ذبابة الفاصوليا والذبابة البيضاء والمن والتربس تفتك بمحصول الفاصوليا و35 ألف فدان فى خطر.. وخليل: ظاهرة الفوران الحشرى وراء الأزمة.. وشتاء 2019 هو سنة الأمراض الفطرية أزمة جديد تضرب المحاصيل الزراعية فى مصر، فبعد أيام قليلة من تفجير أزمة البطاطس وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، بالإضافة إلى أزمة الطماطم، ودمار عدد كبير من الأفدنة، جاء الدور على محصول الفاصوليا، حيث تعرض عدد كبير من المزارعين بمحافظتى المنوفية والبحيرة إلى تلف محاصيلهم نتيجة تعرضها لعدد كبير من الأمراض مثل "ذبابة الفاصوليا، والذبابة البيضاء، والمن والتربس، والتى فتكت بمحصول العروة الشتوية للفاصوليا، مما أسفر عن خسائر تقدر بالملايين للفلاحين بعد عجز النباتات عن إخراج الزهرة، وبالتالى عدم إنتاج محصول. الفوران الحشرى الدكتور خليل المالكي أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية، رئيس لجنة مبيدات الآفات الأسبق بوزارة الزراعة، قال إن السبب الرئيسي فى تلف الكثير من الأفدنة من محصول الفاصوليا هذا العام وجود ظاهرة "الفوران الحشرى" وهى زيادة أعداد الحشرات زيادة كبيرة جدا وأنها تحدث على مدار سنوات، وكذلك الفوران الحشرى الدكتور خليل المالكي أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية، رئيس لجنة مبيدات الآفات الأسبق بوزارة الزراعة، قال إن السبب الرئيسي فى تلف الكثير من الأفدنة من محصول الفاصوليا هذا العام وجود ظاهرة "الفوران الحشرى" وهى زيادة أعداد الحشرات زيادة كبيرة جدا وأنها تحدث على مدار سنوات، وكذلك الحال للآفات فإنها يحدث لها فوران مثلما يحدث فى دودة القطن التى تزيد كل 4 سنوات. وأضاف المالكى ل"التحرير"، ذبابة الفاصوليا تؤثر على المجموع الخضرى لمحصول الفاصوليا، كما أن الذبابة البيضاء حشرة ماصة للعصارة من أوراق النبات مما يتسبب فى اصفرار الأوراق وتجعدها ونظرا لمهاجمة ذبابة الفاصوليا والذبابة البيضاء المحصول بأعداد كبيرة تتسب فى الكثير من الأمراض له وتؤثر على إنتاج المحصول. وأشار إلى أن "طرق حماية المحصول من هذه الأمراض تبدأ من بداية عملية الزراعة من خلال جعل الأرض خالية من الحشائش، والتسميد السليم والتقليل من التسميد الأزوتى لعمل توازن ثمرى وخضرى للمحصول لأن زيادة نسبة التسميد الأزوتى تجعل التربة بيئة صالحة للإصابة بالحشرات والأمراض". "شتاء 2019 هو سنة الأمراض الفطرية والبكتيرية فى مصر"، وفق ما أفاد مصدر فضل عدم ذكر اسمه، حيث قال هذا العام شهد ظاهرة غير معهودة فى الأمراض لعدد من المحاصيل الزراعية، فشتاء 2019 هو عام الندوة "اللفحة" المتأخرة على البطاطس الشتوية والصيفية، وإعفان التقاوي على البطاطس الصيفية والجرب العادي، والعفن الرمادي وتبقعات ولفحات الأوراق في الفراولة، والبياض الزغبي واللفحة الأرجوانية على البصل، والتبقع البكتيري والندوة المبكرة على الطماطم. وأضاف المصدر فى تصريحات خاصة ل"التحرير": "المناخ كان له دور كبير فى هذه الأزمات لأنه يزيد التهيئة الفسيولوجية للإصابة بكثير من الأمراض الفطرية والبكتيرية"، مثل ما حدث فى المنوفية والبحيرة، عندما هاجمت ذبابة الفاصوليا، والذبابة البيضاء، والمن والتربس عددا كبيرا من الأفدنة المنزرعة بمحصول الفاصوليا. وتابع: ذبابة الفاصوليا تتبع رتبة ديبترا أو ثنائية الأجنحة وهي الوحيدة من أجناس الرتبة التي تسلك سلوكا مختلفا عند التعذير، حيث تتجه اليرقات في عمرها اليرقي الأخير عبر إنفاقها من الورقة إلى العنق ثم الفروع وأخيرا الساق الرئيسية محدثة جروحا طولية ثم تعذرا في المنطقة الملاصقة لسطح التربة، مما يؤكد وجود علاقة وطيدة بين الإصابة بذبابة الفاصوليا وعفن منطقة التاج والجذور في الفاصوليا. وبمجرد الري وملامسة ماء الري لهذه الجروح تهاجمها الفطريات الجرحية وتبدأ في تحلل الأنسجة ويمتد العفن للجذور والشعيرات الحذرية وبعدها يضعف الامتصاص وتصفر النباتات ثم تجف وتموت، وذلك بسبب الإصابات الوبائية هذا الموسم، لزيادة تعداد الذبابة بسبب المناخ المناسب واتصال واستمرار الأجيال لأن الفاصوليا منزرعة تباعا وأغفل معظم مزارعيها مكافحة الذبابة، بالإضافة إلى التوسع في زراعات الفاصوليا بمساحات أكبر من أي موسم فأصبحت مرتعا للذبابة. وأوضح أن الأمراض التى ضربت الفاصوليا هذا العام مثل اللقاح الذى ينتشر من منطقة إلى أخرى، يظل فى زيادة مستمرة وتوسع مستمر. وأكد المصدر أن "آثار هذه الأزمة ستظهر جلية عند حصاد المحصول، عندما يتفاجأ الفلاحون بأن المحصول منخفض للغاية أوعدم إنتاجه من الأساس، مشيرا إلى أن أسعار الفاصوليا سوف تشهد ارتفاعا كبيرا خلال الأيام القادمة، فقبل قدوم العروة من كل عام كان يصل سعر الكيلو 20 جنيها، ويشهد انخفاضا عند بدء جني المحصول، إلا أن هذا العام فى ظل هذه الأزمة فإن الأسعار مرشحة للزيادة بنسبة كبيرة جدا، على الرغم من كون مصر من الدول المصدرة للفاصوليا فى السنوات الماضية بنسبة كبيرة جدا". وشدد على "وجود حلول لهذه الأزمة من البداية كان يجب أن تقوم بها وزارة الزراعة والفلاحون وهى مكافحة الذبابة بمبيد مناسب مع مانع انسلاخ ويكون الرش بعد المغرب مباشرة، وكان يكفي رشتين فقط للتخلص من الذبابة، ولكن ما حدث كان جهلا من المزارع بمخاطر ذبابة الفاصوليا". الدكتور ممدوح السباعي، رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية، قال إن محصول الفاصوليا يُعد واحدًا من أهم حاصلات الخضر، حيث يحتل المرتبة السادسة من حيث الإنتاج العالمي بمتوسط إنتاج قدر بنحو 270.8 ألف طن، وتحتل مصر المركز العاشر من بين أهم الدول المصدرة لمحصول الفاصوليا على مستوى العالم، وذلك بمتوسط كمية صادرات بلغت نحو 11 ألف طن تقريبا، وهو ما يعادل 4% من إجمالي الصادرات العالمية للمحصول. الأمراض التى ضربت محصول الفاصوليا بالمنوفية هى "أعفان جذور، ذبابة بيضاء، ذبابة الفاصوليا، المن، صانعات أنفاق، أكاروس" كما أن نسبة الإصابة بالآفات الزراعية تتراوح من 20 إلى 50% من بعض هذه الآفات، بحسب ما أكده التقريرالأولى الذى أصدرته مُديرية الزراعة بالمنوفية، كما رجع التقريرأسباب الإصابة بهذه الأمراض إلى التغيرات المناخية، وتداول التقاوى من مصادر غير موثوقة وعدم معاملتها بالمبيدات الفطرية والزراعة المبكرة من بعض المزارعين، بالإضافة إلى عدم المعاملة فى التوقيت السليم. ومن جانبه قال نقيب الفلاحين حسين عبد الرحمن أبو صدام، إن أزمة الفاصوليا بمحافظة المنوفية، والبحيرة، تتلخص فى إصابات عدد كبير من الأفدنة بأمراض المن والتربس والذبابة البيضاء، وذبابة الفاصوليا، وعفن البذور مما أثرعلى محصول هذا العام والذى يقدر ب35 ألف فدان من المحصول، مضيفا: "هذه الأمر قضى على نحو 40% من المحصول". وأضاف أبو صدام فى تصريحات خاصة ل"التحرير"، "المبيدات المغشوشة والتقاوى غير القادرة على مقاومة الأمراض، بالإضافة إلى التغييرات المناخية أسهمت فى تفاقم الأزمة وتسببت فى خسائر فادحة للفلاحين فى هاتين المحافظتين، مشيرا إلى أن الأمر لم يقتصرعلى محصول الفاصليا فقط، بل تعدى إلى محصول الكوسة أيضا".
وأشار إلى أن "وزارة الزراعة السبب فى هذه المشكلات المتتالية فى المحاصيل الزراعية، فمنذ أيام قليلة كانت أزمة البطاطس ومن قبل الطمام والآن جاء الدور على الفاصوليا للأسف فى كل أزمة دور وزارة الزراعة يأتى "بعد خراب مالطا". وأوضح: "كان ينبغي توعية الفلاحين بنشرة دورية لتحديد الأوقات المناسبة للزراعة.. الفلاحين مستغربين، بيرشوا مبيدات ومبتجيبش نتيجة، لأن فيه مبيدات كتيرة مغشوشة في السوق"، مشيرا إلى وجود مافيا للتقاوي والمبيدات فى مصر هى من تتحكم فى الزراعة.
وتوقع أبو صدام أن "تشهد الفترة المقبلة ارتفاعا كبيرا فى أسعار الفاصوليا فى الأسواق بعد دمار 40% من محصول هذا العام على غرار البطاطس والطمام وإن لم تكن أكثر بكثير". الدكتور حمدى جامع، وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، أوضح أن لجنة من وزارة الزراعة تفقّدت الحقول المضارة بمراكز أشمون والشهداء وتلا، لمعاينة الوضع على الطبيعة وكتابة تقرير مفصّل عن حالة الزراعات، مشيرا إلى أن الضرر الأكبر كان بمركز أشمون. وأضاف جامع أن إجمالى المساحة المنزرعة بالفاصوليا وصل إلى نحو 35 ألف فدان، بينها 5600 فدان بأشمون و12 ألف فدان بمركز الشهداء و6300 فدان بتلا ومنوف 5600 فدان، وبلغت نسبة الإصابة 20% من إجمالى المساحة المزروعة، بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى زراعة حقول المزارعين مبكرا.