صلاة جنازة عامة ولا تصلى على المتوفين.. ألحان أصلها فرعوني.. في ليلة سبت النور تدمج نغمات الحزن والفرح معا.. دفنة رمزية للسيد المسيح وتمتنع عن القداسات تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومعها كل الكنائس الشرقية، المتفقة والمختلفة معها «أسبوع الآلام»، الذي يمثل «قدس أقداس السنة»، بالنسبة لكل الكنائس والمسيحيين حول العالم، وفي هذا الأسبوع تحيي الكنيسة ذكرى الأيام والساعات الأخيرة في حياة السيد المسيح، منذ دخوله مدينة أورشليم في يوم الأحد الشهير باسم «السعف»، شعبيا، مرورا بتعرضه للمؤامرات على يد قادة الكهنة اليهود، وتناول العشاء الأخير مع تلاميذه في عيد الفصح يوم الخميس، ثم القبض عليه بعدها والحكم عليه بالصلب، وموته وقيامته فجر الأحد، وفق الإيمان والمعتقد المسيحي. يشهد أسبوع الآلام مجموعة من طقوس الكنيسة المختلفة عن بقية أيام السنة، وتحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الذكرى بروح مصرية قديمة من خلال ألحان ذات أصل «فرعونية». (اقرأ أيضا: تعرف على أسباب اختلاف موعد عيد القيامة شرقا وغربا) لماذا أسبوع الآلام بهذه الأهمية؟ وفق المعتقد المسيحي، فإن خطيئة لماذا أسبوع الآلام بهذه الأهمية؟ وفق المعتقد المسيحي، فإن خطيئة آدم الأولى بكسر وصية الله وأكله من شجرة معرفة الخير والشر، استوجبت عقوبة طرده من الجنة (الوجود في مراحم الله)، وورث ذلك أولاده، أي كل البشر، وأمام هذا الذنب كان لا بد من إصلاح خطأ آدم، ولأن كل البشر حاملون نفس الخطأ، «قرر الله أن يرسل كلمته لتتجسد من خلال السيد المسيح، وتأخذ هيئة إنسان ليمسح خطأ آدم الذي ورثه أبناؤه، ويعيدهم مرة أخرى للفردوس»، ومن هنا تكمن أهمية هذا الأسبوع لأنه أساس الإيمان المسيحي. أحداث الأسبوع سبت لعازر عقب جمعة ختام الصوم، تترك الكنيسة الطريقة التي تصلي بها طوال فترة الصوم، وتبدأ في يوم السبت السابق ل«أحد السعف» بالصلاة بالطقس السنوي، وفي هذا اليوم، المسمى ب«سبت لعازر»، تعيد إحياء ذكرى معجزة إقامة السيد المسيح لصديقه لعازر بقرية بيت عنيا من الموت بعد أن مر على وفاته 4 أيام، وهذا الحدث سبق ذهاب السيد المسيح إلى «أورشليم» بفترة قصيرة. أحد الشعانين «السعف» يوم أحد السعف هو ذكرى دخول السيد المسيح لمدينة «أورشليم» (القدس اليوم)، يعرف هذا اليوم باسم أحد «الشعانين»، وهذه الكلمة تنطق أيضا «هوشعنا» أو «أوصنا»، ومعناها «يا رب خلصنا»، وكان هذا هتاف مستقبلي السيد المسيح، الذين هتف بعضهم يوم الجمعة «اصلبه». ويعتبر في طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الأعياد السيدية الكبرى أي الأعياد الخاصة بالسيد المسيح، وعددها 14 عيدا، وشهد دخول السيد المسيح كملك شعبي متوج للمدينة المقدسة راكبا على «جحش»، حيث افترش الناس أمامه قمصانهم وأغصان النخيل ليعبر عليها. يوم الإثنين يوم الثلاثاء أربعاء أيوب خميس العهد هو يوم احتفال اليهود بعيد الفصح، وفيه تناول السيد المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه، وبدأ مساء الأربعاء (ليلة الخميس) حيث طلب من تلاميذه إعداد الفصح فيخبرهم عن المكان الذي سيمكثون فيه. في يوم الخميس يتناول عشاء الفصح مع تلاميذه، يغسل أرجلهم ليعلمهم التواضع، ويفصح عما سيفعله يهوذا ويخبره بأن يمضي في طريقه ليسلمه، عقب العشاء يخرج لبستان «جثيماني»، يظل يصلي بمفرده، وكانت قطرات عرقه عبارة عن قطرات دم بينما تلاميذه نيام، وفي نهاية الصلاة يأتي يهوذا مع رؤساء الكهنة والجنود، ويقبله كما اتفق معهم، ويسلمه، ويذهبون به للوالي بيلاطس. الجمعة العظيمة خلاله يتم استكمال المحاكمة، ويصدر في النهاية حكم الصلب، بعد أن تعرض لمجموعة عذابات منها الجلد ووضع إكليل شوك على رأسه، ثم يذهبون به خارج المدينة لتنفيذ الحكم في موقع يدعى «الجلجلثة» أو «الجمجمة»، وبعد الموت يوضع في القبر. سبت الفرح وعيد القيامة فيه تصلي الكنيسة صلاة أبو غالمسيس، أي «الرؤية»، ويقرأ فيها سفر الرؤيا من الكتاب المقدس، تبدأ مساء الجمعة تنتهي السبت صباحا بصلاة القداس، ثم في مساء السبت تقيم الكنيسة قداس عيد القيامة وينتهي مع أول ساعات يوم الأحد. طقس الكنيسة في أسبوع الآلام أسبوع الآلام هو الأسبوع الأخير من الصوم، يبدأ يوم السبت، حيث تصلي الكنيسة بالطقس السنوي، أما يوم أحد السعف فتصلي بطقس الفرح، وفي نهايته صلوات الجناز العام، لأن الكنيسة لا تصلي على المتوفين في أسبوع الآلام. في الأيام من الإثنين إلى الجمعة تقيم الكنيسة صلوات «البصخة»، وهي كلمة معناها «فصح»، أي عبور، وتختلف عن القداسات، وتقام صباحا ومساء، في النهار 5 ساعات، ومثلها في المساء، (الأولى، الثالثة، السادسة، التاسعة، الحادية عشرة). يقرأ فيها نبوءات من أسفار العهد القديم، وتسبحة «لك القوة والمجد»، وفصل من مزامير داود وفصل من الإنجيل، و"طرح" في نهاية كل ساعة يفسر الإنجيل وكل القراءات، وفي نهاية اليوم الطِّلبة، وتوجد واحدة للصباح وأخرى للمساء. أما يوم الجمعة العظيمة فمثلها لكن يضاف إليه (الساعة الثانية عشرة). ألحان فرعونية ترتل الكنيسة مجموعة ألحان لها أصول فرعونية مثل مزمور «كرسيك يالله»، باللحن الشامي، ويقال مرتين، ولحن «أيها الابن الوحيد الجنس»، ولحن «غولغوثا» قانون الدفنة، تتسم نغمات الألحان بأنها جنائزية، وحزينة في بدايتها، لكن في نهايتها تقترب من نغمات الفرح، وكانت سابقا تتلى هذه الألحان في وداع الملوك المصريين، ثم تم استخدامها بكلمات تخص السيد المسيح فيما بعد حين تحول المصريون للمسيحية. دفنة رمزية في الساعة الثانية عشرة يوم الجمعة العظيمة، يتم وضع الوردود والحنوط لصورة للسيد المسيح في القبر وتسمى «دفنة رمزية»، يتم ربطها جيدا كمثال للحجر الموضوع على القبر، وتوضع بالهيكل، ويتم إزالتها في قداس عيد القيامة، كعلامة على القيامة من الموت. دمج نغمات الحزن والفرح في أبو غالمسيس مساء يوم الجمعة العظيمة تصلي الكنيسة في صلوات «أبو غالمسيس»، وتمثل مرحلة انتقالية بين الموت والقيامة، فتبدأ الصلوات باللحن الحزين وتختم بلحن الفرح. قداسان في أسبوع الآلام تقيم الكنيسة القداس في خميس العهد وفجر سبت الفرح، وخلالهما لا تصلي بعد الصلوات كما في القداسات السنوية، وفي قداس فجر سبت الفرح تذكر «ترحيم» به أسماء كل المنتقلين والراحلين، الذين يقدمهم ذووهم ويذكرون جميعا بالاسم جهرا.