىء على المحيط الأطلنطى. علاقة مصر شاركت مصر في قمة تأسيس التجمع بصفة مراقب في 4 فبراير 1998، وحصلت على العضوية الكاملة بالتجمع عام 2001 وأصبحت أكبر الدول الأعضاء والمساهمة في ميزانية التجمع، وشاركت بفاعلية وبوفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء المصرى والقمة الاستثنائية لتجمع الساحل والصحراء في عاصمة تشاد ندجامينا خلال فبراير عام 2013. وأكدت خلال القمة ضرورة مواجهة التجمع لكافة التحديات التي تواجه المنطقة وفى مقدمتها انتشار الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود. ووقعت مصر في القمة الاستثنائية بإنجامينا على مشروع المعاهدة المنقحة للتجمع وسعت لإدخال تعديلات جوهرية على الجهود التي يقوم بها التجمع فيما يتعلق بتعزيز السلم والأمن في المنطقة، وتقدمت ب3 مبادرات أساسية حظيت بترحيب المشاركين خلال القمة، تضمنت استعداد مصر لاستضافة اجتماع – وزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء الذي سيتم استضافته في مدينة شرم الشيخ في الفترة من 22 حتى 25 مارس. وشاركت مصر في الاجتماع الوزارى للتجمع بالخرطوم في مارس 2014 وتقدمت بعدة مقترحات حظيت بقبول كامل من دول التجمع وتضمنت الاستفادة من مركز القاهرة للتدريب على فض المنازعات وحفظ وبناء السلام. المصالح المشتركة لمصر ودول التجمع تستهدف مصر من التجمع تعزيز الأهداف الاستراتيجية الجديدة للدولة في التوجه والانفتاح على القارة الأفريقية عضوية مصر بالكوميسا التي تضم دول شرق وجنوب أفريقيا 20 دولة + عضوية مصر في تجمع الساحل والصحراء 27 دولة بما يضع في علاقات قوية مع القارة، والتعاون والتنسيق في إطار الإستراتيجية الشاملة، وهزيمة التنظيمات الإرهابية والتطرف وعناصر الجريمة المنظمة على هذا الاتجاه والذي يمثل اتجاها للتهديدات الرئيسية للأمن القوى الحصرى في ظل ظهور داعش في لبيبا والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامى والتنظيمات المنشقة عنها مثل الجهاد والتوحيد وأنصار السنة والرابطون وجماعة بوكو حرام. وتستهدف مصر من التجمع تبنى رؤية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتضافر وتكاتف الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب من خلال مقارنة شاملة تجمع بين النواحى الأمنية والعسكرية إلى جانب الأخبار الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية ومن ثم فإن مصر تحرص على الانضمام لكافة التحالفات والمسارات الإقليمية والدولية التي تصب في هذا الهدف.