«موقف عنيد متيبس»، ربما كان ذلك الوصف الأكثر قربا من الموقف الإثيوبى تجاه بناء السدود الذى يصر على الاستمرار فيها مهما كانت الآراء المعارضة لذلك. العناد امتد هذه المرة لرفض توصيات الأممالمتحدة، بوقف حكومة زيناوى بناءها المستمر للسدود، بسبب ما وصفته بمخاوف بيئية وتهديدها مواقع للتراث العالمى. المنظمة الدولية قالت إن سد «جيجل جيبى الثالث» بات يهدد بحيرة توركانا -أكبر بحيرة موجودة فى الصحراء بالعالم- ويهدد الأحياء المائية الموجودة بها، كما أنه يهدد السكان الموجودين على ضفافها. ولكن عازب آنساكى، مدير مشروع سد «جيجل جيبى الثالث»، خرج ليؤكد أن حكومته لها رأى مختلف، وهو أن هذا السد سيكون له أثر إيجابى على البحيرة، وسينظم تدفق المياه على نهر أومو، وسيمنع الفيضانات، ويرفع مستوى المياه فى مواسم الجفاف، وهى من وجهة نظره ميزات قد تجعلهم يتحملون أى مساوئ أو عيوب قد ينجم عنها بناء السد. كما أن الأممالمتحدة أشارت إلى أن تخطيط أديس أبابا لبناء أكبر سدود توليد الطاقة الكهرومائية فى إفريقيا، وهو سد النهضة، قد يكون له آثار سلبية بيئية رهيبة، بسبب تحويل مجرى نهر النيل خلال فترة بناء هذا السد. فحكومة رئيس الوزراء، ميليس زيناوى، لم تنتظر نتائج الاجتماعات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان التى تجرى حاليا فى العاصمة السودانية الخرطوم، للاتفاق حول مستقبل سد النهضة، ومدى تأثيره على دولتى المصب، بالإضافة إلى مناقشتهم حول مستقبل العلاقات بين دول حوض النيل، وأبرزها مستقبل الاتفاقية الإطارية التى تعيد تقسيم مياه النيل، ووقعتها أكثر من دولة بالحوض، وعلى رأسها إثيوبيا، حيث بالفعل بدأت فى المرحلة الأولى من بناء السد.