السيد ياسين: «مختار» مبدع.. وعامر لديه «طاقية الإخفا».. وشاهين فنان مقالاتي في «فيتو» أهديها للحاج «أحمد خش عليه» الطرطور وزمن الكلاب توصيفات موفقة لعصام كامل هجوم بديع على قادة الجيش السابقين حماقة سياسية الأغلبية فى الانتخابات المقبلة للإخوان بالغطاء الدينى أبوإسماعيل خبير في التفاهة والخطر فى تحوله للعدوان خبير استراتيجى من العيار الثقيل , لديه قدرة فريدة على تفسير وتحليل الظواهر السياسية بحكم تمكنه من مفردات علم الاجتماع السياسى , معروف طوال حياته الاكاديمية والبحثية بموقفه المبدئى من تيارات الإسلام السياسى , متزن فى آرائه ومواقفه , ومصر أولا وأخيرا هدفه ومبتغاه فى مواقفه وآرائه , إنه الأستاذ الدكتور السيد ياسين - المدير الأسبق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام- التقته «فيتو» بمناسبة مرور عام كامل على صدورها , وحاورته حول رؤيته للجريدة وللمشهد السياسى الراهن, فى حوار شامل , هذا نصه هل ترى أن «فيتو» وباقى الصحف قادرة على الاستمرار فى ظل الديكتاتورية الإخوانية والملاحقة لوسائل الإعلام؟ - بالتأكيد نعم , لأن هذه معركة تاريخية بين انصار الدولة المدنية الليبرالية الديمقراطية وبين انصار الفاشية الدينية, ولابد ان تنتصر فيها القوى الليبرالية مهما كانت حدة الصراعات ومهما كانت التضحيات جسيمة, فمستقبل مصر مرهون بزوال هذا النظام الفاشى الذى ارتدى زى الديمقراطية زيفا وبهتانا. ما رؤيتك لتجربة «فيتو» خلال عام مضى على صدورها؟ - اولا «فيتو» فأجأتنى انا شخصيا لأننى ممن يعتقدون ان اصعب الفنون قاطبة هو فن السخرية, والسخرية السياسية تكون بالغة الاهمية حين تأخذ شكلها فى الصحافة, لأنها فى الواقع تكشف تناقضات المجتمع, والمجتمع المصرى مليء بالتناقضات، وفيه اشياء عديدة من دروب السلوك المختلفة من النخب المختلفة, ولايمكن التعليق عليها إلا عن طريق السخرية, فمثلا واقعة قيام ممدوح اسماعيل برفع الأذان داخل مجلس الشعب المنحل لاتستطيع ان تعقب عليها إلا بالسخرية, لأنه ليس من المنطق ان تناقش لائحيا أو دستوريا, ولأن المنظر فى حد ذاته يغرى بالسخرية, وايضا ظاهرة حازم اسماعيل و «لازم حازم» وكل هذا «الهراء», فالسخرية فن صعب لأن الكاتب والصحفى الذى يمارسها لابد أن يتقن اكتشاف المفارقة فى المواقف الاجتماعية ,ويعبر عنها بأسلوب شيق وهذه مسألة صعبة, ولكن «فيتو» نجحت فيها بامتياز، وهذا كلام موضوعى وليس لأننى احد كتاب «فيتو». هل تأتيك تعليقات على كتاباتك فى «فيتو»؟ - بالتاكيد, وكل من يتابع مقالاتى فى «فيتو» طالبنى بجمعها فى كتاب, وبالفعل قمت بتجميعها واطلقت عليها عنوان«فصل من كتاب السخرية السياسية مقالاتى فى فيتو» والإهداء سيكون إلى ملهمى«الحاج احمد خش عليه» وقبل ان يسخر القارئ من الاسم فالحاج احمد خش عليه» كان اكبر مشجع لنادى الاتحاد السكندرى ,ودائما كان يقف فى المدرجات، وينادى على اللاعبين ويقول «خش عليه» وانا اعتقدت انه لقب يطلق عليه فقط, لكنى اكتشفت ان الرجل يعتز بهذا اللقب، ومن هذه اللحظة قررت ان يكون ملهمى و»فيتو» أجبرتنى ان أعاود الكتابة بهذه الطريقة لأننى اكتشفت كما قال احد علماء الاجتماع أن علم الاجتماع بدون سخرية ليس علم اجتماع. ما الجديد من وجهة نظرك الذى تميزت به «فيتو» عن باقى الصحف؟ - «فيتو» لها موقف سياسى تعبر عنه بقوالب صحفية مختلفة منها: العمود والمقالة والتحقيق الصحفى, لكن مايعجبنى هو القصص الساخرة على طريقة المقامات القديمة والاسماء المستعارة وهى تحتاج الى قدر كبير من الفن ولايستطيع كتابة هذا إلا كاتب فنان لديه خيال أدبى وفكرى يستطيع حبك العملية، ويعطى اسماء تضحك الناس على اسماء معروفة و«حسن شاهين» يقدم عملا ممتازا يستحق التقدير عليه, كما ان«فيتو» نجحت فى تحقيق المعادلة الصعبة بامتياز وهى نشر الاخبار الدقيقة وكشف المؤامرات الخفية التى تخطط لها جماعة الاخوان المسلمين والتيار الدينى والسخرية من المواقف المتناقضة لهذه الجماعة, بالاضافة الى الاسلوب الشيق عن طريق الجمع بين الفائدة المعرفية فى كشف حقائق الموقف السياسى وتعقب وترصد كل انحراف مهما كان صغيراً والتشويق فى نفس الوقت، وهذه معادلة صعبة نجحت فيها فيتو. ما رأيك فى الخط السياسى الذى انتهجته «فيتو» ولم تحد عنه حتى الآن ؟ - ماتفعله «فيتو», وهذا موقف مبدئى, فهناك مجموعة من الكتاب لهم موقف قبل ثورة يناير، واستمروا على هذا بعد الثورة, وانا دائما كنت اكتب ضد هذه الجماعة، واقول ان هذه الجماعة مفلسة فكريا، وليس لديها مشروع، وان شعار» الاسلام هو الحل» كنت اقول عليه إنه شعار فارغ من المضمون وجاءت الظروف وتولوا الحكم واقول لهم الآن «مش الاسلام هو الحل طيب حل لو جدع ورينا الحلول» , فهم عجزوا عن حل اى شيء حتى الآن, وفشلوا لأن مشروعهم الوحيد هو التمكين والسيطرة على مجمل الفضاء السياسى المصرى، وإقصاء كل القوى السياسية. ما أكثر الصفحات التى تحرص على قراءتها فى «فيتو»؟ - اقرأ كل الصفحات دون تفضيل, لكن هناك صفحات تستوقفنى فمثلا عودة الروح التى يقدمها المبدع «مختار محمود» أحرص على قراءتها وأتساءل من أين يأتى بوقت كاف كل اسبوع لكتابة مثل هذه الإبداعات كما اتابع الصفحة الثانية واطلق عليها صفحة «القفشات الصحفية» كذلك صفحة المحقق التى تعرض الحوادث بطريقة شيقة تجعلنى اشعر اننى اتابع تحقيقا فى النيابة كما اتابع كتابات الصحفى «عامر محمود» فهو يشعرنى بأن لديه «طاقية الاخفا» فى موضوعاته, حيث يحصل على ادق التفاصيل وتثبت الايام انها حقائق. ماذا ينقص «فيتو» من وجهة نظرك؟ - كنت احب ان توجد صفحة يطلق عليها «مشاهدات واقعية», تكون عبارة عن «انترفيو» مع عينات مختلفة من الشعب المصرى ,تأخذ تعليقاتهم وتعبيراتهم على الموقف السياسى الراهن كى نعلم إدراكات الناس العاديين عن الصراع الموجود وتحكم الاخوان المسلمين فى البلد , سيكون ذلك إضافة وتغييرا حقيقيا. هل ترى أن «فيتو» متحاملة على تيار الإسلام السياسى وخصوصا جماعة الإخوان؟ - تيار الإسلام السياسى وجماعة الاخوان المسلمين يغرى بالهجوم عليه من كل الجوانب، بسبب الاخطاء القاتلة التى ارتكبها على المستوى الاستراتيجى والتكتيكى, وهذا ليس تحاملا ولكنه موقف سياسى , لأن «فيتو» من انصار الليبرالية والديمقراطية ,وبالتالى ما تفعله ليس تحاملا ولكنه نوع من النقد السياسى العنيف، والمطلوب لتصحيح المسار, وانا اطلق على ماتقدمه «فيتو» النقذ الاجتماعى المسئول, والمقصود بالنقد الاجتماعى المسئول «هو ألا تكتفى بالاشارة الى السلبيات ولكن تعطيها التكييف الصحيح وليس هذا فقط ولكن لابد ان تعطيها البدائل». الجماعة صبت غضبها على عصام كامل رئيس تحرير«فيتو» بسبب مانشيتات «زمن الكلاب» و«الطرطور» فهل ترى فيها أخطاء؟ - الخبرة التاريخية تقول: حين يحدث ترد عنيف على المستوى الاجتماعى والسياسى والثقافى يجب على النقاد ان يستخدموا لغة بالغة الحدة والعنف تواجه هذا التردى, فعلى سبيل المثال التصريحات الحمقاء ل«عصام العريان» عن عودة اليهود لا تستحق إلا ذلك النوع من النقد، وماتفعله «فيتو» صحيح لأن السلوك الذى يمارسه افراد النخبة الإخوانية الحاكمة يستفز ويدعو الى اطلاق مثل هذه الاوصاف على الزمن البائس الذى نعيشة ,واقول ل«عصام كامل» انت موفق فى هذه التوصيفات. كيف ترى مستقبل «فيتو» فى السوق الصحفية؟ - «فيتو» تجربة فريدة , ولها موقع خاص فى الصحافة المصرية، وليست هناك جريدة تشبهها , فهى متخصصة فى السخرية السياسية واستطاعت ان تخلق لنفسها جمهورا خاصا, واتوقع لها الانتشار اكثر واكثر فى السنوات المقبلة، لأن قرائها ممن يبحثون عن المعرفة والمتعة فى نفس الوقت, فهى صاحبة طابع خاص. نترك «فيتو» نريد أن نعرف تقييمك لأداء الرئيس مرسى فى عام 2012؟ - الرئيس مرسى لديه مشكلة مزدوجة تتمثل فى الدور السياسى الذى ينبغى ان يقوم به وقدراته على القيام بهذا الدور, والمشكلة الثانية انه مرشح الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة, لكننى ارى مشكلته الحقيقية فى قدراته, فهو استاذ اكاديمى بارز وعضو مجلس شعب متميز, لكن كما تبين ان خبرته كعضو مجلس شعب والتى تحتاج فى الواقع لقدرة محدودة تختلف عن دوره كرئيس لمصر , فالرئاسة تحتاج لقدرات خاصة. كيف ترى العلاقة بين الرئيس والمؤسسة العسكرية فى الفترة الاخيرة؟ - القوات المسلحة المصرية لها رصيد فى الانضباط والالتزام الوطنى, وعينها على مصر وأمنها القومى واستقرارها السياسى فقط, وهم لن يرضوا عن نظام يتخبط فى قراراته العشوائية، او يحاول الخلط بين العقيدة الدينية للاخوان المسلمين وتأييد حماس على حساب الامن القومى المصرى, فلا تفريط فى سيناء، ولاقبول لأى صفقات يجريها الاخوان مع حماس تهدد الامن القومى المصرى, ومن هنا يأتى قلقهم لأن ذلك خط احمر لن يقبلوه. هل يستطيع الإخوان «أخونة» المؤسسة العسكرية؟ - صعب جدا لأن المؤسسة العسكرية اقوى المؤسسات انضباطا، ليس عسكريا فقط، ولكن انضباط مسلكى وقيمى, وفرد القوات المسلحة ينشأ اخلاقيا وانضباطيا وعقائديا على ان تقديس الوطن وحمايته واجب دون النظر لاى انتماءات. ما تقييمك لهجوم «بديع» على قادة الجيش السابقين؟ - حماقة سياسية , وقد سبق له ان وصف الإعلام بسحرة فرعون ,وكان من الممكن ان ينتقد الاعلام باستخدام لغة عصرية وليس لغة مستمدة من القرآن الكريم, وهذا مؤشر على العقلية الماضوية التى يتمتع بها المرشد العام للجماعة، وقد قام المتحدث العسكرى بالجيش بصفعه على وجهه من خلال تصريحاته بأن قياداتنا السابقين ليسوا فاسدين. هل المعلومات الجديدة التى توصلت إليها لجنة تقصى الحقائق من الممكن إن تؤثر على محاكمة مبارك ورموز نظامه؟ - ماتم نشره وتسريبه اقوال مرسلة ومجهلة, ولايصبح الدليل دليلا إلا اذا قبلته المحكمة, وكل ماقيل حكايات وروايات, والرئيس اصدر قرارا صائبا بتحويل التقرير الى النيابة العامة وهى لديها سلطة تقديرية فى اعادة القضية للمحكمة من عدمه , لذلك علينا الإنتظار لقرار النيابة العامة لكى لا نعطى فرصة لاى فصيل ان يستغل هذه اللجنة فى تحقيق اهداف ومكاسب واهية. تحدثت كثيرا عن معركة قضائية إخوانية كيف ترى هذه المعركة؟ - المشروع الاخوانى مشروع «انقلابى», وهدفه الاستراتيجى هو الانقلاب على الدول العربية القائمة وتحويلها من دول مدنية الى دول دينية, وبالتالى جزء مهم من مسعى الاخوان هو هدم مؤسسات الدولة المدنية تمهيدا لأخونتها مثل القوات المسلحة والشرطة والقضاء, وللأسف الشديد ساعدت القوي المدنية فى تشويه الشرطة, مما ادى الى فجوة بين الشرطة والشعب, وحاولوا مع الجيش ففشلوا, وحاولوا مع القضاء, إلا انهم وجدوه سدا منيعا امامهم, وأعتقد ان الاخوان ستخسر معركة القضاة. كيف تقيم عملية الاستفتاء على الدستور ؟ - الدستور المصرى مزيف لأن اللجنة التأسيسية غير شرعية, كما ان هناك اكثر من 40% من الشعب امي, بالإضافة الى وجود 20% تحت خط الفقر, فكيف نقول لشخص امى استفت على الدستور هل قرأ هذا الدستور حتى يستفتى عليه. ما اعتراضاتك على عملية الاستفتاء؟ - الاستفتاء على الدستور كاملا اجراء غير دستورى , لأن الاستفتاء حسب التعريف يكون على موضوع اواثنين محددين ، وليس على دستور به اكثر من 230مادة نتيجة لتدنى الوعى الاجتماعى , وبحكم تزييف الوعى عن طريق الاخوان والسلفيين جاءت النتيجة 67٪، ومعنى ذلك اننا لدينا مشكلة. نفهم من حديثك أن النسبة التى خرج بها الدستور غير معبرة عن الشعب المصرى؟ - غير معبرة بالتأكيد لأسباب بسيطة , منها: أن معظم من قالوا نعم لم يقرأوا الدستور، بالاضافة الى عمليات تزييف الوعى بواسطة الاخوان المسلمين والتيار الاسلامى من المنطلق الدينى من يقول نعم يدخل الجنة ومشاكل الامية والفكر وعدم اتاحة فرصة كافية لمناقشة الدستور.. لكل هذه الاسباب نحن امام دستور مزور.