الأسد حاول أن يتهرب من الاختبار.. جيشه وقوات أمنه وشبيحته فعلوا كل شىء لمنع أحرار سوريا من الخروج فى مظاهرات جمعة «الله أكبر»، كما أطلقوا عليها، لكنهم خرجوا بالآلاف فى عدة مدن من سوريا، وأرغموا الرئيس المستبد، الذى اكتسب صفة «المراوغ» على الخضوع لاختبار يكشف حقيقة نواياه تجاه مبادرة جامعة الدول العربية لحل الأزمة، ففشل فيه بجدارة. الأسد كتب الإجابة بمداد من دماء 3 شهداء على الأقل سقطوا فى ثانى يوم من القصف العنيف بالرشاشات الثقيلة والمدفعية على حى بابا عمرو فى مدينة حمص التى تشهد تصعيدا فى عمليات الجيش، أسفرت الخميس الماضى فقط عن سقوط 25 قتيلا، بعد موافقة النظام على خطة الجامعة لسحب الجيش من المدن. القصف طال أيضا أحياء البياضة، ودير بعلبة، وباب الدريب، والخالدية، وباب السباع، والوعر، وبلدة الحولة، حسب ما أفاد ناشطون. قوات الأمن واصلت إطلاق النار بشكل عشوائى على المظاهرات الحاشدة فى القامشلى، وبنش، والحراك، وحمص، ومدن أخرى، بعد أن حاول النظام منعها عبر إرسال تعزيزات أمنية مكثفة خارج المساجد لمنع المصلين من الخروج فى مظاهرات، وتمركز للقناصة فى المبانى المحيطة، وقطع للاتصالات الخلوية والأرضية والإنترنت عن أغلب مناطق محافظة درعا. لجان التنسيق المحلية اعتبرت أن سقوط قتلى فى أعمال قمع الاحتجاجات يؤكد نوايا النظام الحقيقية فى الاستمرار بمواجهة الحراك الثورى السلمى بالقتل والعنف. فى اليمن حيث تمرس نظام على عبد الله صالح على المراوغات والتهرب، حتى من توقيع المبادرة الخليجية التى تمنحه حصانة من الملاحقة القضائية ضد جرائمه بحق الثوار، احتشد مئات الآلاف فى صنعاء تعز وإب وبقية مدن البلاد فى جمعة «السلمية خيارنا»، ليؤكدوا سلمية ثورتهم رغم محاولات النظام جرها إلى الصراع المسلح، ورفضهم أى تسوية سياسية مع صالح، والمطالبة بمحاكمته وكبار معاونيه أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة قتل المتظاهرين. فى المقابل حشد النظام أنصاره فى مسجد الصالح بميدان السبعين فى صنعاء فى جمعة سموها «اليمن أمانة فى أعناق الجميع» لتأكيد الولاء للرئيس صالح. فخلال مظاهرة سلمية، أول من أمس الخميس، أصيب 15 متظاهرا فى صنعاء عندما دهستهم سيارة لا تحمل لوحة معدنية، ورأى شاهد من وكالة «رويترز» السيارة وهى تندفع وسط حشد يضم عشرات الآلاف كانوا فى مسيرة مروا خلالها بمجلس المدينة دون أن تتدخل الشرطة لمنعهم.