خرج أبو يكح الجوسقي من حانته الشهيرة بدرب المهابيل وهو لا يكاد يصلب طوله، ثم توجه إلى مبنى التليفزيون المحلي الكائن على رصيف الحارة ، واخترق الأستوديو الذي على يمين الإفريز، وأمسك بالعلبة الصفيح التي يعتبرها ميكروفونه الخاص، وجلس على الكرسي الذي تم إعداده من «فردة كاوتش استبن» وأخذ يذيع لأهل الحارة وقائع زيارة المرشح الرئاسي الاستبن لمحافظة المنصورة : الآن أيها السادة يتوجه القائد «الإستبن» إلى محافظة المنصورة ليلتقي بأهلها وسط سلسلة بشرية طولها عشرين كيلو متر على مقاس 14,5 ، ويقف في مدخل المحافظة «عشرين بلف مواطن» يرحبون بالضيف العزيز ، الذي ظهر أمامهم « منفوخا « من الإنبساط ، ونسمع هتافات المواطنين وهي تقول له: « بلف حمد الله ع السلامة « وهاهو أحد المواطنين يُظهر عجبه من الضيف العزيز الذي يطل من سقف السيارة ، هذا المواطن يقول لصاحبه : طول عمري وانا بشوف «الاستبن» داخل «شنطة» العربية وهذه أول مرة أشوف استبن محطوط على سقف العربية !! والآن أيها السادة جلس المرشح الاستبن أمام الجماهير وهو يكاد «يفرقع» من «الفردة» عفوا يفرقع من الفرحة ، وهاهو يتكلم مع أهالي المنصورة ومشاعره « تلتحم « مع مشاعر الجماهير ، ويبدو أنه يثير عاطفة الناس من خلال الكلام « الجواني « أنظروا أيها السادة المشاهدين ، الآن تحدث أعجب اختبارات للمرشح «الاستبن» يجريها له أهل المنصورة ، الآن وفي حدث تاريخي يحمل الأهالي هذا المرشح ويضعونه في برميل الماء علشان يطلعوا « الخرم « الذي أصاب برنامجه ، أحدهم الآن يقول إن المرشح الاحتياطي «بيبقلل من تحت» يبدو أن الخرم واسع جدا ، أكيد دخل فيه مسمار كبير قوي، المرشح الآن «بيتنطط» على الأرض لإثبات أنه « أصلي « ومش مضروب، أحد الجماهير يقول بصوت مرتفع: إن المرشح محتاج « يرصص كلامه « جنب بعض ، وآخر يتساءل مندهشا : هو المرشح بيحدف شمال في كلامه ليه ؟! وأنا أبو يكح الجوسقي أقول لكم :إن هذا المرشح «محتاج يظبط الزوايا لأنه مش موزون» في الطريق الرئاسي، أنظروا أيها الناس ، الجماهير تهجم على المرشح الاستبن ، انا الآن أسمع «الاستبن وهو بيطلّع هوا» ، غريبة ! هل تسمعون ، الجماهير بتحسس على المرشح الاستبن وهو يصرخ ويقول: يادهوتي!