بطريرك الروم الأرثوذكس بفلسطين يستقبل النور المقدس في الظهيرة.. الكنيسة تصلي ليلة «أبو غالمسيس» وتنتهي بقداس يُذكر فيه المتوفون.. ومساء اليوم يشهد قداس عيد القيامة تتجه الأنظار نحو كنيسة القيامة، في انتظار دخول الأنبا ثيوفيلوس الثالث بطريرك كنيسة الروم الأرثوذكس بفلسطين، في مكان قبر السيد المسيح وفق المعتقد المسيحي، وانتظار خروج النور المقدس، الحدث الأبرز خلال الاحتفالات بعيد القيامة كل عام، في ظهر يوم سبت النور، وفقا للتقويم الشرقي، إذ تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي وضع آباؤها في القرن الثالث الميلادي حساب الأبقطي لتحديد موعد عيد القيامة وتتبعه كل الكنائس الشرقية، بينما احتفلت الكنائس الغربية يوم الأحد الماضي، وفق التقويم اليولياني، وتقام مساء اليوم صلاة قداس عيد القيامة بكل الكنائس الشرقية. أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فبعد إنهاء صلوات يوم الجمعة العظيمة، في الخامسة مساء أمس، أخذت ساعات قليلة للراحة، ثم بدأت في التاسعة مساء، صلوات ليلة «أبو غالمسيس» التي انتهت صباح اليوم بصلاة القداس. (اقرأ أيضا: تعرف على أسباب اختلاف موعد عيد القيامة شرقا وغربا) ما «أبو غالمسيس»؟ «أبو ما «أبو غالمسيس»؟ «أبو غالمسيس» أو «أبو كالبسيس» كلمة يونانية تعني سفر الرؤيا، لذا سميت صلوات ليلة سبت النور بالكنيسة بهذا الاسم، حيث يقرأ سفر الرؤيا، آخر أسفار العهد الجديد بالكتاب المقدس، وهو سفر يحكي عن رموز تصف الأيام الأخيرة، ويوم الدينونة وفق الإيمان المسيحي. طقس ليلة "أبو غالمسيس" طقوس وصلوات الكنيسة تعبّر عن ما مر به السيد المسيح، ووفق المعتقد المسيحي فإن السيد المسيح بعد الصلب وُضع في القبر، لكنه أطلق سراح البشر منذ آدم من الجحيم، وقام بعد ذلك. وتعبر هذه الليلة بصلواتها عن هذه الأحداث، فيدمج طقسها في تلاوة الألحان وقراءة الإنجيل بين نغمات الحزن التي استمرت طوال أسبوع الآلام، ونغمات الفرح تعبيرًا عن القيامة. وتتميز هذه الليلة بقراءة سفر الرؤيا وإيقاد سبع شموع في إناء به أفخر أنواع الزيت، يتم رسم جباه الحضور في نهاية الصلاة به. النور المقدس وكنيسة القيامة اعتاد بطريرك الروم دخول كنيسة القيامة، مكان القبر المقدس في ظهر يوم سبت النور، فيصلي ويخرج من القبر نور يوقد الشموع التي مع البابا، ويظل مشتعلا لمدة 30 دقيقة ثم ينطفئ، وهذا النور لا يحرق من يلمسه، فهو مثل ضوء الشموع العادي، وفق من ذهبوا وأوقدوا شموع النور المقدس، وهناك قصة تحكي أن إبراهيم باشا، ابن محمد علي، دعا البابا بطرس السابع الشهير ب"الجاولي" ليذهب للقدس، ويدخل لتلقي النور بدلا من بطريرك الروم، فرفض البابا القبطي أن يأخذ مكانة بطريرك الروم، وطلب أن يدخل الوالي معه هو وبطريرك الروم، وتم إخراج الناس من الكنيسة، لكن أحد أعمدة الكنيسة بالخارج انشق وخرج منه نور للناس، وفق سيرة القديس الأنبا صرابامون أبو طرحة في كتاب سير القديسين "السنكسار". وحاليا يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس قبر المسيح في كنيسة القيامة وسط تشديدات أمنية وتحكمات من الحكومة الإسرائيلية. قداس عيد القيامة يتميز قداس عيد القيامة بطقس الفرح، إذ تتلو الكنيسة الألحان المرتبطة بالقيامة بنغمات الفرح، ومنها فصل المزمور «هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به»، ويقال باللحن السنجاري، وسُمي بهذا الاسم نسبةً إلى قرية تدعى «سنجار» بالدلتا، وبعض الألحان يوناني مثل «أخرستوس أنيستي أكنكرون»، أي «المسيح قام من الموت»، وقبطي و«رومي» منتسب للروم. يشهد قداس عيد القيامة تمثيلا رمزيا للقيامة بالصلاة، وفيه يتم إطفاء نور الكنيسة وإيقاد الشموع فقط في الهيكل، وأمامه تُتلى الصلوات المعبّرة عن القيامة، ثم يتم إيقاد النور مرة أخرى وعمل «دورة القيامة»، حيث يطوف الكهنة والشمامسة بالصلبان وصور القيامة وحنوط الدفنة الرمزية يوم الجمعة العظيمة، في أرجاء الهيكل وبقية الكنيسة، من عيد القيامة ولمدة 50 يوما، لكن بعد 40 يوما، يوم صعود السيد المسيح للسماء عقب القيامة، يتم عمل هذه الدورة في الهيكل فقط.