إذا شهدت هواوي تراجعًا في المبيعات نتيجة لمتطلبات الحكومة الأمريكية الجديدة، فسيظل لدى منافسيها مثل أبل وشاومي الكثير من اللحاق بالركب من أجل الإطاحة بسامسونج قد يكون الفائز الأكبر في معركة الحكومة الأمريكية مع عملاق الاتصالات الصينية هواوي؛ سامسونج. نجحت هواوي في إلهاء أنظار العالم عن الشركة الكورية الجنوبية، وأصبحت أكثر مبيعًا فى الأسواق العالمية، لا سيما شرق آسيا، ولعل هاتف سامسونج القابل للطي، والذي تأخر إطلاقه بشكل رسمي، كان سببًا رئيسيًا فى زيادة شك مستهلكي سامسونج. لكن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإدراج شركة هواوي على قائمة سوداء للتجارة الأمريكية، يمكن أن يكون يد العون التي تحتاجها شركة سامسونج للاحتفاظ بمكانتها كقوة عظمى في مجال الهواتف الذكية في العالم. أجبرت القائمة السوداء شركات التكنولوجيا مثل جوجل وإنتل على تعليق جميع خدماتها مع شركة هواوي. ما يعني أن هواتف هواوي المستقبلية لن تكون قادرة على العمل بنظام تشغيل أندرويد من جوجل، وهو أكثر برامج الجوال انتشارًا. بينما تقول هواوي إنها قامت ببناء نظام تشغيل خاص بهاتف ذكي محلي الصنع سيكون جاهزًا بحلول أجبرت القائمة السوداء شركات التكنولوجيا مثل جوجل وإنتل على تعليق جميع خدماتها مع شركة هواوي. ما يعني أن هواتف هواوي المستقبلية لن تكون قادرة على العمل بنظام تشغيل أندرويد من جوجل، وهو أكثر برامج الجوال انتشارًا. بينما تقول هواوي إنها قامت ببناء نظام تشغيل خاص بهاتف ذكي محلي الصنع سيكون جاهزًا بحلول العام المقبل، لكن ليس هناك ما يضمن أن المستهلكين سيشترون هواتف هواوي من الأصل، حتى وإن كان لديهم نظام تشغيل جديد غير معروف، خاصة إذا كان هذا يعني أن الهواتف لا تملك نظام الوصول إلى خدمات جوجل الشهيرة مثل جيميل وخرائط جوجل. كل تلك الأخبار كانت سارة لشركة سامسونج، التي تخسر بشكل ثابت حصتها في السوق لصالح هواوي. في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019، استحوذت سامسونج على 23.1% من سوق الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 8.1% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لشركة International Data Corp. قفزت هواوي بنسبة 50% على أساس سنوي لتستحوذ على 19% من حصة السوق في الربع الأول. إلى جانب هواوي، لا يوجد صانع هواتف ذكي آخر قريب من سامسونج فيما يتعلق بحصة السوق العالمية. احتلت شركة أبل المرتبة الثالثة بحصولها على 11.7% من السوق في الربع الأول، في حين احتلت شركة شاومي لصناعة الهواتف الذكية في الصين المرتبة الرابعة بنسبة 8% من السوق. إذا شهدت هواوي تراجعًا في مبيعات الهواتف الذكية نتيجة لمتطلبات الحكومة الأمريكية الجديدة هذه، فسيظل لدى منافسيها مثل أبل وشاومي الكثير من اللحاق بالركب من أجل الإطاحة بسامسونج. هذا لا يعني أن مركز سامسونج في القمة مضمون. يتقلب سوق الهواتف الذكية غالبًا بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، حيث عادةً ما تاخذ أبل وهواوي خطوات إلى الأمام وربما تأخذ خطوات إلى الخلف لتحتل المرتبة الثانية خلف سامسونج. في الربع الأخير من عام 2018، على سبيل المثال، استحوذت شركة آبل على 18.2% من سوق الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم، حيث اقتربت من تقدم سامسونج بنسبة 18.7%. احتلت شركة هواوي المرتبة الثالثة بنسبة 16.1%من السوق، على الرغم من ارتفاع حصتها بنسبة 43.9 % سنويًا، في حين تراجعت كل من أبل وسامسونج. لكن بعض المحللين يعتقدون أن رد قرار الحظر ضد شركة هواوي في الولاياتالمتحدة يمكن أن يضر أعمال شركة أبل في الصين. قام فريق من المحللين في شركة UBS مؤخرًا بكتابة مذكرة تشير إلى معاملة شركة هواوي في الولاياتالمتحدة، باعتبارها أحد المخاطر المحتملة التي تواجهها شركة أبل داخل السوق الصيني، كما أن الشعور القومي معروف في بعض الأحيان بأنه يؤثر على البضائع الأجنبية في البلد. كما دعت الصين مؤخرًا إلى مقاطعة منتجات أبل بعد قرار الإدارة الأمريكية بوضع هواوي على قائمة سوداء للتجارة، وفقًا لما ذكره موقع BuzzFeed News. من المؤكد أن هواتف سامسونج الذكية ليس لها وجود قوي في الصين، وفقًا لبيانات من شركة Counterpoint Research للأبحاث السوقية، لذلك لا يتم تصنيفها بين أفضل الهواتف الذكية في المنطقة. لكن الصين مهمة بالنسبة لشركة أبل؛ فهي ثالث أكبر سوق للشركة، وقد استحوذ الأيفون على 12% من سوق الهواتف الذكية في الصين اعتبارًا من الربع الرابع من عام 2018، وفقًا لما ذكرته شركة Counterpoint Research. إذا كانت هناك مقاطعة ضد منتجات أبل في الصين، فقد يصعّب على الشركة توسيع نطاق جهاز أي فون واستيعاب نصيب سامسونج من السوق العالمية. هناك طريقة أساسية أخرى يمكن أن تستفيد بها سامسونج من مصائب هواوي عندما يتعلق الأمر بمساحة الهاتف الذكي: الهواتف القابلة للطي. بدأ هاتف Galaxy Fold من سامسونج بداية غير مبشرة على أقل تقدير بعد أن ذكر عدد قليل من المراجعين أن شاشة الجهاز قد تحطمت، ما دفع سامسونج إلى تأخير إطلاق Fold إلى أجل غير مسمى. لا تزال شركة سامسونج لم تفصح عن موعد إطلاق الهاتف الجديد. لكن القيود الجديدة التي تواجهها هواوي عند العمل مع الشركات الأمريكية يمكن أن تمنح سامسونج فرصة ثانية. كشفت شركة هواوي النقاب عن هاتف ميت إكس القابل للطي بعد أيام قليلة من ظهور سامسونج لأول مرة في فبراير الماضي، وعرضت جهازًا مصممًا بشكل رائع. لم تعلن هواوي عن موعد إطلاق الهاتف، ما يجعل من غير الواضح ما إذا كان سيتم تشغيله على برنامج أندرويد من جوجل أم لا. منحت الحكومة الأمريكية شركة هواوي فترة مدتها 90 يومًا تتيح لها الحفاظ على منتجاتها ودعمها حتى 19 أغسطس. لكننا لا نعرف ما إذا كان سيتم إطلاق ميت إكس قبل ذلك، على الرغم من أن تقريرًا من GizmoChina أشار إلى إمكانية إصداره في يونيو. سيكون فقدان نظام أندرويد ضربة قاسية لهواوي، لكنه يضر بشكل خاص بجهاز غالي الثمن مثل جهاز ميت إكس، الذي سيكون سعره نحو 600 دولار أمريكي عند إطلاقه. بالنسبة للمتسوقين خارج الصين، فإن عدم وجود مجموعة من خدمات جوجل الشائعة على نطاق واسع ومتجر تطبيقاتها الهائل يمكن أن يخفض بشكل كبير قيمة ميت إكس المقترحة في حالة عدم تشغيلها على برامج جوجل. هناك أيضًا قلق بشأن ما إذا كان الهاتف سيكون غنيًا بالميزات ومصقولًا مثل الهواتف القابلة للطي التي تعمل على أندرويد من جوجل، بالنظر إلى أن عملاق البحث قد صمم الإصدار التالي من أندرويد لجعله قابلاً للتكيف مع النموذج القابل للطي. بالطبع، ليست شركتا هواوي وسامسونج هما الشركتين الوحيدتين اللتين تعملان على الأجهزة القابلة للطي. تعمل شاومي وموتورولا على تطوير هواتف قابلة للطي خاصة بهما، لكن لا يبدو أن أيًا من هذه المنتجات ينافس منتجات سامسونج وهواوي. قد يتيح ذلك لشركة سامسونج فرصة امتلاك سوق الهواتف الذكية القابلة للطي حديثًا لفترة طويلة من الوقت في حالة إعادة تشغيل جهاز Galaxy Fold في المستقبل القريب. من السابق لأوانه معرفة ما سيحدث لهواوي بدقة نتيجة للعقوبات التجارية التي فرضتها الحكومة الأمريكية مؤخرًا. قالت الشركة إنها تعمل على نظام التشغيل الخاص بها لتحل محل أندرويد، قال رن تشانغ فاي الرئيس التنفيذي لهواوي، مؤخرًا لصحيفة بيزنس إنسايدر إنه يتوقع أن يتباطأ نمو الشركة قليلاً فقط. لكن حتى لو ثبت أن تشانغ فاي كان صحيحًا، ولم يتباطأ نمو هواوي إلا بشكل طفيف، فإن ذلك لا يزال خبرًا جيدًا بالنسبة لسيادة سامسونج على سوق الهواتف الذكية العالمي.