لاءات ثلاثة التزم بها طوال الحوار، أشار إلى أنهم لا يريدون إلا «وجه الوطن»، الحديث عن تآمرهم أمر ساذج، والبحث عن أعدادهم «مهمة صعبة».. والعراقيل التي توضع أمامهم لن تكون ذات أثر في مسيرتهم. ما سبق يمكن وصفه –تجاوزًا- ب«ملخص الحوار» مع الدكتور «أحمد راسم النفيس»، القيادى الشيعى، الذي كشف أيضًا أن الهجوم الذي يتعرض له «شيعة مصر» في الآونة الأخيرة ما هو إلا نتيجة متوقعة لموقفهم من «عاصفة الحزم». «النفيس» تحدث أيضًا عن التضييقات التي يتعرض لها في الداخل، لافتًا النظر إلى أن الحديث عن «فلوس إيران» أمر لا صلة له بالواقع، كما أشار أيضًا إلى حقيقة عرض نظام مبارك عليه تولى رئاسة جامعة المنصورة في وقت ما، وحقيقة رفضه المنصب. القيادى الشيعي تحدث أيضًا عن مستقبل «شيعة مصر»، وألقى الضوء على حقيقة الدعم الذي يحصل عليه من «طهران»، وموقفه من المملكة العربية السعودية، والعرض الذي تقدم له مقابل التخلى عن أفكاره من «وسطاء سعوديين».. وعن هذه الأمور وتفاصيل أخرى كان الحوار التالى: بداية.. ما ردك على اتهام البعض لكم بأنكم تحاولون استغلال الظروف الحالية التي تمر بها البلاد في نشر الفكر الشيعى؟ اتهام غير مقبول وجزء من تزييف الوعى لدى المصريين، ومن يروجون هذه الاتهامات يهدفون إلى تثبيتها ليتم التعامل معها على أنها حقيقة مثلما يزعمون وجود مخطط إيرانى ينفذه الشيعة في مصر لاختراق البرلمان المقبل، وهولاء عليهم أن يقولوا لنا ماذا صنعت أمريكا والتمويل الأوربي والسعودى للسلفيين والدراسات التي يحصلون عليها في معهد الديمقراطية الأمريكى. وبالتالى نحن لا نستغل شيئًا من أجل التشيع، وكل ما في الأمر أن هذه الأقاويل لا تتعدى كونها محاولة للوقيعة من جانب الوهابيين بيننا وبين الأمن. لكن المتابع للنشاط الشيعي في مصر يلاحظ أنه ازداد بشكل ملحوظ بعد سقوط نظام «مبارك»؟ هذا الكلام غير صحيح بدليل الاتهامات والاعتقالات التي واجهتها منذ أعوام1987،1988،1996 بتهمة التشيع وتكوين تنظيم شيعى في مصر، ومؤخرًا تم احتجازى في المطار عند عودتى من إيران لثلاث ساعات للبحث عن أموال إيران رغم أننى كنت في مؤتمر المهدى المنتظر، وبالمناسبة كان يحضر المؤتمر سنة وشيعة ومسيحيون وغيرهم. البعض يشير إلى أن موقفكم من «عاصفة الحزم» التي تشارك بها القاهرة لتحرير اليمن من قبضة «الحوثى» و»صالح» المراد منه هدم الدولة المصرية.. إلى أي مدى تتفق وهذا الأمر؟ نحن نرى أن عاصفة الحزم عدوان سافر على شعب مسلم والله حرم الإجرام وقال (لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، وقال أيضًا (إذا اقتتلت فئتان من المسلمين فأصلحوا بينهم فإن طغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى)، وعاصفة الحزم عدوان سعودى جائر حاول أن يجر مصر معها إلى هذا الظلم والعدوان، والموقف المصرى الذي يبدو أنه جزء من عاصفة الحزم هدفه «لملمة التطرف السعودى» وأكبر دليل على ذلك رفض مصر المشاركة بقوات برية. وإذا افترضنا أن مصر أعلنت الحرب حق الضمير أن نرفض، وما نستخلصه هنا هو انحياز التيار السلفى للسعودية وولاؤه لها وليس لمصر، وبالتالى الاعتراض لم يكن من الشيعة فقط ولكن جاء من كثيرين، والاعتراض أمر مشرف لنا خاصة أن الرئيس السيسي قال إن جيش مصر للدفاع عن مصر، وبالتالى المطالبة بإسقاط الجنسية عنا كلام فارغ، والأمر لا يعد سوى محاولة تهليل للسعودية. البعض وصف الشيعة بأنهم الخطر العظيم على المنطقة العربية بدليل العراق واليمن.. فما تقييمك؟ أنا موجود في الساحة السياسية منذ عام 68 ويتردد هذا الكلام ضد الشيعة وترويج المزاعم عن تلقى أموال طائلة من إيران في حين يتم تجاهل أموال السعودية ودول الخليج لتمويل أنصار السنة والتيار السلفى والجمعية الشرعية وفى أعقاب أحداث11 سبتمبر أطلق الأمريكان حملة لمعرفة تمويل التيارات السلفية وكان الرقم الذي توصلوا إليه هو 75 مليار دولار من 11 عامًا، وفقًا لتقرير الخزانة الأمريكية، واتضح أيضًا أن 2 مليار دولار من حصيلة البترول توزع على الجماعات السلفية في العالم بل هم الذين مولوا حركة «طالبان»، ولا يجب أن ننسى أن من أفتى بقتل الرئيس الراحل أنور السادات هو شيخ وهابى كبير. وأذكر هنا أننى عندما أعلنت تشيعي جاءتنى وفود السعودية وعرضوا ورقة صغيرة من مبعوث الشيخ عبد العزيز بن باز لتلبية كل مطالبى، لكننى قابلت عروضهم بالرفض. البعض يتهمونكم بالتبعية لإيران وأن الدعم الإيرانى لكم كبير لنشر المذهب الشيعى في مصر.. فما قولك؟ إيران بلد مسلم وعظيم، وأعتقد أن ارتباط الشيعة بإيران ليس مشكلة أو اتهام مطلوب منا الدفاع عن أنفسنا، لكن محاولة البعض تصوير الأمر أننى أذهب للتسول من إيران فهذا أمر مرفوض لأنه عرض عليّ وقت مبارك رئاسة جامعة المنصورة ولم أقبل. ما ردك حول الاتهامات التي تطلقها عليكم قيادات الدعوة السلفية والتي وصلت لحد إعلان الحرب والاتهام بالتآمر ضد مصر؟ هذه الاتهامات كلها تأتى في إطار الحرب ضد شيعة مصر وكلام برهامى يأتى وفقًا للأوامر الوهابية، ونفس الأمر لكلام مخيون بأننا متآمرون نتيجة موقفنا من عاصفة الحزم ورفضنا لها. رغم حديثك السابق.. بما تبرر فشلكم في تكوين حزب سياسي وكم عدد الشيعة في مصر وهل الحزب قاصر على الشيعة المصريين؟ لم نفشل.. لكن هناك عقبات توضع في طرقنا لمنع تأسيس الحزب وننتظر الحكم في 17 أكتوبر المقبل، أما عن عدد الشيعة في مصر فليس لدينا إحصائيات، وبالتالى من الصعب تحديد رقم مثلما يزعم السلفيون أن السنة مليار ونصف المليار، وهذا كذب والحزب لكل المصريين وليس الشيعة فقط ولكن نحن في مستنقع من خلال الحملة التي تشن ضدنا، فثورة 30 يونيو كانت للتخلص من التيار المتشدد وتخلصنا من الإخوان وجاء إلينا السلفيون. أخيرًا.. هل تتوقع حدوث صدام بين الشيعة والسلفيين ؟ العداء من جانب السلفيين والتحريض من جانب الداخلية ضد الشيعة يستوجب فتح آلية للحوار وحدوث التقارب بين الشيعة والسلفيين بعيد عن العداء الذي ظهر بوضوح الآن بعد ثورة 25 يناير، خاصة أن الشيعة لا يكفرون أحدًا ولا يحتمون بإيران كما يزعمون.