شيخ البلد سعداوى المفشّ في جلسة خاصة مع شيخ الغفر أبى سريع متسائلا بقلق شديد: وبعدين في العيال بتوع جماعات "نَوْ نَوْ الأغبيا" اللى مش ناويين يجيبوها البر أبدا ؟!! دول من فُجرهم وتجرمتهم عمّالين يكفّروا في حضرة جناب العمدة الراجل المؤمن الثائر الحق، ومثال البر والتقوى، حسن السمعة محمود السيرة، الذي أظهر الله على يديه المعجزات، وكبّر البنات، ودخلّهن الجامعات، وكل الشعوب نفسها فيه وبتقول منه هات، وخرجت على يديه من الأرض الكنوز، وشربنا في أيامه اللبن بالموز، ربنا يخلصنا منهم ويطيرهم بصاروخ ع القمر، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر.. اللهم آمين... أبو سريع متفقا مع ما يقوله سعداوى المفش: من بقك لباب السما.. يا حضرة شيخ البلد.. قادر يا كريم، بس أنا عايزك تطمن وتحط في بطنك بطيخة صيفى إنت وحضرة جناب العمدة، عشان أنتم جميعا وكل أهالي الكفر الكرام في إيد أمينة.. شيخ البلد ساخرا بمرارة: إيد أمينة ؟!! ويا هل ترى بقى أمينة دى تطلع مين ؟.. أمينة رزق ؟!! شيخ الغفر وقد ضرب بكأسه المترعة حافة المنضدة حتى تطاير نصف سائلها الذهبى من شدة الغضب: إيه اللى أنت بتعكّه ده يا شيخ البلد ؟!! بتتمسخر ع الكلام إللى بيقوله شيخ الغفر !!.. إنت اتجننت واللا إيه ؟!! إنت لازم تعرف بل وتتأكد أنك في أمان أنت وحضرة جناب العمدة بتاعك بفضل مجهوداتى أنا وسهر رجالتى ليل ونهار على أمنكم وأمانكم، ومش أنتم لوحدكم بس... دا أنتم وكل أهالي الكفر من أكبر شنب فيه لأصغر عيل بيرضع، دا لولايا أنا ورجالتى كان زمان " نَوْ نَوْ الأغبيا " بيحكموا الكفر ومشغلين رجالتكم عبيد، وواخدين نسوانكم جواري، وقاطعين كل الرووس الكبيرة بحجة إنهم كفرة وملحدون ومن عبّاد الطاغوت، وبعدين انت ناسى إن رجالتى شغالين في جبهة الكفر البحرية ويوماتى على الله بيقتلوا عشرة عشرين إرهابى تكفيرى "نو نو غبى " وبنضبط خمس ست مستودعات أسلحة وقنابل مولوتوف وتى إن تي، وسى فور، شديدة الانفجار كانت تستهدف أبناءنا وبناتنا من الفلاحين العزل، ومعدة بإتقان لقتل الأطفال وترميل النساء، ونسف البيوت على رءوس ساكنيها، أنت ما بتشوفش إللى بيجرى في الكفور والنجوع المجاورة ولا إيه، بص لهم كويس وشوف بيجرالهم إيه، وهم فين دلوقت وأحمد ربنا جامد يا شيخ البلد وصلى وادعى لى أنا ورجالتى وحضرة جناب العمدة اللى مشغلنا كلنا، وبناكل في أيامه بقلاوة مش عيش حاف بس.. زى أيام زمان - ربنا ما يعودها أيام - لما كانت الحالة ناشفة، زى المستشفى، مش كده ولا إيه ؟!! شيخ البلد بعد أن صفق بفتور - إمعانا في السخرية - لما ألقاه عليه شيخ الغفر من حكم عظيمة: المصيبة يا أبو سريع إنك بتنسى إنى واحد منكم، وإننا طول عمرنا ستر وغطا على بعض، وعمال تنخع عليّ م الصبح لحد مَ جبت لى الصداع النصفي... بالذمة دا اسمه كلام يا راجل؟!!، ولما أنتم عمالين تصفوا لكم كل يوم عشرة عشرين وتضبطوا المستودعات اللى أنت بتقول عليها دي... إيه بقى ؟!! العالم دول ما بيخلصوش ليه ؟!! هم كتير قوى كده !! شيخ الغفر محتجا: لا دا أنت دماغك ضربت خالص يا شيخ البلد ؟!! وجناب العمدة حتما ولابد يشوف له صرفة معاك، بعد ما يبلغه كل الكلام المقندل اللى أنت قلته من شوية ده... أنت بقيت نو نو غبى أنت كمان ولا إيه ؟!! شيخ البلد معقبا: أهو ده اللى أنتم فالحين فيه، وبعدين تعالى هنا.. هو فين الأمن والأمان اللى أنت بتقول لى عليهم دول يا شيخ الغفر؟!! ايش حال ياراجل ما كنا دافنين دراعك اليمين أبو دومة الشهر إللى فات متأثرا بجراحة بعد ما استهدفته قنبلة كانت مزروعة في قلب الكارتة الخصوصى بتاعته، تقدر تقول لى بقى إزاى وصلوا له بقى العيال بتوع نو نو الأغبيا في قلب الكفر ووسط حرسه الخصوصى اللى متدربين في بلاد بره، ورجالتكم اللى عينهم مفنجلة زى ما انت فالقنى من الصبح.. لأ وكمان.. عرفه يفخخوا له الكارتة الخصوصى بتاعته؟ الكارتة الخصوصى يا شيخ الغفر ؟!!! دا فشل أمني يا راجل.. ما فيش كلام... شيخ الغفر: لا فشل أمني ولا حاجة أنت بس اللى مكبر المسائل حبتين يا شيخ البلد... قوى عظمى بحالها بيحصل فيها اكتر من اللى بيحصل عندنا والمسائل بتعدي، وعشان كده احنا بقينا نعمل ضربات استباقية ونتغدى بالإرهابيين ونو نو الأغبيا قبل ما يتعشوا بينا، إيه رأيك في الضربة الأخرانية للعيال بتوع كفر الفريكيكو اللى جنبينا ؟! مش بالذمة كانت نجاح أمني منقطع النظير ؟!! شيخ البلد وقد ضحك حتى دمعت عيناه: لا فريكيكو.. ولا مكسيكو.. الله يمكسيكى بالخير يا مّه... ولا أقول لك: لا.. والنبى يا بتاع الفريكيكو... دا دى الضربة اللى كانت هاتيجب داغنا وتقوم حرب كفرية ثالثة، دا العمدة بتاعهم كان هايتشال فيها يا جدع !!، وأهالي العيال حاصروا الدوار بتاعه وهاتك يا ردح لحد مَ جنابه بقت رقبته قد السمسمة ووشه في الأرض من بلاويكو السودة.. يا راجل حد يعمل كده برضه مش عارفين تميزوا ما بين نو نو الأغبيا وشوية عيال جاية تتسنكح عندنا ؟!!! شيخ الغفر ضاحكا بدوره ضحكات ذات مغزى: مش بقول لك أنت لسه بدرى عليك يا شيخ البلد... طب إيه رأيك بقى إن العمدة بتاعهم ذات نفسيه بعت إمبارح جواب شكر وتقدير لحضرة جناب العمدة عبد الستار ومعاه كمان عرض بالتعاون المستمر بين جميع الأجهزة في الكفرين وخاصة الأمنية لما فيه مصلحة فلاحينهما الكرام... شيخ البلد وقد فغر فاه والتصق حاجباه بسقف جبهته من شدة الاندهاش: إزاى الكلام ده يا شيخ الغفر ؟!! شيخ الغفر موضحا الأمر له ومنهيا النقاش: مش اتضح إن رجالتنا كان ربنا كاشف عنهم الحجاب في الوقت اللى اصطادوا فيه العيال دول، وإنه بالبحث والتمحيص المشترك الدقيق بين أجهزة الكفرين اكتشفنا بما لايدع مجالا للشك إنهم من نو نو الأغبيا بتوع كفر الفريكيكو، وإنهم كانوا جايين يقابلوا قياداتهم هنا عشان ينفذوا لما يرجعوا لبلدهم أخطر مخطط لقلب نظام الكفر وخلع العمدة بتاعهم الراجل الطيب الأمير، شفت بقى انت قد إيه كنت ظالمنا وما انتاش فاهم أي حاجة خالص يا شيخ البلد ؟!!، وإن الكفر بفضل مجهوداتنا هايفضل طول عمره ينعم بالأمن والأمان هو وكل الكفور والنجوع إللى حوالينا ؟!!.