لم تكن معاناة سيدات الصيد البدائي في النزول للمياه في عز البرد فقط، ولكن الأكثر عبئا عليهن هو البحث عن مياه ترعة منخفضة ليتمكن من النزول للصيد. العديد من سيدات قرية الحاج الشربيني التابعة لمركز شربين في محافظة الدقهلية ضاق بهن الحال فيخرجن للبحث عن لقمة العيش من خلال الصيد اليدوي رغم معاناتهن إلا أنهن فضلن العمل بشرف تحت مسمى رزقنا على الله. وفي هذا السياق قالت سامية عزت عبد الحي أنها تعمل بالصيد اليدوي والبحث عن لقمة العيش بشرف، مشيرة إلى أن زوجها يعاني من ضعف البصر، ومضيفة «لي 4 أولاد الكبير حاصل عل دبلوم والبنت دبلوم فني والوسطاني في الجيش والصغير ماكملش أخد الإعدادية». قالت «منذ 27 عاما أعمل بالصيد ربنا بيرزقنا ب15 جنيها يكفونا يوم بيوم، ولو مرزقناش بنجيب اللى عايزينه من المحل على ما تفرج، مؤكدة على أن المعاناة ليست في نزول المياه في عز البرد بقدر عدم وجود مياه منخفضة يتمكن من خلالها الصيد». وتابعت «يوم بنجيب ويوم مانجبش، ويوم نلف بتوك توك من 7 الصبح ياخد مبلغ ومانلاقيش ونقول الحمد لله إننا رجعنا بالسلامة، فين وفين على ما نلاقي ترعة منخفضة نعرف نصيد فيها ورزق عيالنا مرتبط بالصيد». وأضافت سامية «موسم عملنا يبدأ في شهر يناير في عز البرد بنلبس هدومنا وننزل ندب في المياه، السمك بيرسى في الأرض نمسكها نسترزق بالحلال نعيش منه بالحلال والحمد لله عايشين ومستورين». وقالت انتباه يوسف، 58 عامًا اتجوزت راجل على قد حاله لقيتني محتاجة القرش نزلت مع سيدات القرية ومن يومها وبيتي مفتوح ورأس مالي كله من الصيد علمت ابني ومش لاقي وظيفة الحمد لله برضى باللي ربنا بيراضيني بيه. وصمتت برهة وقالت وهي تغالب دموعها «ومابقتش قادرة وشغلانة الصيد شاقة بنخرج من المياه نتمسك بالجدور وهبط وربنا اللي عالم بينا، ده غير إننا بنعاني في البحث عن المياه النظيفة حفاظا على صحتنا وأرواح المشتري للسمك مؤكدة على عدم النزول في مياه الصرف والناس كتير بيدعولنا ويخدوا السمك بنصعب عليهم بيقولوا ناس مساكين واقفين في عز البرد». ولم تختلف معاناة نشوى عيد محمود 50 سنة عن باقي زميلاتها فهي بدأت بعد الزواج خاصة بعد أن انفصلت عن زوجها الذي أنجبت منه طفلة وتكفلت بها واشتغلت في بيوت الناس من أجل تربية طفلتها مؤكدة أنها تقوم بالعمل بالصيد ولم تعلم نجلتها هذه المهنة لصعوبتها وما يواجهونه من إهانات من أهالي القرى في نزول الترع المارة بقراهم فضلا عن أنها مهنة نرزق يوما ونعاني عشرة أيام لعدم وجود ترع منخفضة في منسوب المياه للصيد. قالت"نشوة" كل يوم بنطلع نقول لبعض ربنا يتوب علينا عندنا البلهاريسيا بببقى متعلقلي جلوكوز وأخرج تاني يوم أنزل المياه دي مأساتنا،اأنا ببقى في البرد حالتي صعبة، ممكن نجيب يوم ونسرح تاني يوم مانلقيش حاجة من اللف على الترع في أي مكان أي ترعة خاصة نجري عليها،عايزة أي حاجة أعيش منها لو داخل كل يوم 15 جنيها كل يوم رضا. ومها فتوح فضل شغاله بقالي 40 سنة جوزي مات واترملت على 7 عيال وماحلتيش أي حاجة،الناس بتوع المراكب برة بلادنا بيبهدلونا عايشين عيشة طلطيم والرزق بتاع ربنا بس بجد بنعاني يوم نرزق وعشرة لا ونبات من غير عشاء. وتناشد السيدات المسئوين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الوزراء ومحافظ الدقهلية حسام الدين إمام بالنظر إليهم ولأسرهم بعين الاعتبار وتوفير حياة كريمة ولو يوم بيوم على حد قولهم.