أعلنت لجنة نوبل اليوم الإثنين 7 أكتوبر، منح الطبيبين الأمريكيين فيكتور أمبروس وجاري رافكن جائزة نوبل الطب، لاكتشافهما الحمض الريبوزي النووي الميكروي "microRNA"، وهي فئة جديدة من جزيئات الحمض النووي الصغيرة تؤدي دورا حاسما في تنظيم نشاط الجينات. وقالت لجنة الجائزة في بيان "جائزة نوبل لهذا العام تكافئ عالمين لاكتشافهما مبدأ أساسيا يحكم تنظيم نشاط الجينات"، وجاء في بيان لجنة نوبل "يمكن أن يؤدي الاختلال في تنظيم الجينات إلى أمراض خطرة مثل السرطان أو السكري أو "أمراض" المناعة الذاتية، ولهذا كان فهم تنظيم نشاط الجينات هدفا مهما لعقود". اقرأ أيضًا| تقنية «mRNA» تقود العالمين فيكتور وروفكون للفوز بجائزة نوبل للطب بعام 2024 أما أمبروس البالغ من العمر 70 عاما، هو عالم أحياء في كلية الطب في ماساتشوستس، فيما رافكون صاحب ال 72 عاما، هو أستاذ في علم الوراثة في كلية الطب بجامعة هارفارد، وفقًا لهيئة الإذاعة السويسرية "سويس إنفو". وكانا العالمان قد نشرا النتائج التي توصلا إليها حول "مستوى جديد من تنظيم الجينات" في ورقتين بحثيتين منفصلتين عام 1993، وقد أثبتت أنها حاسمة. وقال جاري رافكن مازحا للإذاعة السويدية العامة، "كان ذلك هائلا، إنه أشبه بزلزال، كلبنا لا يفهم لماذا نركض في كل مكان في المنزل فيما الظلام دامس في الخارج". ويتطلع رافكن إلى استلام جائزة نوبل، من ملك السويد كارل السادس عشر جوستاف في العاشر من ديسمبر في ستوكهولم، وقال "إنها حفلة، قد لا يتصور المرء أن مجموعة من العلماء يجيدون الاحتفال، لكنهم كذلك بالفعل". وقد علم شريكه في الجائزة فيكتور أمبروس بالنبأ السعيد من صحفي إذاعي سويدي بعد تعذر الاتصال به من لجنة نوبل، وقال أمبروس، "إنه أمر لا يصدق! لم أكن أعرف ذلك". وأجرى الباحثان اللذان يتعاونان مع بعضهما البعض، ولكنهما يعملان بشكل منفصل، بحوثا على دودة مستديرة صغيرة لا تتعدى الميليمتر الواحد، تسمى C. elegans، لتحديد سبب وتوقيت حدوث الطفرات الخلوية، وفق لجنة نوبل. اقرأ أيضًا| منح الأمريكيين «فيكتور أمبروس وجاري رافكن» جائزة نوبل للطب لعام 2024 وتحتوي كل خلية على الكروموسومات "الصبغيات" نفسها، وبالتالي مجموعة الجينات والتعليمات الجينية عينها، ويسمح تنظيم الجينات لكل خلية باختيار التعليمات ذات الصلة فقط. ولذلك أصبح الباحثان مهتمين بكيفية تطور أنواع مختلفة من الخلايا، واكتشفا الحمض النووي الريبوزي الميكروي microRNAs. وأشار بيان لجنة نوبل إلى أن "اكتشافهما الرائد كشف عن مبدأ جديد تماما لتنظيم الجينات تبيّن أنه ضروري للكائنات متعددة الخلايا، بما في ذلك البشر". وقد فتح هذا العمل آفاقا جديدة في علاج الأمراض ولكن من دون تطبيق فوري، وفقا للخبراء. وقالت الأستاذة في معهد كارولينسكا جونيلا كارلسون هيديستام إن هذا الاكتشاف أدى إلى "الكثير من التجارب التي لا تزال جارية، ليس فقط ضد السرطان، ولكن أيضا ضد أمراض أخرى، مثل أمراض الكلى والأمراض القلبية الوعائية، ولكن لا تطبيقات حقيقية متوقعة قريبا". وفي العام الماضي، كافأت جائزة نوبل الطب التقدم الذي حققته الباحثة المجرية كاتالين كاريكو وزميلها الأمريكي درو وايزمان في تطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال الحاسمة في مكافحة كوفيد-19. وأضافت كارلسون هيديستام "إن هاتين الجائزتين مختلفان تماما، ولكن بعد التنويه بذلك، فإن الفهم الأساسي يشكل بالطبع الخطوة الأولى نحو تطوير التطبيقات" لهذه الاكتشافات. وتُرفق الجائزة بمكافأة قدرها أحد عشر مليون كرونة أي 1,07 مليون دولار، وهي أعلى قيمة اسمية بالعملة السويدية، في تاريخ جائزة نوبل الممتد لأكثر من قرن. وتكافئ جوائز نوبل، منذ إطلاقها في العام 1901، الأشخاص والجهات الذين يساهمون في تحسين حياة الإنسانية، وهو وعد يتعارض مع الأجواء السائدة في العالم الذي تنهشه الحروب خصوصا في الشرق الأوسط وأوكرانيا. ترشيحات متعددة ولناحية جائزة نوبل في الفيزياء المقرر منحها الثلاثاء، طرح متخصصون من الإذاعة العامة السويدية احتمال فوز الفيزيائي السويسري كريستوف جيربر، الرائد في تطوير مجهر القوة الذرية. وتؤكد كاميلا وايدبيك من الإذاعة السويدية العامة "هذا مجهر يوفر صورا ثلاثية الأبعاد على مستوى صغير جدا لدرجة أنه يصل أحيانا إلى الدقة الذرية"، وتضيف أن هذه الأداة أصبحت حاسمة في مجال تكنولوجيا وعلم النانو. وورد اسم جيربر أيضا ضمن توقعات شركة "كلاريفايت" Clarivate، التي تحدثت أيضا في إطار تكهناتها عن الفائزين المحتملين عن عمل ديفيد دويتش وبيتر دبليو شور في الخوارزميات الكمومية. اقرأ أيضًا| في مثل هذا اليوم.. تسليم جوائز «نوبل» لأول مرة عام 1901 بالنسبة لجائزة نوبل في الكيمياء الأربعاء، تطرق لارس بروستروم من إذاعة "ان ار" إلى احتمال فوز عالم الأحياء الأردني المولد والمقيم في الولاياتالمتحدة عمر ياجي وعمله على الشبكات المعدنية العضوية وخصائصها المسامية لامتصاص الغازات الخطرة. ومن الممكن أيضا أن تؤول جائزة نوبل لكارل ديسيروث، الطبيب النفسي والمتخصص في الهندسة الحيوية، وقد استثمر الباحث في مجال علم البصريات الوراثي الذي يجعل الخلايا العصبية حساسة للضوء، وتحت قيادته، تمكن الباحثون من جعل دماغ الفأر شفافا تماما لرؤية ما يحدث فيه.