قبل أن تهبط الطائرة على أرض المطار تذكرت قطعة الشيكولاتة التى كنت دوماالتهمها أيام التلمذة، فوجهتى كانت إلى الشقيقة «نيوجيرسى» بأمريكا حيث يناضل الأخ على عبدالله صالح الرئيس اليمنى المتنازل عن عرشه، تلبية لدعوة منه كصديق قديم وأحد المعجبين بدرب الفشارين، خاصة أن الرجل يحن لأصله. قال لى صالح: إن الأمريكان سمحوا له بالبقاء فترة العلاج ولا يدرى مما سيعالج نفسه فقد تم علاجه بالفعل في السعودية وكان الاتفاق أن يخرج سالما من اليمن ويقضى ما تبقى من عمره بأمريكا إلا أن الأمريكان كعادتهم ليست لهم كلمة!! سألته عن دورى الذى يمكن أن أقوم به فطلب منى الوساطة لدى الرئيس الأمريكاوى «اوباما» باعتباره صديقاً حميماً لدرب الفشارين فى مصر كى يناشد الكونجرس السماح له بالبقاء فى أمريكا إلى أن يخرج السر الإلهى هو وعائلته!.. قلت له: ألم تحصل على حصانة البرلمان اليمنى أنت وأعوانك وأسرتك؟!!.. أجاب نعم!!.. قلت: إذن مما تخاف والرئيس الجديد هو مساعدك وذراعك الأيمن؟! قال: نعم لكن الشعب لن يسكت كثيرا !! قلت له: ربنا يكون فى «عون» شعب اليمن!! قال: أنا أفنيت حياتى فى خدمتهم يا سحلول بيه!!.. قلت له: ولذلك استقبلتك الجالية اليمنية رجما بالأحذية أثناء خروجك من فندق «ريتزكارلتون» بنيويورك.. قال: لا تقل ذلك يا رجل فهذه مجرد «فردة جزمة» واحدة ألقاها أحد المخابيل تجاهى لكنى تلقفتها بمهارة!!.. قلت له: وهل هذا القصر ملكك؟!!.. قال نعم : وهناك قصور عديدة لى في دول عدة إلا أن الأمريكان ساعدونى فى الخروج الآمن من اليمن ودبروا سيناريو تنصيب نائبى عبد ربه منصور هادى وأريد منهم أن يكملوا جميلهم بإبقائى هنا!!.. قلت له: ما علاقة أمريكا بهذا؟!!. ضاحكا قال صالح: أمريكا هى أم الدنيا يا عم سحلول.. هى قتلت القذافى لأنها كانت تريده ميتا وهربت علي عبدالله صالح لأنها تريده هناك فى السعودية، وحاكمت مبارك لأنها تعرف المصريين جيدا ودبرت سيناريو خروجى الآمن من اليمن لأنها تعلم كم ثرواتى التى من الممكن أن تضيع فى حال حدوث مكروه لى!! قلت له: أعرض عليهم جزءا من هذه الأموال مقابل إقامتك هنا وسيوافقون!!.. قال: أنا مستعد.. إعقد أنت هذه الصفقة مع أوباما صديقك!!.. قلت له: لكن هذه رشوة ياعمنا!! قال:«معلهش» ياسحلول عديها المرة «دى»!!.. قلت له: إذن أحصل أنا على نسبة حلال من الرشوة!!.. قال: 10٪ من المبلغ الذى سنتفق عليه.. حق الله ياعم سحلول!!.. قلت له: توكلنا على الله.. اعتبر نفسك أمريكانى ياباشا.. ثم طلبت أوباما على هاتفه الخاص فرحب بى الرجل ووصف وجودى بأمريكا بالمفاجأة السعيدة وطلبنى للقاء فنظرت على ملامح صالح لأجده قد تنفس الصعداء!!