بالرغم من كل التوقعات التى كانت تشير إلى اشتعال الأوضاع فى بورسعيد عقب جلسة النطق بالحكم, إلا أن الأجواء بدت هادئة بصورة كبيرة على عكس ما تخيل الكثير, خاصة وأن الأمور كانت أكثر اشتعالًا فى الجلسة الأولى للنطق بالحكم يوم 26 يناير الماضى وكانت هناك مذبحة فى بورسعيد راح ضحيتها 45 شخصًا, مما كان ينذر بكارثة ومذبحة أخرى فى جلسة النطق بالحكم الأخيرة. «فيتو» توصلت إلى أسباب الهدوء والذى كان وراءه اللواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى الذى عقد اجتماعًا الخميس الماضى قبل جلسة النطق بالحكم بيومين مع كل من أسر المتهمين فى قضية مذبحة بورسعيد ومع أسر شهداء بورسعيد الذين قتلوا أمام سجن بورسعيد عقب الجلسة الأولى للنطق بالحكم والنشطاء السياسيين وعدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين ببورسعيد, وجاء هذا الاجتماع فى المنطقة المركزية العسكرية فى بورسعيد, وخلال الاجتماع قال اللواء أحمد وصفى «بلاش إحراج للجيش لأننا لن نسمح بتجاوزات خاصة وأن الشرطة غير موجودة ولا تؤمن أى شىء فى المحافظة وأن الجيش هو المسئول عن التأمين, كما طالب منهم فك العصيان المدنى وعودة الأمور إلى طبيعتها فى بورسعيد, فردت عليه أسر المتهمين والشهداء، والنشطاء السياسيون أنه لا أحد يجبرنا على شىء ضد رغبتنا وحقوقنا, فطالب منهم اللواء وصفى أن يتظاهروا ويعتصموا ولكن بعيدًا عن مهاجمة وإحراق المنشآت العامة, وهددهم قائد الجيش الثانى بأنه ذا حدث تجاوزات عقب جلسة النطق بالحكم سيقوم الجيش بالقبض على مثيرى الشغب والهاربين فى قضية مذبحة بورسعيد وتقديمهم لتنفيذ الأحكام التى تصدر عليهم. هذا الاجتماع هو ما كان له مفعول السحر فى هدوء الأوضاع بصورة كبيرة عقب جلسة النطق بالحكم الأخيرة وتخفيف وتيرة التظاهرات والاحتجاجات والاشتباكات, كما أن العصيان المدنى بدأ يقل تدريجيًا. كما طلب اللواء أحمد وصفى من قيادات الإخوان المسلمين فى بورسعيد مثل أكرم الشاعر وشباب الإخوان وغيرهم ممن ينتمون إلى الإخوان المسلمين بعدم الظهور فى شوارع بورسعيد وعلى وسائل الإعلام نهائيًا حتى لا يساعدوا على اشتعال الموقف من جديد, خاصة بعد الدور الكبير الذى قام به وصفى فى تهدئة الأجواء بصورة معقولة عقب جلسة النطق بالحكم.