الخارجون من رحم الحزب الوطنى «المنحل» علت أصواتهم فى الفترة الأخيرة مع قرب الانتخابات البرلمانية وخطوات السلحفاة التى يسير بها المجلس العسكرى فى تطبيق قانون الغدر السياسى، الذى يؤكد معظم القانونيين استحالة تطبيقه، قبل الانتخابات، المقررة فى نهاية نوفمبر القادم. فلول الصعيد، أو هكذا اصطُلح على تسميتهم، أقاموا مؤتمرا حضره ما يقرب من خمسة آلاف شخص، فى مدينة نجع حمادى بقنا، تحت عنوان «اتَّقِ شر الصعيد إذا غضب»، نظمه حزب «الحرية» المستنسخ من الحزب الوطنى «المنحل»، وكالوا للجميع اللكمات، محذرين فى الوقت نفسه من تطبيق قانون الغدر عليهم.العضو المؤسس فى الحزب، إيمان النواب وصفت قيادات بعض أحزاب المعارضة بأنهم كانوا عملاء لجهاز أمن الدولة «المنحل»، بينما رأى الشيخ سيد سالم، عضو الجماعة الإسلامية السابق، وعضو حزب «الحرية» فى الإسكندرية، أن الحزب اجتاح محافظات مصر، رغم كيد الحاقدين، وختم كلمته بدعاء مطوّل، صنعه خصيصا لحزب «الحرية». نائب الوطنى «المنحل»، هشام الشعينى، قال إن المؤتمر بمثابة بث الرعب فى صدور «القلة المخربة» الموجودة فى مصر الآن. مؤسس الحزب، معتز محمد محمود، اهتم جدا بالناشطة أسماء محفوظ، ووصفها ب«الظالمة»، لأنها ترغب فى تقطيع الجسد المصرى بحرمان شريحة من أبناء الشعب المصرى من حقهم الذى كفله لهم القانون والدستور. حفنة المجتمعين والمنظمين للمؤتمر، أرادوا أن «يلعبوا عضلاتهم» قائلين إن الحزب نجح فى اجتياح مصر كلها، لا الصعيد فقط. الأمر نفاه أبناء قنا أنفسهم، فى تجمع بميدان الأوقاف، مطالبين المجلس العسكرى بسرعة تطبيق قانون الغدر على هؤلاء، حتى لا يفسدوا الحياة السياسية مرة أخرى. واتهموهم بإدخال صعيد مصر فى غياهب الصراعات الطائفية والقبلية. الحركات السياسية غاضبة من الرعونة الشديدة فى تعامل المجلس العسكرى تجاه تهديدات فلول الصعايدة فى نجع حمادى. أمين إسكندر، وكيل مؤسسى حزب «الكرامة» قال إن مجرد استخدام شعار «اتق شر الصعيد إذا غضب»، هو إساءة إلى الصعيد نفسه، لأن «الصعيد لا يمكن أن يساند قطعان من اللصوص والبلطجية». أما القيادى اليسارى، أحمد بهاء الدين شعبان، فقال إن ما يحدث من تمزق هو مسؤولية الجهاز الأمنى الحالى، الذى لم يضع حدا لأعمال البلطجة، أما أبو العز الحريرى، القيادى فى حزب التحالف الشعبى، فرأى أن الصعايدة لا يمكن أن يقبلوا بما يقوم به هؤلاء «الفلول».