أصدر الدكتور أحمد عماد وزير الصحة قرارا وزاريا بمنع التصوير داخل المستشفيات الحكومية، والمعروف أنه في الشهور القليلة الماضية ظهرت حملات من الأطباء أسست صفحات على شبكات التواصل الاجتماعى، ونشرت مئات الصور لمختلف المستشفيات الحكومية بأنحاء الجمهورية، وفضحت هذه الصور انهيار المنظومة الصحية في مصر، كما كشفت الظروف غير الآدمية التي يعمل بها الأطباء ويُعالج بها المواطن الغلبان. وبدلًا من أن يتعامل وزير الصحة الذي استلم منصبه للتو مع انهيار المنظومة التي يراسها، وبدلا من أن يحل مشاكل المستشفيات الحكومية ونقص المستلزمات الطبية أصدر قرارا وزاريا بمنع التصوير ليخفى المشكلة بدلا من حلها. والوزير مثله مثل طبيب قرر أن يغطى "الخراج" بدلا من فتحه وتنظيفه وعلاجه، فهل قرار الوزير دليل على أن "الجواب" قد بان من عنوانه وأنه لا أمل في إصلاح المنظومة الصحية المنهارة في مصر؟! هل هذا دليل على أن الأمل مفقود في أن يتولى منصب وزير الصحة شخص كفء؟! أم أنه دليل على أنه مثله مثل من سبقه وأن زيد مثل عبيد؟! معالى الوزير أتظن أنك إذا منعت التصوير بالمستشفيات ستظل في الخفاء، ولن يحاسبك الشعب على أدائك؟! المستشفيات الحكومية التي هي ملك للشعب ليست منشأة عسكرية لتمنع بها التصوير، وفى عصر التكنولوجيا لن ندفن رأسنا كالنعامة في الرمل، فمن حق الشعب أن يرى وأن يعرف ومن حقه أن يحاسبك.