نجله: السادات عين والدى نائبا له قبل مبارك «لا كرامة لنبى فى وطنه» مقولة شائعة، لكن جاء وقتها بعد التجاهل التام للدور الذى قام به المشير أحمد إسماعيل -وزير الحربية فى أكتوبر 3791- فرغم تكريم العسكرية العالمية لشخصه، وتصنيفه ضمن أفضل 05 شخصية عسكرية فى التاريخ، فضلا عن اعتراف القيادة العسكرية الأمريكية بأنه أضاف تكتيكا جديدا للمعارك، إلا أن الهالة الإعلامية المصرية دائما ما تتجاهله فى ذكرى حرب أكتوبر. «فيتو» زارت منزل المشير -بمصر الجديدة- داخل غرفته الشخصية بمصاحبة نجله السفير محمد، تجد صورا كثيرة تزين جدرانها، منها صور الجنرال مع الرئيس أنور السادات، وصورة أخرى تجمعه مع الرئيس السورى حافظ الاسد، ويتوسط الصورتين صورة كبيرة للمشير وهو يؤدى مناسك الحج. الفضول يدفع لفحص كل ما يخص القائد العظيم، والغرفة يتوسطها مكتب الجنرال الراحل، يعلوه الهواتف الأربعة الخاصة بالمشير، وكان يستخدمها فى عمله، وبتدقيق النظر داخل الحجرة تجد مكتبة ضخمة تزخر بالكتب القيمة، ويعلوها «كاب» المشير. وقبل أن يطرأ على ذهننا السؤال عن نياشين وأوسمة القائد، وجدنا مكتبة مغلقة بأحد جوانب الغرفة تحتوى على أسلحة المشير الخاصة، وضع بجوارها العديد من الأوسمة والنياشين التى حصل عليها البطل من دول عربية مختلفة، منها: وسام من مجلس القيادة الليبية، ووسام الأرز من لبنان، وبراءات من الرئيس أنور السادات، وشهادات تقدير بلغات أجنبية. بعد الجولة السريعة فى الغرفة كان الحوار مع السفير محمد نجل المشير، ليكشف عن جوانب كثيرة خفية، وأسرار يكشف عنها لأول مرة، فقال: والدى تخرج فى الكلية الحربية فى دفعة مزدوجة «73-83»، وهى نفس الدفعة التى تخرج فيها الرئيسان عبدالناصر والسادات والشهيد عبدالمنعم رياض. نجل المشير إسماعيل أوضح أن والده شارك فى الحرب العالمية الثانية كضابط مخابرات وفى حرب فلسطين، مشيراً إلى أن هذه الخبرة فى ميدان الحرب وهو صغير أهلته ليكون نواة لقوات الصاعقة المصرية أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 6591. السفير محمد تحدث عن وفاء والدته لذكرى والده قائلاً: رغم مرور 83 عاما على رحيل المشير، إلا أنها ترتدى الملابس السوداء إلى الآن حزنا عليه، وفى كل ذكرى تظل تبكيه وكأنه مات بالأمس. وعن كواليس إقالة المشير من رئاسة أركان حرب القوات المسلحة عام 9691 قال السفير: أعداء النجاح استطاعوا الوقيعة بين والدى والرئيس جمال عبدالناصر، ورغم ذلك تقبل خبر الإقالة الذى أبلغه به الفريق أول محمد فوزى بكل هدوء، والرئيس السادات بعد توليه الحكم استدعى أبى عام 1791 ليعينه رئيساً لجهاز المخابرات الحربية، ثم قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيراً للحربية عام 2791 وذلك استعدادا لحرب أكتوبر 3791. عن سر الخلاف بين والده والفريق سعد الدين الشاذلى حول تصفية الثغرة، قال محمد إسماعيل: كل واحد منهم كان يتبنى وجهة نظر مختلفة، فالفريق طلب من السادات أثناء اجتماعهم فى غرفة العمليات سحب القوات المصرية من الثغرة وتصفيتها بغض النظر عن إتمام عملية العبور، أما المشير فكان يرى أن سحب القوات يعنى الهزيمة ونصر إسرائيل، وتكراراً لسيناريو نكسة 7691. نجل المشير قال أيضا: الرئيس السادات عين والدى نائبا له -وهو من صرح لى بذلك- لكن القدر لم يمهله.