Ahmedhilmy123@gmail طالعنى وجهه العبوس المتجهم على الشاشة ، وقد امتلأت قسماته بمعانٍ من الغلظة والكبر، وظهر استقواؤه بجماعته على الحاضرين ، معلناً عن تركيبة نفسيته وملمح فكره ونظرته إلى الآخرين ، فقادنى خيالى وفكرى بعيداً أتأمل بعض المعانى في حقيقة هؤلاء ، فهو يرى فى ذاته حالة سامية معصومة وليست نفس خطاءة ، ويتصورالآخرين من حوله خارجين على المنهج ، فهو قيمٌ على خلق الله ومحاسب لهم ، فيرى من أمره أنه فوق الحساب والمساءلة ، إنه يملك الدين ويراه بمايناسب نفسيته المريضة العدوانية القائمة على التباغض والنفور والإقصاء . وهو لايرى نفسه إلا عضواً فى جماعته لا فرداً فى وطنه ، فلا ذاتية ولا قيمة منفردة لرأيه ، فقوته يتلمسها فيها ، فيهدر بذلك كرامته الإنسانية التى وهبها الله له كنفس بشرية مسئولة عن نفسها استحقت أن تشهد منفردة بتوحيد الله ، فهو من أهل النقل لا من أصحاب العقل ، وشخصيته ميكيافيلية، فالغاية عنده تبرر الوسيلة ، ويتخذ من الفتاوى الجاهزة تبريراً لأى شيء يراه، فلا عهد له ولا وعد مع أحد ، فيستمرئ الكذب لبلوغ غايته، مع أن مجرد الكذب فى الإسلام يخرج المرء من جدارة الإقرار بشهادة التوحيد، فشهادته منقوضة مردودة ، فلا شهادة لكاذب . ثم إنه يكفر مجتمعه صراحةً، فيتعامل معه بمفهوم (الدعوة) التى توجه لمن هو خارج المنهج، فهو يريد دعوته للإسلام ! ، وليس بصيغة (الوعظ والإرشاد) التى تتعامل مع أتباع المنهج وأهل العقيدة ، والدعوةُ مفهوم وهابى عقدى قام على تكفير المجتمع وخروجه عن الملة ، فهو يحتاج الى الدعوة لدخول الإسلام من جديد ، بعد أن ارتد إلى جاهليته الأولى ! فالوهابيون بذلك يعتبرون أنفسهم دعاة وليسوا وعاظا أو ناصحين . وهو يفسر الدين والعبادات كديناميكية حركية حسابية يضيفها لرصيده الشخصى الذاتى من الحسنات ، لا كمفاهيم تربوية فى تعامله مع خالقه ومع الآخرين ، وقيم انسانية عليا تُعلى من قيمة نفسه وروحه ، وبذلك يجعل من الدين صيغة نفعية توصله هو الى نعيم الجنة بالذات ، ويتجاهل مفهوم وهدف النعمة الكبرى لرضوان الله الأكبر فى الدنيا والآخرة . لقد أدخلوا الشك عند الكثير من الشباب فى أنفسهم عندما عارضوا معنى وطنيتهم ثم اتهموا دينهم ، فأثاروا عندهم تساؤلات كبرى ، وتسببوا فى هذا الكم الهائل من الإحباط واليأس بعد ثورة وضيئة رائدة ، إنهم فى حقيقة الأمر أعداء الدين والوطن والحياة ... والإنسانية .
