جاءنى صوته عبر الهاتف يطلب لقائى بإلحاح .. طلبت منه الحضور لدرب الفشارين «فيتو» لكنه أبدى «كسوفه» من الظهور وألح فى طلب الذهاب إليه.. إنه النائب أنور البلكيمى الذى ارتمى فى حضنى قائلاً: الحقنى يا عم سحلول أنا «بهدلت» نفسى ولا أعلم كيف أخرج من هذا المأزق!!.. قلت: الكذب «مالوش رجلين» !!.. قال: لقد حدث هذا دون ارادتى!! قلت: «بلاش» الحركات «دي».. يعنى إيه دون إرادتك؟!!.. قال: سوف أشرح لك الحقيقة لكن هذا سر!! قلت: هات ما عندك!!.. قال: كنت أنوى تقديم طلب إحاطة حول العقاقير المخدرة التى انتشرت فى شوارع المنوفية وكان مصدر معلوماتى عن خريطة توزيع هذه العقاقير أحد المدمنين من أبناء دائرتى ويدعى «البصاص» مع أنه «أحول» المهم... أحضر لى خريطة التوزيع وأماكن البيع «وعينة» من العقاقير وقال لى إن هذه العقاقير تقوى البدن وتشد الجسم وتخفض الآلام.. وبعد منتصف الليل شعرت بآلام العملية واستدعيت الممرضة التى وضعت لى أكثر من حقنة مسكنة فى أنبوب «الجلوكوز» وغادرت وتركت الآلام كما هي.. وهنا قررت أن أجرب عقاقير الولد البصاص بما أننى سأنام ولن يظهر مفعولها أمام أحد.. اتصلت بالبصاص واستشرته فأكد لى أنه لا ضرر ولا ضرار، وبالفعل تناولت حبة الصراصير ونصف حبة من الترامادول كما نصحنى ولم تمر نصف ساعة حتى وجدتنى «طاير» فى الفضاء .. وبعدها بدأ يهيأ لى أن البنات الممرضات مجرد مصاصى دماء، وراحت حوائط المستشفى تتراقص أمامى والأسقف تكاد تنزل فوق رأسي، وهنا هربت من المستشفى بعد أن وقعت على أوراق كانت بيدى علمت فيما بعد أنها إقرارات بعدم مسئولية المستشفى عن خروجى قبل شفائى، هذا هو ما حدث يا عم سحلول! من جراء الصراصير وكنت أهرول هارباً حتى وصلت فعلاً للكيلو 55 بطريق مصر اسكندرية!!..أنا «هتجنن» يا عم سحلول... لا استطيع أن أذهب إلى أهل دائرتى ولا حتى الخروج من هذا الفندق... قلت: ولماذا لم تستشهد بالبصاص ليحكى للناس الحقيقة التى قد تنجيك مما أنت فيه؟!! قال: أنت تعرف أننى نائب عن نفس الدائرة التى ينتمى إليها أحمد عز أمين تنظيم الحزب المنحل!! قلت: وما علاقة عز بهذا؟!! قال: هو الذى استخدم البصاص ليفعل معى هذه الواقعة للانتقام منى ومن السلفيين!!.. قلت: وأين نجد البصاص الأحول هذا؟!!! قال: «فص» ملح وداب قلت له: لكنك ادعيت أن اللصوص سرقوا منك مائة ألف جنيه فهل وجدتها؟!! قال: صراصير يا عم سحلول صراصير!!!