رغم كونها من أغنى دول الخليج العربى، التى تتميز بالرفاهية الاجتماعية، فإنها تمر بأزمة سياسية هائلة بسبب الفساد المتفشى فى برلمانها وحكومتها، خصوصا بعد تولى الشيخ ناصر المحمد الصباح، أحد أفراد العائلة الحاكمة، رئاسة الوزراء، حيث تم حل البرلمان ثلاث مرات بينما استقالت الحكومة ست مرات فى عهده، وكانت آخر استقالة لتفادى استجواب ثلاثة وزراء.. هنا «الكويت» حيث بدأ الربيع العربى زيارته منذ شهر تقريبا، مع مظاهرات ميدان الإرادة والاحتجاج أمام مجلس الأمة الكويتى، التى خرجت بشكل أسبوعى، احتجاجا على الفساد الحكومى ونواب البرلمان الموالين للمسؤولين الحكوميين، وانتهاك الحكومة بعض مواد الدستور بسبب مشاركتها فى التصويت لإلغاء الاستجوابات المقدمة ضد رئيس الوزراء، المتهم فى فضيحة مالية تعرف ب«الإيداعات المليونية» وصلت قيمة الرشاوى فيها إلى نحو 350 مليون دولار. مرت الأيام، دون تنفيذ مطلبهم، فقرر الكويتيون اللجوء إلى حل آخر، «اقتحام البرلمان الكويتى»، وهو ما حدث أول من أمس (الأربعاء)، بدعوة من نواب المعارضة الكويتية. العشرات اقتحموه فى أثناء مناقشة بعض النواب، بينما تظاهر المئات أمامه مرددين «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، فى إشارة إلى رئيس الحكومة، وهو ما يعكس تأثر المتظاهرين الكويتيين بشعارات ثورات الربيع العربى، مجددين مطلبهم باستقالته وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، بعدما أعلن الصباح نيته فى رئاسة الحكومة للمرة ال7. وفى مشهد يذكرنا بالثورة المصرية، وعنف شرطة الأمن المركزى ضد المتظاهرين، انتشرت قوات من شرطة مكافحة الشغب الكويتية، وقامت بضرب المتظاهرين، مما دفعهم إلى بدء مسيرة إلى منزل الصباح، استياء من قمعهم. وفى كلمة وجهها النائب المعارض مسلم البراك، إلى صفوف المحتجين، حذر العائلة المالكة من الإساءة إلى الشعب لأنه سيرد الإساءة بلا شك، وأن الشعب لا يريد حاكما لا يدافع عن الدستور.