لم تكن تتصور تحية كاريوكا أن هناك منافِسة جديدة فى الرقص الشرقي، ستنجح فى سحب البساط منها.. إنها سامية جمال التي اختارت بذكاء شديد تبني مدرسة رقص مختلفة عن كاريوكا سامية جمال.. واحدة من أشهر راقصات القرن الماضي، التي بدأت شهرتها فى الأربعينيات، منذ أن تركت بلدتها في بني سويف، وجاءت إلى القاهرة، لتلتحق بفرقة «بديعة مصابني»، وعملت كراقصة بالفرقة، وازداد إعجاب بديعة بها لتعطيها مساحات أكبر في العروض، ومعها ازدادت شهرتها وأخذ اسمها يتردد على ألسنة الجميع، وكانت فرقة بديعة هي الباب الذى دخلت منه سامية جمال إلى عالم الشهرة والأضواء، لتشارك كراقصة فى الكثير من الأفلام، حتى أصبحت راقصة قصر عابدين الأولى.. وتمر اليوم الذكرى ال95 على ميلاد سامية جمال التي امتلأت حياتها بالأسرار. تميزت سامية جمال بملامحها المصرية وسمارها الذي سحر قلوب الكثيرين، وحطم قلوب أخرى لرجال وقعوا فى غرامها من أول نظرة، منذ أن انضمت بالصدفة إلى فرقة بديعة مصابني، وحتى دخولها السينما ونجاحها فى أن تتدرج من مجرد أداء رقصة بالعمل، إلى أن تحصل على أدوار مهمة ومحورية، وصولا إلى قيامها ببطولة أعمال سينمائية تميزت سامية جمال بملامحها المصرية وسمارها الذي سحر قلوب الكثيرين، وحطم قلوب أخرى لرجال وقعوا فى غرامها من أول نظرة، منذ أن انضمت بالصدفة إلى فرقة بديعة مصابني، وحتى دخولها السينما ونجاحها فى أن تتدرج من مجرد أداء رقصة بالعمل، إلى أن تحصل على أدوار مهمة ومحورية، وصولا إلى قيامها ببطولة أعمال سينمائية تحمل اسمها، حتى اعتزلت وابتعدت عن الأضواء وهي فى عز مجدها وشهرتها، لكنها بقيت حتى الآن واحدة من أهم نجمات الرقص الشرقي. سامية جمال لم تكن راقصة أو ممثلة فقط، بل حالة فنية خاصة جعلت الكثير من الكتاب يفردون صفحات من أجل كتابة سيرتها، على رأسهم الكاتب الكبير مصطفى أمين، الذى خصص بابا عنها فى كتابه «ليالي فاروق»، تحدث خلاله عن علاقتها بالملك فاروق تحت عنوان «ملكة لليلة واحدة»، وكتبت عنها الناقدة السينمائية ناهد صلاح كتابا بعنوان «سامية جمال الفراشة» وغيرها من الكتب، التي وثقت السيرة الذاتية للراقصة، وكانت الأبواب التي تناولت علاقاتها العاطفية الأكثر إثارة لعشاقها، الذين أرادوا أن يتعرفوا على الجزء الخفى في حياتها، وعن الرجال الذين أحبتهم. ابن الأمراء فريد الأطرش هو الحب الأول فى حياة سامية جمال، فقد وقعت فى غرامه وهي لا تزال فى الثالثة عشرة من عمرها، قبل أن تترك بنى سويف وتأتي إلى مصر، فكانت تعشقه دون أن تراه، ولم تعلم أن القدر سيجمعها به يوما ما، وستقف أمامه فى ستة أفلام.. تقول الناقدة ناهد صلاح فى كتابها «سامية جمال الفراشة»: «عشقت سامية جمال، فريد الأطرش وأحبته من أغنياته التي كانت تستمع إليها فى الراديو، وظلت تحبه حتى التقت به فى كازينو (بديعة مصابني)، وأسفر هذا اللقاء عن ثنائية سينمائية أحبها الجميع، فقد قدما معًا (عفريتة هانم)، (حبيب العمر) و(آخر كدبة) وغيرها من الأعمال التي عرضت أشهر رقصات سامية جمال». وقتها انتشرت شائعات حول قصة الحب بين الثنائي، وحولتها عناوين الصحف إلى قصة أسطورية، مما دفع «ابن الأمراء» إلى أن يضع حدًّا لهذه الأحاديث، فقد رفض حب سامية جمال له، والشائع هو أنه رفضها لكونها تنتمى إلى عائلة بسيطة، وهو لم ينس يومًا أنه أمير ينتمى إلى عائلة عريقة بسوريا. وفى نفس الوقت كان هناك رجل آخر يضع عينيه على سامية جمال، وهو الملك فاروق الذى كان يغار من فريد الأطرش، وعلم برفضه الزواج منها، فيقول مصطفى أمين فى كتابه «ليالي فاروق» إن الملك قرر التقرب من سامية نكاية في فريد، ففى إحدى الليالي، اصطحب أنطونيو بوللي، مدير الشؤون الخاصة في القصر الملكي، الملك فاروق، لرؤية سامية جمال وهي ترقص، وبعد أن رآها أرسل لها رسالة لكي تلحق به في السيارة، ولبت الدعوة ورافقته في جولة، في لحظات لم تكن لتحلم بها، أن تكون «رفيقة» الملك في أمسية. بعد ذلك ترددت أنباء عن علاقة سرية تجمع بين الملك فاروق وسامية جمال، وربما ساعد ذلك سكوت الملك.. استفادت سامية جمال من علاقتها بالملك لتصبح راقصة القصر الأولى، وكانت ترقص أمام الرؤساء، وانتهت تلك العلاقة بتدخل وزير الداخلية، فؤاد سراج الدين، الذي رفض إعطاءها تأشيرة سفر إلى فرنسا لتلحق بالملك فاروق، للحفاظ على سمعة القصر، التي أصبحت «سيرة على كل لسان»، وانتهت العلاقة بعد زواج الملك فاروق من ناريمان، وبذلك فقدت سامية جمال كلا من الأطرش وفاروق. أما الرجل الثالث فى حياة سامية جمال فهو الدنجوان رشدي أباظة، فتى أحلام كل النساء آنذاك، الذى وقع في غرامها، وتزوجها في علاقة دامت نحو 17 عاما، حتى وقع الطلاق في النهاية بسبب غيرة سامية، وكثرة نزوات أباظة، وتعجبت الناقدة ناهد صلاح، فى كتابها، من قدرة تحمل سامية جمال وصبرها على علاقات رشدي أباظة، التي كان يعلمها كل الوسط الفني. أما الرجل الرابع فهو شاب أمريكي يدعى «كينج»، كان يعمل متعهدا للحفلات، تعرفت عليه خلال رحلتها إلى فرنسا، وتزوجت منه وقضى شهر العسل فى ولاية تكساس، لكنه استولى على أموالها، فطلبت الطلاق، وعاشت سامية جمال وحيدة حتى وفاتها فى ديسمبر 1994.