قضى الله أن يفقد بصره وهو فى طفولته المبكرة، لم يستسلم، بل كافح فى الحياة بشرف، تولى العديد من المناصب منها أستاذ بأكاديمية الفنون، إنه د.حسن مصطفى، الذى يطالب بتمثيل المعاقين فى الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، مشددا على علاقته بإخوانه المسيحيين الذين يصومون أول أيام رمضان، وهو يصوم معهم يوم العذراء. بروح مصرية أصيلة يقول ل«فيتو»: لمن حرموا من الابتسامة بسبب إعاقتهم البصرية أو الحركية أو الفكرية، فقد أنشأت جميعة «بسمة» لترسم الابتسامة على قلوب المعاقين، والتى تقدم خدماتها للجميع، مسلمين وأقباط، دون تمييز، طالما تتوافر فيهم شروط الاستفادة من الجمعية، فأقمنا فى رمضان الماضى مائدة إفطار الوحدة الوطنية،حضرها 006 فرد، قساوسة وشيوخ، وتقدم «بسمة» خدماتها لمائة وخمسين أسرة مسيحية من مساعدات مادية وعينية، بالإضافة لخدمات الجمعية الأخرى من مصايف ورحلات حج وعمرة مدعمة وأجهزة تعويضية مجانية لغير القادرين وبأسعار رمزية للآخرين، بالاضافة لخدمات ثقافية تشمل مكتبة صوتية للمكفوفين وفصول تقوية مجانية ومحو الأمية وتنظيم مؤتمرات خاصة بالمعاقين. وأقوم بزيارات متعددة للكنائس لتلبية دعوات الزفاف، وأصوم معهم يوم العذراء ويصومون معنا أول أيام رمضان، فالدين لله والوطن للجميع، وبصدد تأسيس فرع لمؤسسة «السماء الزرقاء» الأمريكية بالقاهرة لتوسيع النشاط الإنسانى والاجتماعى ليشمل المصريين جميعا، خصوصا المعاقين والمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة ومكافحة الإدمان. ومع أن عدد المعاقين يتراوح ما بين 21 إلى 51 مليون مصرى، إلا أن أحدا لا يهتم بتمثيل هذا العدد الضخم فى البرلمان، وكان يجب تخصيص «كوتة» للمعاقين فى مجلسى الشعب والشورى، ويجب أن تضم الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ستة من المعاقين حتى لا يصبح المعاقون نسيا منسيا فى الدستور، لتحقيق العدالة الاجتماعية، ولا يتم اقصاء شرائح موجودة بالمجتمع لها معاناتها الخاصة. فالمعاق لديه طاقة كامنة، وقد حكم عليه المجتمع مسبقا بالإعدام، فعندما يتقدم لشغل وظيفة يقولون له إذا كان الشباب الأصحاء لا يجدون عملا، فكيف نوظّف المعاق، مع أن قانون الدولة يمنحهم 5٪ من إجمالى عدد الوظائف وهذا القانون لا يطبق منذ عام 2891حتى الآن إلا فيما ندر، وإذا اضطر صاحب شركة قطاع خاص إلى تعيين معاق فهو يمنحه راتبا هزيلا «002 جنيه» شهريا بشرط ألا يذهب إلى العمل. وقد فقدت بصرى فى طفولتى المبكرة، ونظرت حولى فوجدتنى مهزوما، إما أن أرضى بالأمر الواقع، وإما التحدى، وتولّد لدى إحساس بأن أكون أو لا أكون، فواصلت كفاحى، راضيا بقضاء الله، وكافحت فى الحياة بشرف، وهذه دعوة أوجهها لجميع المعاقين، الكفاح ثم الكفاح والتفوق.