الأب: إسلام راح عشان يصالح صاحبه محمود ويقول له معلش أخرت عليك بس المجرم كان ناوي على الشر وضربه بكتر في بطنه.. الأم: كان بيجري على إخواته وإداني مصحف وعايزة حقه «زحمة وأصوات صاخبة، وباعة يفترشون الشوارع، وضجيج المارة، وفوضى آلات تنبيه في سيارات الأجرة يقطعها صوت أغانٍ يخرج من توك توك يشق طريقه بسرعة جنونية». ما سبق هو الحالة الطبيعية في شارع كوبري البلد بمنطقة سقارة بالبدرشين، قبل أن تتوقف الحياة فيه في تمام العاشرة والنصف يوم السبت الماضي لتسود الدهشة والصمت والخوف وجوه الباعة والمارة وهم يشاهدون شابا ملقى على الأرض ينزف منه الدم بغزارة، وأحدهم يقول: «واحد قتل صاحبه»، قبل أن يفيق المتهم لما فعله ويحمل صديقه ويجري به إلى المستشفى، لكن بعد فوات الأوان، إذ لفظ الضحية أنفاسه الأخيرة. لم يكن يتخيل إسلام طارق، الشاب العشريني، أن مبلغا صغيرا اقترضه من صديق العمر سيكون ثمنا بخسا يدفع مقابله حياته، بعد أن رفض محمود جمال، صديقه، أن يمنحه فرصة أخيرة حتى يرد الدين بل راح يطارده ويتوعده كلما لاقاه مع وصلة تعنيف. السبت الماضي، تقابل الصديقان في الشارع. نظرة لوم وعتاب أطلقها إسلام لصديقه ومد لم يكن يتخيل إسلام طارق، الشاب العشريني، أن مبلغا صغيرا اقترضه من صديق العمر سيكون ثمنا بخسا يدفع مقابله حياته، بعد أن رفض محمود جمال، صديقه، أن يمنحه فرصة أخيرة حتى يرد الدين بل راح يطارده ويتوعده كلما لاقاه مع وصلة تعنيف. السبت الماضي، تقابل الصديقان في الشارع. نظرة لوم وعتاب أطلقها إسلام لصديقه ومد يده له بالسلام، إلا أن المتهم بادره بطعنة غادرة وقع على أثرها الأول غارقا في بحر من الدم وسط ذهول المارة، لم يحتمل «محمود» أن يشاهد رفيق دربه يصارع الموت، فحمله فوق كتفه وذهب به للمستشفى في محاولة لإنقاذه، إلا أن الطبيب أخبره بأن حالته متأخرة فتركه ولاذ بالهرب. شارع الموت «التحرير» كانت في مسرح الجريمة للوقوف على حقيقة ما حدث. «هما كان فيه خلاف بينهما على فلوس بس مش عارفين بتاعة إيه بالضبط وإسلام كان في حاله وبيشتغل معانا في موقف التوك توك ارزقي ومكنش بيعمل مشاكل مع حد»..كلمات قالها أحد اصدقاء المجني عليه.
وأضاف «الواقعة كانت يوم السبت بالليل لما اتقابلوا ومحمود ضرب اسلام ب كتر كان معاه ومحدش قدر ينقذه هما الشيطان دخل بينهما واحد اتسجن والتاني مات علشان الفلوس». «محمود كان بيجري ورا إسلام وبيقوله يا تموتني يا أموتك» هكذا استهلت بائعة فاكهة شاهدت بداية الواقعة حديثها،مضيفة «كانوا أصحاب واختلفوا على فلوس ومبلغ صغير استلفه إسلام من صاحبه بس المبلغ ده بتاع ايه الله أعلم». طارق أمين عامل في شركة نظافة ووالد إسلام المجني عليه مايزال غير مصدق أنه فقد سنده في الدنيا «إسلام أكبر إخوته وعندي غيره 3 أولاد وأخوه اللي أصغر منه مريض وكان عامل عملية قلب مفتوح وكان بيساعدني في المعيشة ومصاريف اخواته». 140 سلف وأضاف والد المجني عليه بعد أن غلبته الدموع«ابني كان بيشتغل على توك توك واستلف من محمود صاحبه 140 جنيه يصلحه لما عطل منه ولما قاله هات الفلوس اللي خدتها مني إسلام قاله مش معايا دلوقتي». واستطرد الأب «المتهم راح يطالب خال إسلام بالمبلغ قاله حاضر الفلوس اللي عايزها أنا هديهالك وقبل الواقعة بيوم اتخانق مع ابني وهدده ب سنجة وجري وراه.. روحت بعدها لأخو المتهم وعمهم وقولتلهم العيال اتخانقوا مع بعض وعايزين نصالحهم مع بعض ودي حاجة مش مستاهلة لقيتهم رفضوا الصلح ومحدش منهم سأل فيا تاني». تغلب الدموع عين الأب من جديد ليضيف في صعوبة «تاني يوم السبت ابني خرج مرجعش محمود ضربه وشاله وراح بيه على المستشفى كان فاكر إنه جرح صغير ولما الدكتور قاله ده حالته خطيرة سابه وهرب واحنا غلابة في حالنا والمتهم وهله ناس بتوع مشاكل وخناقات القصة كلها خلاف على دين ومبلغ مالي انا عايز حق ابني بالقانون والمتهم ياخد إعدام.. إسلام كان بيجري على أكل عيشه بيخرج الفجر ويرجع أخر النهار وفيه 8 شهود على الواقعة». عايزه حقه لا شيء يضاهي حزن أم على فقدان ولدها هكذا الحال مع والدة إسلام التي لم تستفيق من الصدمة بعد «ابني اتقتل غدر وقبل ما يخرج من البيت يوم الواقعة جاب لي مصحف وقالي إدي ده لخالي ومشي مرجعش انا عايز حق ابني من اللي قتله علشان راح له يسلم عليه ضربه وقابلني قبلها في الطريق قلتله انتوا اخوات واتصالحوا مع بعض قالي عشان خاطرك أنا مش هعمل حاجة.. ابني كان كويس وطيب». واضافت الأم المكلومة« إسلام كان بيطلع بعد الفجر عشان يجري على اكل عيشه ويربي أخواته ويخفف الحمل على أبوه، راح في شربة ميه على صاحب حياته». تختتم الأم « حسبي الله ونعم الوكيل، لازم يجي حق إسلام عشان ناري تتطفي» جدة المجني عليه قالت«قبل مايموت محمود جري وراء إسلام عشان 140 جنيه اللي كان مستلفها منه، وإسلام قالي أنا روحت له وقولتله سامحني يا صاحبي لو اتأخرت عليك بس هديلك فلوسك». وأضافت جدة القتيل «منه لله محمود حرمه من أهله علشان مبلغ تافه هو وعيلته دول ناس مفترية وكل الناس زعلانين على إسلام لأنه كان غلبان لا بيعمل مشاكل ولا حد اشتكى منه». تعود الواقعة بتلقي العميد خالد فهمي مأمور مركز شرطة البدرشين، بلاغًا من شرطة النجدة بالجيزة، يفيد بوقوع مشاجرة بين شخصين ووفاة أحدهم، على الفور انتقلت قوة أمينه بقيادة الرائد مصطفي مخلوف، والرائد أحمد عكاشة رئيس المباحث، والنقيبان أحمد فايز، و أحمد عكاشة معاوني المباحث، إلى محل البلاغ. وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يدعي «إسلام.ط» 18 سنة، مقيم بقرية سقارة دائرة المركز، وبها آثار جرح بمنطقة الصدر، ولفظ أنفاسه الاخيرة إثر قيام «محمود.ج» 23 سنة سائق توك توك بالتعدي عليه بسلاح أبيض. نظرة فابتسامة وفيديو جنسي.. حكاية عشيق الخصوص الطائر وباجراء التحريات تبين أن المتهم طالب المجني عليه، برد مبلغ مالي قد قام باستدانته منه سلفًا، ونشبت بينهما مشادة كلامية سرعان ما تطورت إلى مشاجرة، تعدي خلالها الثاني على الأول بسلاح أبيض، محدثا إصابته، ولفظ أنفاسه الأخيرة، تمكن ضباط وحدة المباحث، من ضبط المتهم، بمواجهته أمام المقدم على عبدالكريم مفتش المباحث، اعترف بارتكاب الواقعة. «اقلع هدومك».. اعترافات قاتل صديقه في المقطم