« وشهد شاهد من أهلنا» الوصف الأكثر دقة لما قدمه الزميل والإعلامي حمدي قنديل الاثنين الماضي الموافق27 أغسطس الجارى في الزميلة « المصري اليوم » التي نشرت له مقالا حمل عنوان « الخازوق عقابا للصحفيين». « قنديل» في «خازوقه» حاول من البداية أن يكون محايدا بما لا يخالف شرع الرئيس وأصحاب الدعاوي القضائية التي تلاحق أبناء صاحبة الجلالة ، ردد وهو يكتب مقالته تلك « ما أخذه » صلاح عبد المقصود وزير الإعلام « من الممكن أن تعيده مؤسسة الرئاسة ، والفريق الرئاسي لم يكتمل ، فكتب مستشهدا بالعصور الوسطي في أوروبا وأساليب تأديب « الكذبة » - والتشبيه هنا خاص بالصحفيين- حيث قال: منذ زمن ، كانت أوروبا تعاقب ناقل الأخبار الكاذبة بوضعه علي خازوق، ثم بدأ المجتمع الصحفي في العالم كله في المناداة بالإقلاع عن العقوبة الجسدية ، فاستبدلت بالحبس، لكن تبين فيما بعد أن عقوبة الحبس تضير الصحفي لكنها لا تلحق العقاب المطلوب بالصحيفة. « خازوق قنديل» لم يكن الهدية الوحيدة والتحريض العلني منه ضد أبناء مهنته لكنه تأكيدا علي أن كتابة « لوجه غير وجه الله والحق « كتب قائلا: الصحفيون سعداء بالطبع بإلغاء الحبس، وكذلك الحال بالنسبة للحقوقيين والنشطاء السياسيين ، إلا أننا إذا استمعنا إلي عموم الناس لوجدنا رأيهم علي النقيض تماما لفرط ما تدهورت إليه أحوال مهنة الإعلام وابتذاله في خضم الصراعات السياسية وفي دوامة الإثارة بحثاً عن الانتشار والشهرة والمكاسب المادية. ولأنه كما يقولون « إذا عرف السبب بطل العجب « فقد أعمي الغرور كاتبنا الجليل الذي وقع سريعا في فخ الطمع والتسرع ، فلم يستطع إخفاء رغبته في أن يكون واحدا من أصحاب المناصب ، ولم يستطع التمهل قليلا وترك الأمور تسير في مجراها الطبيعي وينتظر حتى تقع «التفاحة « بين يديه لكنه أراد القفز ليقطفها حيث كتب قائلا: مع ذلك فسوف أظل أدعو إلى تطبيق العقوبات المتدرجة التى تبدأ بالإنذار ثم الغرامة المتصاعدة لكل من الصحفى والجريدة، ثم إيقاف الصحفى وإيقاف الجريدة، ثم شطب الصحفي من جدول المشتغلين بالمهنة ومصادرة الجريدة ذاتها.. اقترحت الجماعة الإعلامية أن يتم ذلك من خلال قيام كيان مستقل عن الحكومة تماماً ينظم مهنة الإعلام ويهدف إلى ازدهارها، ويضمن حرية التعبير وتداول المعلومات، وحماية مصالح الجمهور من انحيازات الإعلاميين وانفلاتاتهم، ويحدد أسس المنافسة ويمنع الاحتكار، ويرتقى بالأداء بوضع المواثيق الأخلاقية والقواعد المهنية.. وتتولى إدارة هذا الكيان، الذي يمكن أن يسمى «المجلس الوطني للإعلام»، حكماء الإعلاميين، إلى جانب رموز القانون والثقافة والتربية الذين تنتخبهم الهيئات المهنية لسنوات محددة لا يخضعون خلالها للعزل. المثير في الأمر أن الرجل الذي يطالب ب» الخازوق الصحفي « كان واحدا من المهددين في يوم من الأيام بالجلوس عليه لولا تدخل « الوسطاء « في واقعته الشهيرة مع وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط الذي اتهم « قنديل ب السب والقذف » بعد أن وصفه ب« صندوق القمامة » وكان الإعلامي المخضرم « سابقا » قاب قوسين أو أدني من الجلوس علي الخازوق.