[email protected] فيتو هى كلمة لاتينية، ومعناها « لا اسمح»، أو فى معنى آخر «حق الاعتراض»، وفى اطار الأممالمتحدة هى حق الدول الخمسة الدائمة فى مجلس الأمن بمنع أى قرار، وهو اسم جميل وجديد فى عالم الصحافة المصرية والعربية، ولا اخفيكم القول أننى فكرت منذ مدة فى تأسيس موقع إلكترونى وكنت انوى أن اختار له كلمة «فيتو» لسهولتها الانجليزية والعربية فى نفس الوقت، ولكن الاستاذ عصام كامل وزملاءه قد سبقونى فى صدور صحيفة بهذا الاسم، ومن محاسن الصدف، وهى نادرا ما تحدث من الصحافة المصرية،أن دعونى للكتابة فيها وسعدت بذلك، والآن مر عام على هذه الجريدة، ومن محاسن الصدف أيضا أننى وهم نعترض على الدولة الدينية وعلى حكم الاخوان لمصر. إن هذا الطفل الذى اكمل -فقط- عامه الأول خرج من الرحم وهو يصرخ: لا للاخوان.. لا للدولة الدينية..لا لتغيير هوية مصر.. لا للقضاء على روح مصر وتاريخها وتراثها لصالح جماعة أممية الهوى الدينى تسعى لعودة التاريخ خمسة عشر قرنا إلى الوراء. إن تاريخ الدولة الدينية يوضح بجلاء أنها الدولة الاسوأ على مدار التاريخ البشرى كله، وأن تاريخ الحروب الدينية الممتد ارتبط بهذا النوع من الدول وترك مآسي يصعب على الضمير الإنسانى نسيانها، وبعد كل هذه الفظائع التى رافقت الدولة الدينية، والتى جربت مئات المرات يأتى الاخوان وفى ألفية حقوق الإنسان ليعودوا بنا إلى هذا المستنقع الآسن ليجربوا فينا المجرب. لقد لبس الاخوان عشرات الاقنعة على مدى ثمانية عقود، ولكن فى اقل من عامين خلعوا كل هذه الاقنعة وظهروا على حقيقتهم القبيحة.. إنهم جماعة أممية مفياوية لا تعنيهم الاوطان ولا يشغلهم سوى حلمهم الخرافى بإقامة أممية دينية يديرها فقهاؤهم أو مجلس الفقهاء على حد تعبير الحقوقى البارز دكتور شريف بسيونى. إن مصر تمر بأوقات غاية فى الصعوبة سوف يتحدد- بناء على ما ينتج عنها- مستقبل مصر كله، وهى لحظة تستوجب منا جميعا أن نقف مدافعين عن هوية دولة عرفت التاريخ المكتوب منذ أكثر من خمسة آلاف عام ولا تحتاج لجماعة دينية منغلقلة ومتطرفة لكى تعيد تشكيل هويتها وفقا لاحلامها الخرافية. إن أى تضحية الآن لإيقاف هذا المشروع الاخوانى هى ثمن زهيد جدا بالمقارنة بما سندفعه كلنا إذا احكمت هذه الجماعة الإجرامية قبضتها على مصر،.وأحد أهم الاسلحة لكشف وتعرية هذا المشروع الاخوانى هو الإعلام، وحيث أن الجماعة ومكتب إرشادها قد وضعوا ايديهم على صحافة وإعلام الدولة فلم يتبق سوى الإعلام الخاص ليقف معترضا ومحتجا وصارخا فى وجه هذا المشروع... و»فيتو» هى اسم على مسمى فى هذا الصدد. ولعله من الاخبار السارة أننى علمت أن هذا المولود الجديد «فيتو» قد اطلق مع احتفاله بعامه الاول مشروعا طموحا لموقع إلكترونى شامل بإشراف الصحفى المتميز والمناضل سعيد شعيب لتكون «فيتو» فى وجه الاخوان ورقية وإلكترونية. مبروك لفيتو، فكلنا فيتو، وكلنا ضد الاخوان.