على موسيقى فانجلوس وبيتهوفن نظم عشرات الآلاف من الأقباط والمسلمين مسيرة حاشدة؛ لتأبين شهداء أحداث ماسبيرو في ذكري الأربعين، المسيرة بدأت من أمام الباب الخلفي للكاتدرائية في الثالثة عصرا ببضعة آلاف وإنتهت في ميدان التحرير بما يقرب من 50 ألف متظاهر في ميدان التحرير. ودعى للمسيرة اتحاد شباب ماسبيرو والكتيبة الطيبية، وشارك فيها عدد من رجال الدين منهم القمص «متياس نصر»، كاهن كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل، والقس «فيلوباتير جميل»، كاهن كنيسة العذراء بفيصل، وبعض العناصر الحزبية والشخصيات العامة. وشهدت المسيرة تنظيما في شكل مارش عسكري، لأول مرة، منذ قرابة 40 عاما، حيث كانت أول وآخر مرة نظم فيها الأقباط مسيرة في شكل مارش عسكري عام 1972 بعد حادث الخانكة الذي كان أولى نقاط الخلاف بين الرئيس الراحل السادات والبابا شنودة وانتهى بالتحفظ على البابا ضمن اعتقالات 5 سبتمبر 1981. كما رفعت المسيرة نعشا رمزيا عليه صورا ل 28 شهيد من أحداث ماسبيرو يعتليه إكليلا من الزهور، ويتقدمهم فتيات من كورال الكتيبة الطيبية بالزي الأسود والملابس الفرعونية حاملين صور الشهداء، في شكل يشبه احتفالات المصريين القدماء أثناء الجنازات، كما رتلوا لحن «غولوغوثا» الذي يقال بالكنيسة يوم الجمعة العظيمة، وهو لحن فرعوني بدايته حزينة لتوديع الميت ونهايته بنغمات بالإنتقال لحياة ما بعد الموت. وعلى أنغام الحركة الرابعة من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، رتل كورال الكتيبة الطيبية: «صوت دم أخيك من الرض صارخا، صوت دم أخيك صارخا الآن»؛ نسبة لما قاله الله لقابيل لقتل أخيه هابيل. كما قال القس «فيلوباتير جميل» في ختام المسيرة بميدان التحرير: «كما أسقط شهداء حادث تفجير كنيسة القديسين الذي وقع في مطلع العام الحالي مبارك ونظامه، فإن شهداء ماسبيرو سوف يسقطون بقية نظامه». وأضاف، أن حادث كنيسة القديسين كان بتخطيط من وزارة الداخلية وبلغ عدد شهدائه 27 شهيدا، وهو نفس الرقم الذي سقط في ماسبيرو، مؤكدا أنه لا عزاء ولا تصالح مع المجلس العسكري قبل إعلان مسؤوليته الكاملة عن حادث ماسبيرو. هذا وأعلن فيلوباتير تضامن اتحاد شباب ماسبيرو، والكتيبة الطيبية مع «مايكل نبيل سند»، المسجون حاليا لتنفيذ حكم القضاء العسكري عليه ب 3 سنوات بتهمة إهانة المؤسسة العسكرية، وقال: «إن الأقباط لا يعترفوا بالقضاء العسكري والمحاكمات العسكرية لأي مدني، وإنه لا تجاوب لمحاكمات عسكرية بأي شكل من الأشكال». وقد بدأت المسيرة وأنتهت بعزف النشيد الوطني ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «الإفراج عن علاء عبد الفتاح ومايكل نبيل ومريم راغب ومعتقلى ماسبيرو»، «لا لحكم العسكر، لا للإعلام الكاذب»، «مطلوب رئيس مدني من المرشحين للرئاسة يقود البلاد لوضع الدستور والانتخابات البرلمانية ويسلمها لرئيس جديد».