نشاط مكثف قام به الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل للرئاسة، خلال اليومين الماضيين، بدأ أول من أمس بلقاء متطوعين من 20 محافظة فى ساقية الصاوى، واليوم عقد مؤتمرا صحفيا فى مقر حملته الانتخابية فى منقطة جاردن سيتى. «يجب أن لا نعالج أحداث ماسبيرو بسطحية»، كلمات بدأ بها البرادعى المؤتمر الصحفى، وأوضح فيه أن الانفلات الأمنى هو السبب فى أحداث ماسبيرو. ورصد تسعة أحداث كبرى شهدتها مصر بسبب التوتر الطائفى، خلال السنوات الثلاث الماضية، وقال إن ضحاياها بلغوا 81 شخصا، و500 مصاب. وأقر المرشح المحتمل للرئاسة بوجود تمييز دينى فى مصر، يجب معالجته، بدلا من دفن الرؤوس فى الرمال. البرادعى انتقد تغطية التليفزيون الحكومى، ووصفها بالمخزية والمحرضة، وقال كان «يكذب كذبا مباشرا»، مطالبا بتطهير الإعلام الحكومى الذى تحول من بوق للنظام السابق إلى بوق للمجلس العسكرى. ورفض ما صرحت به وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، عن تأييدها للجيش المصرى، وقال «هذا شأن مصرى داخلى صميم». وأبدى البرادعى تعجبه من رفض الرقابة الدولية، موضحا أنه لا توجد دولة ديمقراطية ترفض الرقابة الدولية على الانتخابات، متعجبا من قيام مصر بالمشاركة فى الإشراف القضائى على انتخابات بولندا الأسبوع المقبل، فى وقت ترفض فيه تطبيق هذه الرقابة داخليا. وطالب كذلك باستغلال الأشهر الستة المتبقية من المرحلة الانتقالية، لتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، لها كل الصلاحيات، كاشفا عن قيام الدكتور حازم الببلاوى وزير المالية، بتشكيل مجلس أعلى للاقتصاد، لتنفيذ برنامج قصير الأجل، حتى يسترد الاقتصاد المصرى عافيته. لقاء البرادعى بالمتطوعين، بدأ بهتافات «يا برادعى قولها قوية، مصر عايزة ديمقراطية»، «يسقط يسقط حكم العسكر»، ثم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الثورة، وشهداء أحداث ماسبيرو. وأبدى البرادعى خلال اللقاء موافقة مبدئية مشروطة على تولى تشكيل حكومة تسيير أعمال، قائلا «أقبل بأى منصب أخدم من خلاله البلد، لكن بصلاحيات، ولو ماعجبنيش الوضع، تانى يوم هاقدم استقالتى». البرادعى علق أيضا على أحداث ماسبيرو، وطالب بتشكيل لجنة تقصى حقائق محايدة. وبحسم أضاف «لا يجب أن يحقق الجيش فى أحداث ماسبيرو، لأنه خصم وحكم فى نفس الوقت. وكيل عنا وليس سيدا علينا، إحنا الأسياد والجيش والشرطة فى مصر الجديدة هيبقوا زى موظفين الأوقاف، تابعين للسلطة التنفيذية». وجدد اقتراحه بتشكيل حكومة ذات صلاحيات، تتولى مسؤولية المرحلة الانتقالية ومتطلباتها من انتخابات برلمانية ورئاسية، لأن الحكومة الحالية بلا صلاحيات، وتحولت إلى سكرتارية لدى المجلس العسكرى». لا يولى المرشح المحتمل للرئاسة اهتماما كبيرا للانتخابات البرلمانية، لأنها أيضا ستنتهى إلى مجلس مؤقت سيتم حله بعد عام، لكن أهمية هذا المجلس المؤقت الآن أنه سينتزع السلطة التشريعية من المجلس العسكرى. «لو المصريين فى الخارج ماصوتوش فى الانتخابات، هنجرس النظام ونفضحه»، يحذر البرادعى بوضوح، ويكشف عن قرب انتهاء برنامجه الانتخابى خلال شهرين، وقال إنه «سيصدر نموذجا موجزا من البرنامج، وآخر تفصيليا متكاملا يحمل عنوان (نهضة مصر)، وتصورا لنظام حكم خليط من النظام البرلمانى والرئاسى».