وزير العدل التونسي كريم الجموسي أمر بالتحقيق في ملابسات إصدار بطاقتي الإيداع في حق كل من نبيل وغازي القروي والتثبت من سلامة الإجراءات القانونية المتبعة جاء اعتقال نبيل القروي المرشح للانتخابات الرئاسية المبكرة في تونس، قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق هذا الاستحقاق المقرر في 15 سبتمبر المقبل، ليثير حالة من الجدل والتوتر، بعد أن أوقفته الشرطة التونسية على خلفية قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي وغسيل أموال، وتم اقتياده إلى سجن المرناقية، وذلك بعد ساعات من إصدار دائرة القضاء المالي في تونس أمرا باعتقاله. ووجهت السلطات التونسية إلى القروي، وشقيقه غازي، في 8 يوليو تهمة "تبييض الأموال"، حيث أوقف نبيل أثناء عودته من باجة، في شمال غربي البلاد، وأودع في السجن المدني بالمرناقية. اعتقال القروي جاء بعد يوم من قرار الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في تونس بمنع ثلاث مؤسسات إعلامية محلية، من بينها قناة نسمة الخاصة التي أسسها القروي، من تغطية الحملات الانتخابية. والقروي "56 عاما" يملك قناة "نسمة" التليفزيونية، وأحد المرشحين للانتخابات التي تجرى في 15 سبتمبر، بعد وفاة اعتقال القروي جاء بعد يوم من قرار الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في تونس بمنع ثلاث مؤسسات إعلامية محلية، من بينها قناة نسمة الخاصة التي أسسها القروي، من تغطية الحملات الانتخابية. والقروي "56 عاما" يملك قناة "نسمة" التليفزيونية، وأحد المرشحين للانتخابات التي تجرى في 15 سبتمبر، بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي عن 92 عاما الشهر الماضي. عبير موسى.. هل تصل عدوة الثورة التونسية لقصر قرطاج؟ وتتهم الهيئة قناة نسمة، وهي إحدى أهم المؤسسات الإعلامية الخاصة في تونس "بالتموقع من أجل التأثير على مفاصل الدولة"، كما تطالبها بالكشف عن هوية المساهمين في القناة، بمن فيهم رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني. وأصدرت الهيئة قرارا في أكتوبر 2018 يمنع القناة من بث برامجها، غير أن الأخيرة لم تنصع لقرارها وواصلت البث. ومنع القضاء التونسي مؤسس القناة القروي، من السفر ووجه له اتهامات بتبييض أموال مطلع يوليو الماضي. محاولة للإقصاء حزب "قلب تونس" الذي يرأسه القطب الإعلامي نبيل القروي رأى أن احتجاز مرشحه ما هو إلا محاولة لها دوافع سياسية لاستبعاده من سباق الانتخابات. "قلب تونس" اتهم رئيس الوزراء يوسف الشاهد بالسعي إلى قطع الطريق على منافسه القوي، مما يفاقم التوتر قبل ثلاثة أسابيع من موعد إجراء الانتخابات الرئاسية. واتهم المسؤول في المكتب السياسي للحزب عياض اللومي في مؤتمر صحفي رئيس الوزراء بالسعي إلى "إقصاء" القروي و"إزاحته"، معتبرا أن هناك "عصابة داخل الدولة تريد ترويع التونسيين، والانقضاض على الحكم. وندد اللومي بما اعتبره عملية "قمع للحريات"، وتابع متهكما "نشكر يوسف الشاهد وعصابته على هذه الدعاية فهو ساهم في ربحنا للكثير من الوقت وجعل من القروي أسطورة وسجينا سياسيا". وأكد أن حزب "قلب تونس" سيواصل حملته الانتخابية وأن القروي سيفوز من الدور الأول، بحسب "الحرة". ورفض مسؤول حكومي هذا الاتهام، وقال إنه شأن قضائي لا علاقة للحكومة به، بينما لم يصدر يوسف الشاهد أي تعليق على هذه الاتهامات الموجهة إليه من قبل حزب نبيل القروي. مقاضاة الشاهد وتصاعدت الاتهامات لرئيس الحكومة باستغلال نفوذه وإمكانيات الدولة لخدمة حملته الانتخابية، ودعته مرارًا إلى الاستقالة من منصبه، غير أنّ الشاهد اكتفى بإعلان تفويض صلاحياته إلى وزير الوظيفة العمومية كمال مرجان؛ لحين انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية، قبل العودة إلى ممارسة مهامه. قوة مسلحة وجرائم مالية.. كواليس القبض على مرشح رئاسي في تونس وعلى خلفية إيقاف المرشح الرئاسي نبيل القروي، هددت جمعيات ومنظمات تونسية برفع دعاوى أمام القضاء الدولي ضد رئيس الحكومة، يوسف الشاهد. ومن المنتظر أن تقدم "جمعية الصداقة للاتحاد من أجل المتوسط" وعدد من الجمعيات والمنظمات الفرنسية الأخرى، دعوى قضائية في فرنسا ضد الشاهد تحمله مسؤولية "الوضع الخطير السائد في تونس" بعد إيقاف نبيل القروي المرشح للانتخابات الرئاسية. رئيس الجمعية إلياس بن الشاذلي قال في تدوينة على موقع "فيسبوك"، إن الانتقال الديمقراطي في تونس صار مهددًا من قبل "مافيا" تستغل إمكانيات الدولة لحكم البلاد، وفقا ل"إرم نيوز". كما أكد الناشط السياسي محمد صالح الجنادي، أن هناك قوى تسعى إلى إرباك الانتخابات المقبلة، وذلك في سياق تعليقه على إيقاف المرشح للرئاسة نبيل القروي. مسؤول في وزارة العدل قال ل"فرانس برس"، إن الوزير كريم الجموسي أمر التفقدية العامة بالوزارة بالتحقيق في ملابسات إصدار بطاقتي الإيداع في حق كل من نبيل وغازي القروي والتثبت من سلامة الإجراءات القانونية المتبعة. إساءة للقضاء "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان" رأت أن "قرار توقيف القروي يثير الكثير من الريبة والشك، ويسيء إلى السلطة القضائية، لما يوحي به من توظيف سياسي، بغاية إقصاء أحد الخصوم في المنافسة على الرئاسة". وطالبت الرابطة المجلس الأعلى للقضاء ووزير العدل بفتح تحقيق جدي في ملابسات هذا القرار، ومدى مطابقته للقانون. راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية علق على توقيف القروي قائلا "لا يسرنا هذا الاعتقال ولا يسرنا تعطيل أي حزب أو أي مسؤول حزبي". وأكد الغنوشي تمسكه باستقلالية القضاء، معلنا أنه بانتظار القضاء ليقول كلمته في قضية توقيف القروي و"إعطاء تفسير لهذا الاعتقال". انتخابات تونس.. مرشح رئاسي يفتح النار على الإخوان وبعد إلقاء القبض على القروي بات الغموض يحيط بمصير المرشح للرئاسة من خوض الماراثون الانتخابي، إلا أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس كشفت أن نبيل القروي لا يزال مرشحا في سباق الانتخابات الرئاسية التي تجري الشهر المقبل، رغم إلقاء القبض عليه، وأكدت هيئة الانتخابات أن القروي ما زال في السباق. وقال نبيل بافون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن القروي ما زال مرشحا للرئاسة ما دام وضعه القانوني دون تغيير، ولم يصدر بحقه حكم نهائي.