بدا ميدان التحرير أمس هادئا تماما، ما عدا «الصينية» التى ما زالت تشهد خيام الاعتصام، لكن هذا الهدوء البادى على السطح كان يخفى تحته صراعا بين عديد من القوى المعتصمة، حول استمرار الاعتصام أو فضه، أو نقله إلى مجلس الوزراء. المعتصمون نظموا أكثر من مسيرة، أكدوا فيها استمرار اعتصامهم، مرددين هتافات «مش هنمشى، همّا يمشوا»، و«اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام» و«الجدع جدع والجبان جبان وإحنا يا جدع قاعدين فى الميدان» و«يا ساقية دُورى دُورى على العسكر والجنزورى». الميدان شهد أمس، هدوءا شديدا، مع استمرار انتشار الباعة الجائلين، بينما اختفت اللجان الشعبية من مداخل الميدان، وتبقت لجنة واحدة، على مدخل شارع محمد محمود. وبينما علق عدد من الائتلافات والحركات الثورية اعتصامه فى الميدان حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية، التى بدا أنها سحبت الأضواء قليلا من الميدان، أصرت حركة 6 أبريل على مواصلة الاعتصام، مؤكدة فى بيان لها استمرار الاعتصام فى ميادين التحرير بكل المحافظات وأمام مجلس الوزراء وإصرارها على مطلب حكومة الإنقاذ الوطنى التى تعبر عن الثورة، ولها جميع السلطات والصلاحيات التشريعية والرقابية والإدارية معلنة عن رفضها ما اعتبرته التفافا من المجلس العسكرى على مطالب القوى الثورية بتعيين حكومة الجنزورى، مذكرة الجميع بشهداء الثورة. الحركات المعتصمة بالإضافة إلى «6 أبريل»، طالبت فى بيان لها أمس، بإقالة النائب العام لتستره على جرائم النظام السابق، والمحاكمة الفورية لكل ضباط الجيش والداخلية المسؤولين عن قتل شهداء الثورة، وتعويض أهالى الشهداء والمصابين ماديا ومعنويا، والإفراج الفورى عن جميع المعتقلين وتحويل القضايا إلى القضاء المدنى، وإزالة الجدار العازل الذى تم بناؤه بشارع محمد محمود. البيان أشار إلى أن الاعتصام سيكون بشارع مجلس الوزراء وميدان التحرير بما لا يعوق حركة المرور أو يعطل مصالح المواطنين، وسيتم تأمين مرور الموظفين إلى أعمالهم بمجمع التحرير، مؤكدا إقامة خيمة علاجية وأخرى لرعاية الطفل، كما ستكون هناك فاعليات أدبية وثقافية بالميدان فى الأمسيات وفى أيام الجمعة. مشيدا بدور الميدان والثوار فى تحقيق بعض المطالب مثل البدء فى محاكمة بعض رموز النظام السابق والتبكير فى موعد الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن المجلس العسكرى لم يحقق أيا من تلك المطالب إلا بعد الضغط من ميدان التحرير. بينما جرت تشاورات عدة ما بين عدد من الحركات السياسية أبرزها حركات «6 أبريل» و«شباب من أجل العدالة والحرية» و«فداكِ يا مصر» أمس (السبت) لفتح مداخل ميدان التحرير أمام السيارات والمارة، ونقل الاعتصام إلى مجلس الوزراء، وتحديد الاعتصام بميدان التحرير أمام المجمع وداخل الحديقة التى تتوسط الميدان. لكن عددا من المعتصمين المستقلين رفض الاستجابة لتلك المطالب، تخوفا من احتمالية مهاجمة قوات الجيش والأمن للميدان وفض الاعتصام بالقوة. عدد آخر من المعتصمين هدد بغلق أبواب المجمع فى حالة فض الاعتصام فى ميدان التحرير.