لن ينسى السلفيون للإخوان استبعادهم من تشكيل حكومة الدكتور هشام قنديل وتجاهل قيادات التيار السلفى فى حمل الحقائب الوزارية رغم الوعود التى أغرقهم بها الرئيس الاخوانى محمد مرسى خلال حملته الانتخابية فى مواجهة الفريق أحمد شفيق سعيا للجلوس على كرسى الرئاسة وبدء مرحلة التمكين، ولن يغفر المنتمون لحزب النور ثانى أكبر حزب سياسى على الساحة للجماعة تجاهلها لهم وعدم سعيها للتقارب معهم وفتح خطوط تواصل للتباحث حول القضايا المصيرية المتعلقة بمستقبل البلاد. ويبدو من مجريات الأحداث أن السلفيين استوعبوا الدرس جيدا وأدركوا أن السياسة لعبة لا تعترف إلا بلغة المصالح وترفع شعار «ما لقيصر لقيصر وما لله لله» ، وبعد أن أدار لهم الإخوان ظهورهم بدأ التيار السلفى من خلال حزب «النور» الاستعداد مبكرا لرد الصفعة للجماعة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها عقب الانتهاء من وضع الدستور الجديد. الصدمة التى أصابت حزب النور من تجاهل الجماعة جعلته يفكر جديا فى الخطوة المقبلة للرد على الإهانة التى تعرض لها الحزب من خلال التحضير بشكل جدى للانتخابات ، وأسفرت الاجتماعات المكثفة التى عقدها «النور» مع شيوخ الدعوة السلفية فى الفترة الأخيرة عن الموافقة على دخول السلفيين فى تحالفات مع عدد من الأحزاب المدنية والليبرالية لوقف غطرسة الإخوان وعدم تمكينهم من الحصول على الأغلبية البرلمانية التى تمكنهم من السيطرة على مجلس الشعب واستغلال تلك الأغلبية فى سن التشريعات التى يريدونها. وطبقا لمصادر مطلعة داخل «النور» فإن مشايخ الدعوة السلفية أكدوا أن أحزاب الوفد والجبهة والمصرى الديمقراطى والدستور هى أقرب الأحزاب التى يمكن الدخول معها فى تحالف انتخابى فى مواجهة مرشحى الإخوان خصوصا بعد إعلان الجماعة المنافسة على 100% من المقاعد حال إجراء الانتخابات بالنظام الفردى. وأصدر الحزب تعليمات مشددة لشباب السلفيين بجمع معلومات كافية وموثقة عن المرشحين الليبراليين المنتمين للأحزاب التى ينوى السلفيون التحالف معهم داخل دوائرهم من حيث الشعبية والسمعة والتواجد بين الناخبين وإرسال تقارير وافية إلى أمانات «النور» فى المحافظات لرفعها للأمانة المركزية فى القاهرة تمهيدا للتباحث مع الأحزاب الليبرالية وقبل الموافقة النهائية على قوائم المرشحين. ويسعى السلفيون من خلال كوادرهم فى مختلف المحافظات إلى تكوين قاعدة انتخابية عريضة تمكنهم من الحصول على الأغلبية البرلمانية فى الانتخابات المقبلة عبر التحالف مع مجموعة من الأحزاب المدنية والليبرالية بعد أن خاض تجربة سياسية فى البرلمان المنحل قد لا تكون مكتملة إلى أنها كانت بداية لممارسة سياسية اكتسب الحزب من خلالها خبرة أهلته لإعداد كوادر لها خبرة. وفى حال فشل السلفيون في الحصول على الأغلبية يريد «النور» أن يفتح ذراعيه لتكوين جبهة معارضة حقيقية مع القوى المدنية لمواجهة المد الاخوانى ومحاولة «أخونة الدولة».