تحتفل مصر في 25 أبريل من كل عام باسترداد أرض سيناء بعد احتلال دام 15 عامًا من إسرائيل.. والمفاوضات السياسية بدأت من اليوم السادس عشر لحرب أكتوبر وبعدها توقفت الحرب لم يكن انتصار حرب السادس من أكتوبر في عام 1973، أهم انتصار في المعارك العسكرية المباشرة بين بلدنا مصر في مواجهة دولة الكيان الصهيوني أوما تُعرف حاليا بدولة إسرائيل، وحطم انتصار مصر أسطورة جيش إسرائيل الذي لا يقهر، هي آخر المعارك التي علت فيها الراية المصرية منتصرة على إسرائيل، بل تعاقب على تلك الحرب انتصارات في معارك أخرى، ولكنها لم تكن عسكرية، بل كانت تتسم بالحنكة الدبلوماسية والسياسية المصرية، من فكر غير مألوف يقف أمامه أعتى قيادات العالم حتى وقتنا هذا بإجلال وتعظيم، نابع من عقل الزعيم الراحل محمد أنور السادات. وجاءت كلمات الشاعر صلاح جاهين، عقب نصر أكتوبر، لتشير إلى أن انتصار أكتوبر ما هو إلا بداية، وكتب قصيدة أكتوبر، والتي تضمنت: "من غير ما نتفاخر ونتباهى.. لا بالرايات اللى رفعناها.. ولا بالحصون اللى انتزعناها.. ولا بالدروع اللى مزعناها.. ولا بالدموع اللى وجاءت كلمات الشاعر صلاح جاهين، عقب نصر أكتوبر، لتشير إلى أن انتصار أكتوبر ما هو إلا بداية، وكتب قصيدة أكتوبر، والتي تضمنت: "من غير ما نتفاخر ونتباهى.. لا بالرايات اللى رفعناها.. ولا بالحصون اللى انتزعناها.. ولا بالدروع اللى مزعناها.. ولا بالدموع اللى ابتلعناها"، ليختتم القصيدة ب:"ولو العبور سألونا يوم عنه.. قول: مجرد خطوة خدناها!". سيناء تعود بعد احتلال 15 عامًا قصيدة جاهين لم تختلف عن توجه الدولة في حينها، حيث واصلت مصر المعارك الدبلوماسية والسياسية عقب الانتصار العسكري على إسرائيل، ونَتج عنه استرداد سيناء ورفع العلم المصري على أرضها في 25 أبريل من عام 1982، لتسترد مصر أرض سيناء بعد 15 عامًا من الاحتلال، جراء نكسة يونيو67، ومن حينها أعلن يوم 25 أبريل، عيدًا لتحرير سيناء. ويعود تاريخ استرداد أرض سيناء من الناحية الدبلوماسية والسياسية، بداية من حلول اليوم السادس عشر من حرب أكتوبر، حيث بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، وصدر القرار رقم 338 والذي يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973م، وذلك بعد تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والذي قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار. توقف المعارك في 28 أكتوبر إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذي التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخولها في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذي أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء. وفي 11 نوفمبر 1973، وقع اتفاق يضمن التزاما بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس، على أن تتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى، واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية مهمة في إقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط. سبتمبر 1975.. مصر تسترد 4500 كيلو متر من سيناء وفي يناير 1974 وقع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومترا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، وفي سبتمبر 1975 وقع الاتفاق الثاني الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة نحو 4500 كيلو متر من أرض سيناء. مع توالي الانتصارات المصرية لاسترداد الأرض، فجر الرئيس الراحل أنور السادات مفاجأة، أمام مجلس الشعب، بأنه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، وقام بالفعل في نوفمبر 1977 بزيارة إسرائيل وإلقاء كلمة بالكنيست الإسرائيلي طارحا مبادرته التي كان من أبرز ما جاء فيها أنه ليس واردا توقيع أي اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل في سياسة مصر، مؤكدا أن تحقيق أي سلام بين دول المواجهة كلها وإسرائيل بغير حل عادل للقضية الفلسطينية فإن ذلك لن يحقق أبدا السلام الدائم العادل الذي يلح العالم كله عليه. معاهدة السلام في 1979 ووقعت مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979 معاهدة السلام اقتناعا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، والتي نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كل قواتها المسلحة وأيضا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء. وحُدد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء على النحو التالي: في 26 مايو 1979: رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط العريش / رأس محمد وبدء تنفيذ اتفاقية السلام. 25 أبريل 1982.. رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية وفي 26 يوليو 1979 انسحبت إسرائيل من 6 آلاف كيلومتر مربع، من أبو زنيبة حتى أبو خربة، وفي 19 نوفمبر 1979، انسحبت إسرائيل من منطقة سانت كاترين ووادي الطور، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة جنوبسيناء. وفي يوم 25 أبريل1982 رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوبسيناء، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاما وإعلان هذا اليوم عيدا قوميا مصريا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير ممثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصرى المكثف.