حين دخل نابليون مصر على رأس حملته الشهيرة أواخر القرن الثامن عشر, لم يجد خيرا من سلاح الدين ليتقرب به إلى المصريين, ومن قبله فعلها الإسكندر الأكبر الذى زار معبد آمون ملقبا نفسه بابن آمون.. إنه سلاح الدين الذي يعتبره السياسيون الباب الملكى لاحتلال قلوب المصريين, ومنذ اندلاع ثورة يناير الى اليوم ، لم يغب ذاك السلاح عن المشتغلين بالسياسة، خاصة من يتخذون من الدين وسيلة تقربهم الى الكرسى فى اى انتخابات، فراحوا يشهرونه فى وجه من يختلفون معهم سياسيا. ومع اقتراب انتخابات رئاسة الجمهورية يمكن رصد العشرات من الفتاوى التى تمنح هذا تفويضا إلهيا و تصب على هذا اللعنات , فتبارك انتخاب فلان وتؤثم اختيارعلان, غير ان معظمها يصب فى صالح مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى. الداعية الشهير الدكتور صفوت حجازى له فتوى شهيرة تقول «من لا ينتخب مرسى ليس مسلما» , وكذلك فتوى التيار السلفى «من لا يساند أبو الفتوح ليس مسلما» , وفتوى المرشح المستبعد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل «من لا يقف بجوارى ليرفع الظلم عنى ليس مسلما «, وفتوى الداعية حسن أبو الأشبال ب «أن أعداء الإسلام هم من ازاحوا أبو إسماعيل ومن يؤيدهم ليس مسلما» واخيرا فتوى الاخوان «ان صوتك لنا هو طريقك إلى الجنة ومن يقف أمام حلمنا الإسلامى ليس مسلما» لكن فى النهاية يبقى الرأى الصائب الذى قاله ابن رشد بأن اكبر عدو للإسلام جاهل يكفر الناس . الفتاوى السياسية وصلت الى ذروتها قبيل انتخابات البرلمان الماضية وضربة البداية كانت من داخل دار الإفتاء بفتوى عن التعددية السياسية فى مصر قالت انها جائزة شرعا واستند الدكتورعلى جمعة فى فتواه الى ان الاسلام لم يأمر بنظام سياسى محدد , فى الجانب الآخر خرجت فتوى من التيار السلفى مؤيدة لفتوى سعودية بحرمة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية والتصويت فيها لأن المشاركين فيها من الخارجين عن الحاكم , وقام الداعية السلفى البارز ورئيس جمعية انصار السنة بدمنهور الشيخ محمود عامر بتحريم التصويت للأقباط وكذلك المسلمين العصاة والليبراليين والعلمانيين الذين لم تتضمن برامجهم تطبيق الشريعة الاسلامية وقال بأن فتواه تهدف الى منع وصول المرشح الذى لا يتبنى المشروع الإسلامى او يسعى لفصل الدين عن الدولة عن طريق اصوات الناخبين. الازهر كانت له فتوى اثارت الرأى العام حيث قام الشيخ عمر سطوحى الامين العام للجنة الدعوة الاسلامية بالازهر باصدار فتوى بتحريم التصويت لفلول الحزب الوطنى السابق, كما ظهرت فتوى اخرى للدكتور هشام العقدة احد اعضاء الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح بحرمة التنافس مع المرشحين الاسلاميين وعدم جواز مساندة المرشحين الليبراليين والعلمانيين معللا بانهم لايريدون تطبيق الشريعة الاسلامية فى الامة موضحا عدم جواز إضعاف مواقف المرشحين الاسلاميين. الشيخ علاء الدين ابو العزايم شيخ الطريقة العزمية واحد ابرز المتصوفين التابعين للطرق الصوفية ساهم بفتوى انتخابية اكد فيها ان التصويت للسلفيين فى اى انتخابات حرام شرعا وخيانة للوطن خاصة وانهم اول من حرم الخروج على الحاكم الظالم اثناء الثورة ايضا احد افراد التيار السلفى وهو الدكتور احمد باسل الاستاذ المساعد بكلية الدعوة بجامعة الازهر خرج بفتوى يقول فيها بتأثيم كل من يجد فى نفسة الكفاءة ولايرشح نفسه للانتخابات , وفى فتوى اخرى لأحد نواب البرلمان التابعين لحزب الحرية والعدالة النائب احمد قاسم يقول فيها ان الانضمام الى حزب الحرية والعدالة ماهو إلا صورة من صور العبادة والتقرب الى الله. بينما الدكتور منير جمعة وهو عضو مؤسس فى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وعضو هيئة كبار علماء الجمعية الشرعية اصدر فتوى بتحريم التصويت للفلول – قاصدا عمرو موسى واحمد شفيق - فى انتخابات الرئاسة, والشيخ هاشم اسلام عضو لجنة الفتوى بالازهر خرج بفتوى مماثلة تحرم التصويت للفريق احمد شفيق والدكتورعمرو موسى وقد اثارت فتواه علماء الازهر الذين رفضوها وقالوا بانها مجرد رأى شخصى. الشيخ محمد عبد الله اسياف احد اعضاء مجلس شورى الاخوان ايضا افتى بان دعم الدكتور محمد مرسى فريضة اسلامية يجب على الجميع المشاركة فيها والمساهمة فى انجاحه ويأثم من يخالف, بينما الداعية السلفى الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق قال إنه لايجوز شرعا مساندة مرشح الاخوان المسلمين فى انتخابات الرئاسة لأن الاخوان غدروا بالمسلمين وحنثوا وعودهم وعهودهم. احد مشايخ السلفية قال فى تصريحات صحفية « من لم يعط صوته للدكتور مرسى سوف تقرصة التعابين اربع سنوات , وقام موقع الإخوان بنشر الفتوى صريحة معللين ان نشرها واجب لأنه من قبيل الابلاغ الشرعى ويجب تنبيه الغافلين لأنها شهادة ومن يكتمها اثم». الشيخ محمد عبد المقصود وهو داعية ازهرى تابع لجماعة الاخوان المسلمين افتى بأنه يجب شرعا التصويت لصالح الدكتور مرسى لأنه تابع لجماعة الاخوان المسلمين الذين حموا الثورة وامنوها واوصلوها الى بر الامان ومن يخالف ذلك يكون قد ارتكب إثما عظيما.