القطريون يتلاعبون بالإخوان وبحكم مصر وهم أسوأ من السعوديين السلفيون دخلاء على مصر والإسلام فوق السنة والشيعة لابد من إلغاء المادة الثانية للدستور لا يوجد كيان للشيعة المصريين أو إحصائية صحيحة بعددهم الصراع لا يزال محتدمًا فى مصر بين الشيعة من جهة، والإخوان والسلفيين من جهة أخرى، خصوصًا بعد ثورة 52يناير، والاتهامات متبادلة بين الفريقين بالتمويل الأجنبى، وكل منهما يطلق قنابل دخان وبالونات اختبار ضد الآخر, لمحاولة تشويه صورته، وآخرها اطلاق شائعة ترك القطب الشيعى الدكتور صالح الوردانى مذهبه، وتحوله إلى «السنة». «الوردانى» يرد فى حواره مع «فيتو» على مهاجميه من الأزهريين «إخوان وسلفيين»؟ وأشياء أخرى كثيرة، فإلى نص الحوار. ما حقيقة تركك التشيع وإنشاء جمعية شيعية؟ هناك فرق بين الشيعة والتشييع، ولم أترك التشيع، وقمت بتأسيس «مجلس آل البيت»، وهو ليس للشيعة بل هو مشروع لكل مصرى، يقوم على إحياء الهوية الإسلامية لمصر، بعيدًا عن المذاهب الوافدة، وليعيد مصر إلى وسطيتها بعيدًا عن التطرف والارهاب، فالوهابية وافدة على مصر منذ بداية عصر السادات أثناء الحقبة النفطية، فنشر الوهابيون أفكارًا متطرفة قادت إلى الارهاب الذى اجتاح مصر فى ثمانينيات القرن الماضى، و«مجلس آل البيت» يعيد مصر إلى أمجادها حينما كان المصريون يهتمون بآل البيت، ففي العهد الفاطمي كان لمصر نفوذ كبير واقتصاد وجيش قوي، وبني الفاطميون جامعة الزهراء، التي تحولت فيما بعد إلي جامعة الأزهر في العهد المملوكي، وعندما يتحدث أحد عن الشيعة، فيجب أن يتحدث باحترام، لأنهم أصحاب فضل علي مصر، بل إن الرموز الوطنية المصرية ينتمون إلي آل البيت، ومنهم عمر مكرم وأحمد عرابى وعبدالله النديم ومحمد كُريم وجمال الدين الأفغانى وسعد زغلول. والشخصية المصرية متوائمة مع فكر آل البيت، فالمصريون يحبون آل البيت ويزورون مقابرهم ويحيون المناسبات فيها ويحتفون بموالدهم، وهذه الممارسات الاجتماعية تعكس حالة الولاء الكامنة فى نفوس المصريين تجاه آل البيت. ما موقفك ممن يحاربون هذا الاحتفاء،وهذه الاحتفالات بآل البيت؟ هم دخلاء على المجتمع المصري، ويتنافرون مع الشخصية المصرية، فهم يقولون بأن الاحتفال بآل البيت بدعة وضلال وكفر، وقد جلبوا هذه الأفكار الوهابية إلي مصر التي ترفضها، ولا أود التحدث بلغة المذهبية فأقول هذا شيعي، وذاك سنى أو سلفى، نحن لا نسيء للآخرين، فهدفنا وطنى ونتحدث باسم مصر والمصريين. والشيعة حالة مجتمعية فيها الاتفاق والاختلاف والتطرف والاعتدال والغلو والتسامح، كما فى أى مذهب آخر، بمن فيهم أهل السنة، وعندما أخرج من الشيعة كمجتمع، فهذا لا يعنى تركى التشيع، فما زلت شيعيًا، ملتزما بفكر «آل البيت» ومعتقدًا بالإمامة، أما الشيعة كحالة مجتمعية إيرانية أو عراقية أو لبنانية فلا تعنيني بشىء، لدرجة أن خصومى كانوا يقولون إن «الوردانى» ارتد عن الشيعة وعاد لأهل «السُنة» بهدف تشويه صورتى ليحقق هؤلاء مكاسب إعلامية، وأؤكد أن الإسلام فوق «السُنة» وفوق «الشيعة». ما هى تفاصيل حرب الزعامات الشيعية فى مصر؟ ضاحكًا: ليست حربًا، فلا يوجد رموز أو قيادات للشيعة فى مصر، بسبب عدم وجود كيانات شيعية أصًلا، بل مجموعة من العناصر التى تحاول استثمار الوضع الحالى بعد سقوط النظام السابق بهدف إثبات وجودها وتحقيق مكاسب على حساب الشيعة. هل ترتبط بعلاقة ما مع إيران؟ وكيف ترى مستقبل العلاقات «المصرية - الإيرانية»؟ لا علاقة لى بإيران، والمؤسسات الدينية الشيعية مستقلة، ولا ترتبط بالحكومات حتى وإن كانت هذه الحكومات شيعية، كما فى إيران، والشيعة يرتبطون بالمرجعية وليس بالدول أو الحكومات، وليس معنى وجود المرجعية بإيران إننى أتعامل مع إيران، لكن اندلاع الثورة فى إيران أدى لبزوغ نجم الشيعة بعد فترة تغييب، مما أدى لاعلان الحرب على الشيعة وإيران. والعلاقات «المصرية - الإيرانية» لن تعود قريبًا، فمن يحكمون مصر الآن ليسوا مجرد سياسيين، بل عناصر عقائدية متمذهبة، سواء على طريقة الإخوان أو السلفيين، وهؤلاء يقدمون مصالحهم على مصالح مصر، ويسعون بكل قوة لعرقلة إعادة العلاقات بين مصر وإيران، بدليل خطاب الرئيس مرسى فى مؤتمر دول «عدم الانحياز» الذى عقد فى طهران، إذ تحدث مرسى بلغة مذهبية وليس وطنية حينما قال «نحن سُنة وأنتم شيعة»، بالاضافة لهجومه على النظام السورى وتحالفه مع أمريكا وتركيا. دعنا نعود للوضع الداخلى.. كيف ترى حال مصر بعد الثورة؟ صمت قليلا ثم أجاب قائًلا: حال مصر بعد ثورة 52يناير أسوأ مما كان قبل الثورة، وأرى الدكتور محمد مرسى ليس الشخصية المناسبة لحكم مصر فى هذه المرحلة، لأنه شخصية زج بها الإخوان فى ظرف مناسب لهم للهيمنة على الدولة، فالإخوان لا يملكون أدوات واعية لحكم مصر والسلفيون كذلك، وأتوقع بأن تكون نتائج سياسة د.محمدمرسى سيئة جدًا، ولا أتصور أنه بعد تسلم السلطة سافر لطلب معونات من الخارج، فهذا الاسلوب يعنى أنه مفلس! وما رأيك فيما يتردد من أن خيرت الشاطر هو الحاكم الفعلى لمصر؟ مرسى «دوبلير» للمرشد، فهو الحاكم الفعلى لمصر وليس خيرت الشاطر، والكلام حول الشاطر نتيجة لتسليط الأضواء عليه. كيف ترصد الدور القطرى فى مصر فى ظل ما يتردد عن دعمهم الشديد للإخوان؟ الدور القطرى أسوأ من الدور السعودى، وللأسف الشديد نجد السعودية لعبت دورًا أيام السادات وحققت كل ما تريد، ولكن قطر مبعوث جديد للساحة المصرية وبأسلوب جديد، وتلعب بالإخوان، وهذا يعنى أنها تلعب بالحكم، وهنا تكمن الخطورة، لأنها من الممكن أن تضر بمصالح مصر خاصة أن قطر هي إحدي أدوات أمريكا فى المنطقة، وهى البديل للدور السعودى، وكانت يدها واضحة فى ليبيا باسقاط القذافى وتسعى لإسقاط النظام السورى من خلال تمويل الحركات المناهضة للنظام السورى. وماذا عن تصرفات السلفيين منذ قيام ثورة 52 يناير وحتى الآن؟ مصر حالها كان أفضل أيام مبارك من الآن، فالتيار السلفى الذى كان مقموعًا أيام مبارك يهدد الشخصية المصرية الآن بالارهاب والتطرف من خلال مجموعة جهادية تدعى أنها دخلت الحقل السياسى وترفع صورًا لزعيم الجهاد «عمر عبدالرحمن» مطالبة «مرسى» بالتدخل لعودته التى تعنى تقديم التبريرات الشرعية للتطرف، وبروز التيارات السلفية من أخطر نتائج الثورة لأنها حركة بلا مضمون وبلا نظرية وتحمل أفكارًا تراثية أومذهبية قديمة، وتتصادم مع الواقع، وتحاول فرض رؤيتها بالقوة، وبالتالى تقول إن السلفية لا تتلائم مع مصر، بل هى دخيلة جاءت مع الحركة الوهابية وأفكارهم سطحية وفارغة ولا تخدم مصر فى شىء، ولا يحق لهم احتكار السلف الصالح لأنفسهم. كم عدد الشيعة فى مصر ومن أى الجهات يتلقون تمويلهم؟ لا يستطيع أحد إعطاء احصائية صحيحة لعدد الشيعة فى مصر، لأنه ببساطة شديدة لا يوجد كيان يمثل الشيعة فى مصر. أما عن حكاية التمويل فهذه الإدعاءات فكرة شائعة فى الساحة المصرية، ليس للشيعة فقط وإنما للأحزاب والقوى الموجودة على الساحة بمختلف توجهاتها، ونحن لا ننكر أن كثيرًا من الجهات الأجنبية تعمل فى مصر الآن، ربما يكون فيها إيران وغيرها لتمويل أنشطة كثيرة فى الساحة، ولكن البعض يستغلها ضد الشيعة بحكم الخصوصية، فنحن لا يمولنا أحد سوى الجهود الذاتية والتبرعات. مارأيك فيما يثار حول المادة الثانية من الدستور؟ لابد من إلغاء المادة الثانية لأن كل ما يكون فى صالح الناس هو من الشريعة، فلماذا وضع مادة تقول «الشريعة المصدر الرئيسى للتشريع» القوانين التى تستقيم مع صالح العباد هى من شرع الله، لأن الفقهاء يقولون «حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله». وما رأيك فيما يطالب به الدكتور حسن الشافعى - مستشار شيخ الأزهر - بتشكيل جبهة لمحاربة التشيع فى مصر؟ - اسمع كلامًا كثيرًا ضد الشيعة على لسان رجال الأزهر، وعلى لسان السلفيين، وأقول لهم اتقوا الله ولا تتكلموا بلسان غير الحق، وأقول للأزهرى: الكرسى الذى تجلس عليه هو من فضل الشيعة عليك وعلى مصر، فتأدب فى الحديث عن الشيعة، وأقول للسلفيين: أنتم دخلاء على مصر.