المزارعون: لن نخرج من أراضينا إلا على جثثنا مدير «الإصلاح» بنبروه: القانون لا يحمى المغفلين كان من أهداف حركة يوليو 2591 القضاء على الإقطاع، لذا تم تأسيس هيئة الإصلاح الزراعى التى قامت بتوزيع أراضى الإقطاعيين على الفلاحين، لكن هذا الوضع انقلب بعد ثورة 52 يناير، فقد أعيدت الأراضى للإقطاعيين، وتم سجن الفلاحين، ليعود عصر السخرة من جديد. هذا ما حدث فى عدد من قرى الدقهلية، إذ قامت الجهات المختصة بمطالبة الفلاحين بشراء الأرض - مرة ثانية - بسعر 002 ألف جنيه للفدان وبدورهم لم يجد الفلاحون سوي أن يصرخوا ويشكوا ظلمهم وهمهم إلى الله. فلاحو «بهوت» بمركز نبروة، وفلاحو دكرنس وقرى طلخا، وتعدادهم نحو 01 آلاف فلاح مهددون بالسجن أو بالعمل فى أرض الملياردير الجديد، بالرغم من تصريحات الرئيس مرسى بأنه لن يُظلم أحد فى عهده. يقول أحمد محمود عز الرجال - أحد المتضررين من قرية «مرشاق» بدكرنس : عمرى 56 عاماً، وقد ولدت فى أرضى «مساحتها فدان و21 قيراطا»، وقد قامت هيئة الاصلاح الزراعى بتوزيع هذه الأراضى على آبائنا، وبالطبع كان لهذه الأراضى ملاك من الاقطاعيين قبل توزيعها. والحكومة تطالبنا الآن بسداد 022 ألف جنيه ثمناً للفدان، ونحن جميعاً لا نمتلك الأموال التى نشترى بها أرضنا مرة ثانية، وقد باع الاصلاح الزراعى لنا الأرض دون سندات ملكية، وهنا ظهر محامون يحاولون استغلالنا، إذ يعرضون علينا تزوير عقود تمليك لصالحنا مقابل خمسة آلاف جنيه للعقد الواحد، وبالطبع إذا تم تقديم هذه العقود إلى المحكمة فسوف يتم حبسنا بتهمة «التزوير فى أوراق رسمية»، بالإضافة لحكم آخر بالحبس لعدم سدادنا ثمن أراضينا، فأين العدالة الاجتماعية التى كانت ضمن شعارات الثورة؟ وقد قرر الفلاحون الوقوف صفاً واحداً ولن تخرج من أراضينا إلا جثثاً. السيد الباز - من قرية «درين بمركز نبروه- ويقول: لقد وقع الخبر علينا كالصاعقة، فلن نعمل فى أراضينا بالكرباج، مضى عهد «السخرة» ثم عاد من جديد، لقد قام والدى بتسديد ثمن الأرض منذ 04 عاماً، والآن يهددنا الاصلاح الزراعى بإقامة دعاوى قضائية لطردنا من أراضينا وحبسنا، وتداهمنا قوة من المباحث ليلاً لإلقاء القبض علينا كالمجرمين تماماً، مع أن أى فلاح منا لا يمتلك أكثر من فدانين، فأين حقوقنا وأين العدالة الاجتماعية التى يتحدثون عنها؟! عيد عبد العزيز على المغازى - فلاح من «كفر بهوت» - يؤكد: لقد دخلت السجن أكثر من مرة بسبب أرضى لعدم قدرتى على سداد المديونيات التى سددها والدى منذ 04 عاماً، والرئيس مرسى لا يشعر بآلام وأوجاع الناس، وقد استلم والدى الأرض منذ عودته من حرب اليمن كتعويض له، وكان يتم التعامل بموجب استمارة ، ويتم دفع الأقساط بها، وبعد سداد كامل المبلغ نفاجأ بأن الأرض كانت تحت الحراسة وورثها آخرون ونحن لا نعلم شيئاً، ثم يقوم الملاك الجدد بالتحكم فينا وفى كرامتنا وأرزاقنا، ويطالبوننا إما بشراء الأرض من جديد أو بالحبس أو الطرد من أراضينا أو العمل لديهم، وجميعها حلول مرفوضة، ونحن لن نقوم بتسليم أراضينا ونرحب بالسجن والموت على أراضينا. سعد اليمانى - مدير الاصلاح الزراعى ب«نبروه» - يرد قائلاً: لا أعلم شيئاً عن هؤلاء الفلاحين، هم ليسوا تابعين لنا، هم يتبعون جهة الملاك، فإن كانوا يملكون عقوداً فليأتوا بها، أما دون ذلك فليس لهم أى حق فى المطالبة بالأرض، والقانون لا يحمى المغفلين، وهذه الأراضى من الاصلاح الزراعى وكانت تحت الحراسة، وقد تم رفع الحراسة عن هذه الأراضي، ومشكلة الفلاحين مع الملاك الاصليين، وعليهم التوجه لهم، وأمامهم أكثر من حل لتقنين وضع اليد، وهذا بديل عن سجنهم، ولا أتعامل مع الفلاح إلا بعقد.