ماذا لو فاض الكيل بالدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ولم يطق صبراً لما يتعرض له هو جماعة الإخوان المسلمين، وأقرب مناصريه من السلفيين والجهاديين والتيارات الإسلامية الفاعلة على الأرض؟. السؤال التالى المرتبط بالفرضية المذكورة.. ماذا لو قرر د.مرسى التخلِّى عن منصبه،وعادت الجماعة والتيارات الإسلامية إلى الانكفاء على نفسها والانخراط فى العمل الدعوى والخيرى ومغادرة حلبة السياسة؟. أقرب التصورات للرد على تلك التساؤلات ،تدور حول احتمالات أربعة: الاحتمال الأول ، والأقرب إلى الواقع،هوالرجوع بالعجلة إلى المربع الأول، وعودة الجيش مرة أخرى إلى الشارع مثقلاً بهموم التجربة المريرة على مدار عام ونصف العام..وأظن أن الأرضية حال نزول الجيش ليست مفروشة بالورود،بقدر ماهى مزروعة بالألغام،وسوف يعود الهتاف المُقْبِض يسقط حكم العسكرليحل مكان هتاف يسقط حكم المرشد،ومن يدرى فربما ينفد صبر العسكر،أويطرأ حدث عَرَضى أو مُدَبَّرفتشتعل مصادمات قد يفلت معها زمام السيطرة،لنجد أنفسنا أمام الحالة سوريا لاقدرالله،ثم تطُل دعوات التدخل والحماية الدولية والتقسيم،وهذا مايدفع إليه البعض فى الداخل والخارج،ولا أفترى فذلك معلن واليوتيوب على عينك ياتاجر. الاحتمال الثانى أن يتمكن أخطبوط الدولة العميقة المتغلغل فى كل مؤسساتها، من إعادة نظام مبارك بكل تفاصيله ومفرداته وشخوصه،وإحكام قبضته مرة أخرى على الدولة،وذلك أمر أحسبه فى غاية البساطة واليسر،إذا وضعنا فى الاعتبار أن تحالف التيار المدنى الثورى، قد بعث الحياة فى رموز النظام السابق ومناصريه، خلال الحشد المشترك ضد الإعلان الدستورى والدستور،وصار لهم دور فاعل وملموس على الأرض. الاحتمال الثالث والمُعْلَن تشكيل مجلس رئاسى من رموز التيارالمدنى متباين الأيديولوجيات..ولنا أن نتصور إذا كان الخلاف بينهم ينشب حول تنظيم مظاهرة،فكيف الحال وهم يحكمون دولة؟!بل دولة ضربت الرخاوة فى كل مفاصلها؟!مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإسلاميين لن يتركوهم يهنأون بالحكم،ومن ثم نعود مرة أخرى للانسحاق بين شقى رحى الاستقطاب السياسى. الاحتمال الرابع والوارد حال حدوث أى من الاحتمالات السابقة، هو انتفاضة أخرى للكتلة الحرجة أو الثوار لوجه الله والوطن من غير المنتمين إلى عناقيد المنظمات والحركات والائتلافات،وأظنها الثورة الثانية والحاسمة على الكل كليلة.