تراهن روسيا على الأضرار الاقتصادية التي قد تنتج عن العقوبات التجارية التي فرضها الاتحاد الأوروبي بعد أزمة القرم، والتي قام بتمديدها إلى عام 2020 لا تزال آثار الصدام السياسي بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشأن ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، تهدد العلاقات الاقتصادية للعديد من الأطراف، بما في ذلك الأطراف التي تمتلك علاقات تجارية مباشرة مع موسكو ودول منطقة اليورو. وبدا من الواضح أن التأثر بالعقوبات الاقتصادية التي نتجت عن هذا الصدام بين روسيا والاتحاد الأوروبي، لم يقف عند الطرفين الضالعين بشكل رئيسي في الأزمة، ولكن امتد ليشمل العديد من الأطراف التي لها صلات تجارية مباشرة بين الجانبين. وحسب شبكة "روسيا اليوم"، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن زعماء اليورو وافقوا، أمس الخميس، على تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا حتى نهاية يناير 2020 بسبب الاضطرابات في أوكرانيا. وقال الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى اتفاق السلام المتوقف بشرق أوكرانيا: "عقوبات روسيا تم تمديدها بالإجماع لمدة وحسب شبكة "روسيا اليوم"، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن زعماء اليورو وافقوا، أمس الخميس، على تمديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا حتى نهاية يناير 2020 بسبب الاضطرابات في أوكرانيا. وقال الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى اتفاق السلام المتوقف بشرق أوكرانيا: "عقوبات روسيا تم تمديدها بالإجماع لمدة ستة أشهر أخرى بسبب عدم تنفيذ اتفاقات السلام". وفي السياق ذاته، رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قرار الاتحاد الأوروبي، حيث أكد أن القيود الاقتصادية الغربية أدت إلى مصاعب واضحة في عمليات التبادل التجاري بين روسيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى علاقة كل منهما بشركاء تجاريين آخرين. ترامب يواصل دعم أوكرانيا عسكريًا رغم العلاقات الجيدة مع بوتين وقال بوتين: "العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب أدت إلى حرمان روسيا من 50 مليار دولار، لكن الاتحاد الأوروبي تضرر بشكل أكبر، حيث فقد 240 مليار دولار منذ عام 2014". وأضاف الرئيس الروسي خلال جلسات التواصل المباشر في موسكو التي يتم تنظيمها بشكل سنوي، أن الدول الأخرى شعرت أيضًا بتأثير العقوبات ضد روسيا، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة، التي ليست من الأساس شريكا تجاريا كبيرا لروسيا، خسرت 17 مليار دولار بسبب العقوبات، بينما خسرت اليابان 27 مليار دولار". وتناول الرئيس الروسي التأثيرات غير المباشرة للخلاف على الاقتصاد الأوروبي، حيث قال بوتين إن الأزمة تؤثر بشكل رئيسي على الوظائف في الأطراف المتضررة من هذه العقوبات، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. وأوضح أن "فقدان السوق الروسي" بالنسبة للعديد من البلدان التي تعتمد بشكل رئيسي على العلاقات التجارية مع موسكو، أدى إلى ضعف مستويات التجارة بين هذه الأطراف، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليص فرص التوظيف، مؤكدا أن هذه الأزمات تعد من النتائج السلبية غير المباشرة للصراع. ترامب يصطدم بخسائر غير مسبوقة للاقتصاد الأمريكي بسبب حربه مع الصين وعلى الرغم من المتاعب التي استعرضها بوتين، سواء لروسيا أو الاتحاد الأوروبي أو حتى شركائهما التجاريين، بدا من غير المرجح أن يغير الغرب موقفه تجاه روسيا بشكل كبير في أي وقت قريب، وهو الأمر الذي أكده بوتين، والذي شدد على ضرورة تقوية اقتصادها لتأمين "مكانها تحت الشمس"، على حد وصفه. وقالت روسيا اليوم، إن موسكو استطاعت الاستفادة من الضغوط الاقتصادية الغربية، حيث بدأت البلاد في التخلص التدريجي من الاستيراد واستبدال منتجات محلية الصنع به، وذلك حتى في القطاعات الصناعية التي لم يكن لروسيا فيها أي خبرة. وعلى سبيل المثال، قال بوتين إنه قبل فرض العقوبات لم تكن روسيا تنتج محركات بحرية مطلقًا، ولكنها طورت قدراتها بدافع من الوضع الراهن، حتى إن بعضها تجاوز نظائرها الأجنبية على مستوى المنافسة في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن الشيء نفسه ينطبق على هندسة النقل والطاقة. وقد تلقي الآثار المترتبة على هذا الصراع السياسي بظلالها على العديد من البلدان ذات العلاقات التجارية المباشرة مع روسيا، وهو الأمر الذي قد يخلق صعوبات إذا ما رغبت بروكسل في تمديد العقوبات مجددًا إلى ما بعد 2020.