بعد انتشار صور الإهمال في المستشفيات ووضع القطاع الصحي السيئ في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة وتداول العديد من الصور لفضح حال المستشفيات على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق حملة “علشان لو جه ميتفاجئش” جاءت استجابة الوزارة، وكما هو معتاد لترسيخ سياسات الفشل الإداري والعجز فى معالجة المشكلات ومواجهة الأزمات فبدلاً من البحث عن حلول واقعية للبدء الفوري في إصلاح الوضع داخل المستشفيات ووضع خطة لحلها والوقوف على أسبابها فإذ بالمسئول عن الصحة في مصر يرى حل هذه المشكلات بمنع نشر صور الإهمال ومعاناة المواطنين. ويخرج علينا وزير صحة الانقلاب الدكتور عادل العدوى ويصدر تعليمات إلى جميع المستشفيات ومديريات الصحة بضرورة توقيع الأطباء على قرار ينص على منعهم من تداول أو إخراج أية معلومات سرية داخل المنشآت التي يعملون بها، وتأتى هذه القرارات التعسفية عقب الحملة التي دشنها العاملون في القطاع الصحي لرصد الواقع الفوضوى بالمنشآت الصحية والعمل على إصلاحه في محاولة قمعية لتكميم الأفواه وكبت حرية الأطباء في التعبير وإبداء الرأي عن الواقع المزري الذي يرونه باستمرار داخل المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة. وقام الوزير بإصدار تعليمات لرؤساء القطاعات ووكلاء الوزارة بإجبار الأطباء والعاملين بكل المستشفيات على التوقيع على قرار بمنع نشر أي صور سلبية تخص القطاع الطبي أو تسريب أي معلومات لوسائل الإعلام. من جانبه قال الدكتور رشوان شعبان الأمين العام المساعد بنقابة الأطباء إن القرار، قمعي فى حق الأطباء، مؤكدًا أحقية الأطباء والفريق الطبي في الإدلاء بآرائهم بكل حرية؛ لكشف كل أوجه القصور والفساد في المنظومة الصحية، مشددًا على أن حق تداول المعلومات هو حق يكفله الدستور، هذا بجانب حكم محكمة النقض الذي يقضي بحق المواطن في نشر معلومات للرأي العام طالما أنها للصالح العام. وأضاف شعبان ل"المصريون" أن الوزير يريد أن يكمم أفواه الأطباء والعاملين بالمستشفيات لعدم نشر الإهمال والسلبيات والمشكلات التى تعانى منها المستشفيات الحكومية وتظهر للرأي العام فشل الوزير والمسئولين بوزارة الصحة وعدم قدرتهم على إدارة المنظومة الصحية. وتابع شعبان أن الوزير بهذا القرار لا يريد إصلاح منظومة الصحة والهدف من ذلك الحفاظ على منصبه فقط وعدم التعرض للمشكلات ووضع خطة لحلها، وأردف شعبان أنه لابد من الشفافية والمصداقية مع الرأى العام وتوضيح الحقائق حتى يثق المواطنون في المسئولين، مشيرًا إلى أن واقع المستشفيات أو تطوير المنظومة الصحية لا يشغل بال الوزير أو الحكومة، ولا يعنيهم من قريب أو بعيد، وما ينتج عنه من ضحايا بشكل يومى، وليس لديهم نية للإصلاح أصلاً ولكن ما يعنيهم حقًّا هو الحفاظ على مناصبهم عن طريق منع انتشار الصور الفاضحة للواقع داخل المستشفيات مطالبًا كل من يعمل فى المستشفيات من أطباء وعاملين وفنيين بنشر كل السلبيات والفساد الذى يتم داخلها معلنا أن نقابة الأطباء سوف تقف بجانبه وتسانده حتى يتم القضاء على هذه السلبيات. وفى السياق ذاته أكد الدكتور أحمد حسين رئيس لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء أنه لا أحد يستطيع أن يكمم أفواه الأطباء ومنعهم من نشر الحقائق وكل ما يدور فى المستشفيات من إهمال وسلبيات. وطالب حسين عبر صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وزير الصحة الدكتور عادل عدوى صاحب الجولات الإعلامية والمسرحيات الهزلية بإعلان خطة إصلاح واضحة وشفافة للقطاع الصحي مع وضع جدول زمنى معلن لتنفيذ تلك الخطة، التى يجب أن تتحول إلى مشروع قومي؛ لإنقاذ حياة المصريين لا أن ندفن رءوسنا فى الرمال بمنع النشر على حد قوله.