كما كان متوقعا، استحوذ مئات الآلاف من المنتمين إلى الإخوان والجماعات السلفية أمس، على ميدان التحرير باستثناءات قليلة، إذ شهد الميدان أيضا وجود عدد من التيارات الأخرى منها حركة 6 أبريل وعدد من نشطاء «فيسبوك»، وعلى عكس بداية اليوم الذى بدا فيه الإسلاميون وكأنهم يتعلمون بسرعة، إذ غيّروا من أسلوب مظاهر وجودهم فى محاولة للتخفى وراء إجماع شعبى بدلا من الظهور وحدهم فى الواجهة، فغابت أعلام السعودية وظهرت أعلام الإخوان الخضراء وعلم جديد لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لهم فإن الوضع تغير قبل حلول الظلام بوقت قليل إذ عادت مظاهر الأسلمة بوضوح فى الميدان وهتف الآلاف «الصحافة فين.. الإسلام أهو». أما المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء السفير محمد حجازى فكشف ل«التحرير» بعضا من كواليس اللقاء الذى تم بين رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف وممثلى جماعة الإخوان المسلمين، الذى انتهى إلى صيغة توافقية، بشأن وثيقة المبادئ الدستورية، على أن يتم الرجوع بها إلى القوى السياسية وبقية الأحزاب للحوار معهم بشأنها، ثم الإعلان حال التوافق عليها. حجازى قال إن اللقاء حضره نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطى الدكتور على السلمى، ورئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسى، ونائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الدكتور محمد عبد المقصود، وصدر بيان به عن مجلس الوزراء، أشار إلى أن اللقاء تضمن استعراض الصيغة التوافقية بشأن الوثيقة، التى تم التوصل إليها بعد سلسلة لقاءات أجراها السلمى والمجلس العسكرى مع القوى السياسية المختلفة، خلال الأيام الماضية.مصادر أكدت ل«التحرير» أن ممثلين لجماعة الإخوان والدعوة السلفية توصّلوا بالفعل إلى صيغة توافقية مع الحكومة، وقبلوا بها، قبل ساعات قليلة من جمعة «تسليم السلطة» أمس، لكنهم لم يتراجعوا عن قرارهم بتنظيم المظاهرات، مما أثار تساؤل واستغراب شرف والسلمى. وأشارت المصادر إلى أن الحكومة أرجأت إعلان ما توصلت إليه مع مرسى وعبد المقصود بشأن الصيغة التوافقية، إلى حين عرضها على بقية القوى والأحزاب. مجلس الوزراء ظل فى حالة ترقب ومتابعة لمظاهرات جمعة أمس، لكن ذلك لم تتم ترجمته، حتى مثول الجريدة للطبع، فى أى بيانات رسمية، أو عبر صفحة مجلس الوزراء الخاصة، على موقع «فيسبوك» مثلما كان يحدث فى مظاهرات يوم الجمعة.