وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأييدا واسعًا لفكرة إقامة قوة عسكرية مشتركة في أوروبا، بعد مطالبة نظيره الأمريكي دونالد ترامب بزيادة إنفاق أعضاء الناتو عسكريا على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد واجه صعوبات بالغة في تنفيذ سياساته الاقتصادية خلال الفترة الماضية، للحد الذي كاد يطيح به من قصر الإليزيه بسبب تظاهرات السترات الصفراء مع نهاية العام الماضي، فإنه لا يزال يحتفظ بالكثير من قوته التأثيرية على المستوى السياسي. العديد من الملفات السياسية كان لها دور بارز في إظهار قدرة ماكرون على التعامل مع الأحداث والقضايا الشائكة، بما في ذلك وضعية فرنسا داخل حلف شمال الأطلسي الناتو، والتعامل التهديدات المستمرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن الحلف العسكري. الشروط التي وضعها الرئيس الأمريكي لإبقاء الولاياتالمتحدة جزءًا من الحلف العسكري الممتد عبر الأطلسي، كانت ترتكز في الأساس على زيادة التمويل الدفاعي للدول الأعضاء، بحيث تُلقي واشنطن الأعباء المادية التي تحملتها منذ سنوات طويلة نيابة عن المشاركين في الناتو. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون الشروط التي وضعها الرئيس الأمريكي لإبقاء الولاياتالمتحدة جزءًا من الحلف العسكري الممتد عبر الأطلسي، كانت ترتكز في الأساس على زيادة التمويل الدفاعي للدول الأعضاء، بحيث تُلقي واشنطن الأعباء المادية التي تحملتها منذ سنوات طويلة نيابة عن المشاركين في الناتو. الإليزيه يتأهب لإصلاحات صعبة.. هل يغامر ماكرون بشعبيته؟ وأثارت هذه الشروط حفيظة الرئيس الفرنسي، والذي رأى أن على أوروبا تشكيل قوة دفاعية خاصة بها لمواجهة ملفاتها العسكرية والسياسية على النحو الذي يتناسب مع سياساتها وتوجهاتها العامة، وهو الأمر الذي كان من المُعتقد أنه قد يسبب أزمة سياسية داخلية لماكرون، في وقت عانى خلاله الرئيس الفرنسي من أزمات طاحنة لتطبيق استراتيجيته الاقتصادية. وحسب ما جاء في وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، فإن خطط ماكرون بشأن إقامة قوة عسكرية روسية، لاقت تأييدًا كبيرًا بين أبناء الشعب الفرنسي، والذي بالفعل بدا مدعمًا للفكرة التي قد تخلص الاتحاد الأوروبي من التبعية السياسية للولايات المتحدة. ووفقًا لمسح أجرته مؤسسة استطلاع الرأي الفرنسية "أودوكسا"، أمس السبت، فإن ما يزيد على 60% من المشاركين أبدوا تأييدهم لمطالبات ماكرون بإقامة جيش عسكري موحد لأوروبا. وعلى الرغم من التأييد الواضح للفكرة، التي دعمها 62% من المشاركين في استطلاع "أودوكسا"، فإن 60% من المجيبين شككوا في إمكانية أن يتم إنشاء مثل هذا الجيش في الفترة من 10-15 عامًا المقبلة، كما رأى 57% أن على فرنسا زيادة الإنفاق الدفاعي. سياسات ماكرون تُدخل أوروبا في حرب تجارية مع ترامب وأظهر الاستطلاع أن أكبر تهديد أجنبي لفرنسا سيكون من روسيا، حيث قال 35% من المُستطلعين إن موسكو تُشكل التهديد الأكبر لباريس، ثم رأى 29% أن سوريا هي الأكثر قدرة على أن تمثل خطرًا على الفرنسيين، وجاءت كوريا الشمالية في المرتبة الثالثة بنسبة 28% والصين 21%، والولاياتالمتحدة 20% والعراق 16%. إنشاء جيش أوروبي موحد هو نتائج أفكار الرئيس الفرنسي، حيث طرحها العام الماضي خلال اجتماع لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويرى ماكرون أن القوة العسكرية المشتركة في أوروبا، يُمكن أن توفر للكتلة الحماية ضد الولاياتالمتحدة والصين وروسيا، وهي فكرة لاقت دعما واضحا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في حين قالت رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني إن الاتحاد الأوروبي عارضها. ميزانية فرنسا العسكرية تقود الناتو للانصياع لرغبات ترامب وكان من المتوقع أن تؤثر معارضة الاتحاد الأوروبي لفكرة ماكرون، على مدى تأييد الشعب الفرنسي لهذا التوجه، والذي رأته العديد من الدول الأعضاء في منطقة اليورو نتيجة منطقية لمساعي الرئيس الأمريكي لفرض نفقات إضافية على أعضاء الناتو نظير استمرار الولاياتالمتحدة في لعب دورها القيادي في الدفاع عن الحلف، وهو الأمر الذي تم اعتباره تهديدًا لإمكانية تخلي واشنطن عن شراكتها الدفاعية مع الاتحاد الأوروبي، ما لم يستجب الأعضاء لمطالب ترامب بشكل سريع.