«يجب أن لا تتوقف الاحتجاجات من أجل التغيير. وإذا لم يحدث تغيير فلن توجد حرية ولا ديمقراطية فعلية، ولا جمهورية حقيقية، ولا حكم حقيقى للشعب».. هذه هى آخر مقولة بثت للناشط الهندى، آنا هازارى، على «يوتيوب» قبل اعتقاله أمس. فحكاية آنا هازارى، 73 عاما، الذى يطمح فى سن مجموعة من القوانين التى من شأنها الحد من الفساد واستغلال النفوذ، وتتضمن رئيس الوزراء وجميع قيادات الحكومة، أثبتت أنه فى الهند لم تعد محاربة الفساد مسؤولية الشباب فقط. ولكن يبدو أن حلمه لن يرى النور، حيث قامت السلطات الهندية باعتقاله أمس، ولكنه اعتقال من نوع جديد، جاء تحت مسمى «اعتقال وقائى»، على حد قول أحد ضباط الشرطة، لتجنب تهديد هازارى ومؤيديه، الذين اعتقل منهم 300 شخص فى اليوم ذاته بالإضراب عن الطعام والاحتجاج فى إحدى حدائق نيودلهى العامة، رغم رفض السلطات منحهم إذنا بذلك. بدا اعتقاله مؤشرا على موقف أكثر صرامة لرئيس الوزراء الهندى، مانموهان سينج، من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. كانت فضائح الفساد قد أحاطت بحكومة رئيس الوزراء الهندى فى الفترة الأخيرة، الذى أكد، فى خطابه بمناسبة عيد الاستقلال أول من أمس الإثنين، أنه لا ينبغى لأى شخص تحديد شكل قانون الفساد غير البرلمان، ومن لا يروق له ذلك، يجب عليه اللجوء إلى المناقشة، بدلا من الإضراب عن الطعام حتى الموت أو الاحتجاج.