حسم المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس السبت الجدل الدائر منذ أسبوع، وظهر فى أول خطاب رسمى له منذ تنحى الرئيس السابق، وتزامن مع الاحتفال بالذكرى ال59 لثورة يوليو. كلمة المشير المسجلة التى بثت صباح أمس السبت جاءت فى 873 كلمة، أى أقصر ب16 كلمة عن خطاب مبارك فى عيد الثورة العام الماضى التى جاءت فى 889 كلمة. اللافت أن المشير حرص على إلقاء كلمته فى نفس يوم 23 يوليو، بينما ألقاها مبارك للمرة الأخيرة فى 22 يوليو لارتباطه بالسفر فى عيد الثورة، مما وضعه تحت انتقاد شديد من القوى السياسية آنذاك. ابتعد المشير فى كلمته عن استهلال مبارك المعتاد بجملة «أيها الإخوة المواطنون» واستبدل بها جملة «أبناء شعب مصر العظيم». جاء مبارك على ذكر الثورة فى 40 كلمة، بينما حرص المشير على الإشادة بثورة يناير ومقارنتها بثورة يوليو. فالأخيرة ثورة جيش ساندها الشعب، والأولى ثورة شعب حظيت بحماية الجيش، ولم ينس طنطاوى توجيه تحية وإشادة بالثوار والشهداء. فى 170 كلمة لخص المشير دور القوات المسلحة فى الوصول للحرية والاستقلال والقضاء على الاستغلال والإقطاع، وتحكم رأس المال فى الحكم وتحرير الإرادة وتحقيق العدالة الاجتماعية وإقامة الجيش الوطنى القوى. وأشار كذلك إلى مساندة ثورة يوليو للشعوب المتطلعة إلى الحرية والاستقلال، فى المغرب والمشرق، وعلى امتداد القارة الإفريقية. كلمة المشير لم تخل أيضا من التعهدات بمدنية الدولة وترسيخ الديمقراطية، بنفس الخطة التى أعلنها المجلس الأعلى للقوات المسلحة من بداية إدارته للبلاد من خلال انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، ووضع دستور للبلاد، وانتخاب رئيس للجمهورية يختاره الشعب. وبينما وضع مبارك تشجيع رجال الأعمال أولوية يليها الوقوف بجانب الفقراء، فقد اكتفى طنطاوى بالمرور على المحنة التى تواجهها البلاد حاليا ومحاولات تجنبها، ولم يضع ملامح للسياسة الاقتصادية التى يلتزم بها المجلس، ربما لأنه يعلم أن دور المجلس مؤقت وقصير أو ربما ليعطى هذه الرسالة لمن يتخوفون من بقاء العسكر فى السلطة. قدم المشير كذلك نفس تعهدات مبارك فى ما يخص السياسة الخارجية متمثلة فى إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم والتمسك بالحفاظ على إرادتنا الحرة والدور التاريخى فى المنطقة والعالم. ومواصلة دعم عملية السلام فى الشرق واتخاذ مواقف تدعم التعاون بين مصر وشقيقاتها العربيات. كما أبرز المشير فى كلمته اهتماما بإفريقيا وعلاقات مصر بدول حوض النيل ورغبتها فى التوصل إلى رؤى مشتركة