عندما دعانى أحمد عز لحضور مؤتمر مهم داخل سجن طرة، وافقت على الفور لأن فضولى لم يمهلنى فرصة للتردد.. هناك وجدت تصريح دخول وعسكرى استقبال أخذنى حيث وجدتهم يجلسون فى دائرة بفناء السجن. قلت: السلام عليكم يا أهل طرة.. أنتم السابقون ونحن اللاحقون!!.. فضحك صفوت الشريف وقال: أهلاً يا سحلول إن شاء الله ستأتى هنا أنت وكثير من أمثالك عقب خروجنا مباشرة.. ثم قال أحمد عز وهو يصافحني: احترم نفسك يا عم سحلول وإلا أمرنا بإبقائك معنا!! وهنا نظر لى جمال مبارك فى هدوء وقال: نحن نريده خارج السجن حتى تنتهى الانتخابات!! وهنا أفسح لى علاء مبارك وأجلسنى بجواره وربت على فخذى وقال: أهلاً أهلاً!!.. قلت: جلسة فى الحرم إن شاء الله.. أنا سعيد بوجودى بينكم، فلم أكن أحلم يوماً بهذه الحصيرة المستديرة مع كبراء القوم!!.. قال عز: بلاش «هلفطة» يا سحلول واستمع لما أردناك من أجله!! قلت: على بركة الله، خير إن شاء الله!! فقال جمال: لقد أعددنا أكثر من سيناريو لإدارة الانتخابات يا عمو سحلول ونود عدم اللجوء للسئ منها.. لذلك سوف نستعين بكم من أجل المصلحة العامة.. لدينا مرشحين أربعة يجب أن ينجح أحدهم وإلا سيغطى الدخان سماء مصر خلال الفترة القادمة!!.. قلت: نعم نعم، فالمقدمات واضحة، وقد رأينا بعض الحرائق هنا وهناك وعرفنا أنها مقدمات لحرائق عظمي!! فقال علاء: الراجل ده رغاى يا إخوانا ويتحدث أكثر مما يستمع وأنا لا أطيقه!! قلت: لا تؤاخذنى يا علاء بيه أكمل يا جمال باشا!! وهنا قال صفوت: لقد مهدنا لمرشحينا من خلال الصحف والقنوات الفضائية والأرضية عن طريق أبناءنا الأوفياء فى الصحافة والإعلام!! وقال عز: وأيضاً رصدنا مبالغ مالية ضخمة وجندنا أصدقاءنا من رجال الأعمال كى يدعموا مرشحينا بالحملات الإعلانية وحشد الناخبين!! ثم قال جمال: لن نستسلم يا سحلول هذه المرة، ولن نترك الحكم لكل من «هب ودب»، وسوف نخرج من هنا ورءوسنا مرفوعة، وهذا لن يحدث إلا بوجود رئيس من رجالنا!! قلت: كل هذا جميل، لكن ما دورى أنا وزملائى فى هذا؟!! قال الشريف: أنتم تدخلون البيوت وتتحركون وسط الثوار وأصحاب الائتلافات التى ملأت مصر، ودوركم هو نشر فكرة الرئيس السياسى الفاهم الناضج، وتخويف الناس من الرئيس الثورى الذى قد يدخل مصر فى حروب وعداوات، بالإضافة إلى أننا نمتلك سيناريوهات بديلة كما قال لك جمال بيه، يجب أن تعمل أنت لتتجنبها مصر، فرجالنا فى كل مكان وأولادنا جاهزون لعمل أى شيء يا سحلول!!.. قلت: أراكم تهددونى ولم تعدونى بأى مصلحة من وراء هذا.. فأنتم ستخرجون من السجون وتعودون لأموالكم وأعمالكم وقصوركم، فما هو العائد علينا نحن؟ وهنا أخرج لى علاء «شيكاً بنكياً» مسحوباً على أحد بنوك سويسرا، وقال لي: هذا الشيك ستصرفه فى حال فوز أحد مرشحينا وسوف يجعلك من الأثرياء أنت وأصدقاءك.. توكل على الله يا سحلول بيه!! فوقفت واستأذنت فى الانصراف، ووعدتهم بتقديم ما فى وسعي.. فقال لى جمال: لا نريد أن يعلم أحد بجلستنا هذه يا سحلول!! قلت: كأنى كنت أحلم يا باشا، وأنا لا أحكى أحلامى لأحد، لأنها تتحقق بمجرد أن أحكيها!! فأخذ بعضهم ينظر إلى بعض وتركتهم لأقص لكم الحكاية!!